شبكة طريق الحرير الإخبارية/
التقى الرئيس شي جينبينغ ممثلي أوساط الأعمال الدولية بقاعة الشعب الكبرى في بيجينغ صباح يوم 28 مارس عام 2025.
أعرب شي جينبينغ عن ترحيبه بممثلي أوساط الأعمال الدولية في الصين، وتقديره لعملهم الدؤوب على التعاون مع الصين. أكد شي جينبينغ على أن جمهورية الصين الشعبية، منذ تأسيسها قبل أكثر من 70 عاما وخاصة منذ تطبيقها لسياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من 40 عاما، نجحت في خلق “المعجزتين العظيمتين” المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، وذلك يعتمد على القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني وتماسك الشعب الصيني وكفاحه، كما لا يستغني عن دعم ومساندة المجتمع الدولي بما فيه مساهمات الشركات الأجنبية العاملة في الصين. مكنت سياسة الإصلاح والانفتاح الصين من الاندماج في السوق العالمية على وجه السرعة واللحاق بركب العصر بخطوات واسعة، وأحد العوامل الدافعة المهمة لذلك هو الاستفادة النشطة من رأس المال الأجنبي. فإن هذه الاستثمارات التي قامت بها الشركات الأجنبية في الصين، ساهمت في تعزيز التنمية الاقتصادية والتوظيف للصين ودفع التقدم التقني والإداري لها وتدعيم الإصلاح والانفتاح فيها. أثبتت الممارسات أن الشركات الأجنبية مشاركون مهمون في التحديث الصيني النمط، وفي الإصلاح والانفتاح والابتكار والإبداع للصين، وكذلك في ربط الصين بالعالم واندماجها في العولمة الاقتصادية.
وفي هذه العملية، كسبت الشركات الأجنبية عوائد كبيرة بشكل عام، وأحرزت تطورا ونموا بشكل مستمر، وحققت المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وكذلك عقدت صداقة عميقة مع الشعب الصيني. أشار شي جينبينغ إلى أن الصين تظل مساهما رئيسيا ومرساة استقرار لنمو الاقتصاد العالمي على مدى السنوات العديدة، وهي تدفع حاليا التحديث الصيني النمط على نحو شامل. بما أن الانفتاح على الخارج هو سياسة صينية وطنية أساسية، فتقوم الصين اليوم بتعزيز الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج، وتوسيع الانفتاح المؤسسي في مجالات القواعد واللوائح والإدارة والمعايير بخطوات متزنة، وستفتح باب الانفتاح أوسع فأوسع، ولم ولن تغيّر سياساتها حول استخدام رأس المال الأجنبي. تعتبر الصين ثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم، وتمتلك أكبر فئة متوسطة الدخل في العالم، فتحمل إمكانيات كامنة هائلة للاستثمار والاستهلاك.
تسعى الصين إلى التنمية العالية الجودة، وتدفع التحولات الخضراء والرقمية والذكية بوتيرة متسارعة، وتتمتع بالقدرة القوية على تحقيق التكامل الصناعي، بما يجعلها أفضل مكان لتطبيق نتائج الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي. تقوم الصين التي تمت صياغة أنظمة متكاملة نسبيا فيها من القواعد واللوائح والعمل لاستخدام رأس المال الأجنبي، بتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وتعمل على خلق بيئة تجارية من الدرجة الأولى تقوم على قواعد السوق والقانون والمعايير الدولية. تحافظ الصين على الاستقرار السياسي والأمان الاجتماعي لزمن طويل، وهي من أكثر الدول أمنا التي يعترَف بها عالميا. كل ذلك يدل على أن الصين لديها مسرح واسع للأعمال وآفاق واعدة للسوق وتوقعات مستقرة للسياسات والظروف الأمنية الجيدة، وهي تعد بالضبط أرضا خصبة صالحة للاستثمار ومزاولة الأعمال بالنسبة للشركات الأجنبية. كانت الصين ولا تزال وستظل وجهة الاستثمار المثلى والآمنة والفعالة للمستثمرين الأجانب بكل التأكيد، فمسايرة الصين هي مسايرة الفرص، والثقة بالصين هي الثقة بالغد، والاستثمار في الصين هو الاستثمار في المستقبل.
أشار شي جينبينغ إلى أن تعددية الأطراف هي الخيار الحتمي لتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجه العالم، والعولمة الاقتصادية هي تيار تاريخي لا يقاوم. تلتزم الصين بتعددية الأطراف الحقيقية وتدفع بالعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع وتشارك بنشاط في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وتعمل على بناء الاقتصاد العالمي المنفتح. إن الشركات الأجنبية وخاصة الشركات العابرة للحدود تلعب دورا مهما في الحفاظ على النظام الاقتصادي العالمي وتضطلع بمسؤولية مهمة في هذا الصدد. فيجب الحفاظ سويا على نظام التجارة المتعددة الأطراف، والحفاظ سويا على استقرار سلاسل الصناعات والإمدادات العالمية، والحفاظ سويا على البيئة الدولية المتسمة بالانفتاح والتعاون، بما يدفع بتطور العولمة الاقتصادية نحو الاتجاه الصائب.
حضر اللقاء أكثر من 40 رئيس لمجلس الإدارة ورئيس تنفيذي على المستوى العالمي للشركات الأجنبية وممثل لغرف التجارة. ألقى كل من رئيس شركة فيديكس كوربوريشن الأمريكية راج سوبرامانيام ورئيس مجلس إدارة مجموعة مرسيديس-بنز الألمانية أولا كايلينيوس والرئيس التنفيذي لشركة سانوفي الفرنسية بول هادسون والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك إتش إس بي سي البريطانية جورج الحديري ورئيس شركة هيتاشي اليابانية توشياكي هيجاشيهارا والرئيس التنفيذي لشركة إس كيه هاينكس من جمهورية كوريا كواك نوه جونغ ورئيس شركة أرامكو السعودية أمين حسن الناصر كلمات على التوالي، قائلين إن ما حققته الصين من النمو الاقتصادي المطرد تحت قيادة الرئيس شي جينبينغ من خلال تعميق الإصلاح على نحو شامل وتوسيع الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج يعجبهم كثيرا.
من “الصنع في الصين” إلى “القوة الإنتاجية الحديثة النوعية”، نجحت الصين في تمكين تحول القطاعات وترقيتها عبر الابتكار العلمي والتكنولوجي، وهي ستحقق تنمية أكثر استدامة وبجودة أعلى، وسيقبل اقتصاد الصين على أفق واعد. على خلفية تصاعد الحمائية، توسّع الصين الانفتاح باستمرار، وتضخ عوامل الاستقرار للاقتصاد العالمي، وأصبحت واحة لعوامل اليقين وأرضا خصبة للاستثمار ومزاولة الأعمال. تعتبر تنمية الصين قوة جوهرية تحرك الاقتصاد العالمي، وإن الفرص الكثيرة ومجال النمو الواسع في الصين مشجعة. وهم أعربوا عن التقدير العالي لما قامت به الحكومة الصينية من خلق البيئة التجارية العادلة والمتميزة للشركات الأجنبية، وأبدوا استعدادهم الثابت لتوسيع الاستثمار في الصين والتعاون معها، وتطوير أعمالهم في السوق الصينية، والمشاركة النشطة في مسيرة التحديث الصيني النمط، وبناء جسور للتواصل والتعاون بين الصين وسائر دول العالم، ودعم انفتاح السوق العالمية، والحفاظ على التجارة الحرة الدولية، بما يقدم مساهمة في تنمية الاقتصاد العالمي. حضر اللقاء تساي تشي ووانغ يي وخه ليفنغ وغيرهم.