في جلسة حوار رفيع المستوى بعنوان “الإصلاح الصيني والتوقعات الاقتصادية” التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي ضمن فعاليات منتدى بواو الآسيوي 2025، صرح هوانغ تشي فان، المستشار الأكاديمي لمنتدى التمويل الصيني الأربعين وعمدة بلدية تشونغتشينغ السابق، بأن استراتيجية “صنع في الصين 2025” تمثل خطة استراتيجية بالغة الأهمية لتطوير قطاع التصنيع. وبعد عقد من الجهود، حققت الصناعة الصينية خمسة إنجازات بارزة.
أولا، أصبحت الصناعة الصينية تمثل 33% من حجم الصناعة العالمية. ففي عام 2010، كانت الصين بالفعل صاحبة أكبر حجم صناعي في العالم، ولكنها كانت تمثل 20% فقط من الصناعة العالمية. أما الآن، فقد وصلت النسبة إلى 33%، أي ضعف حجم الصناعة الأمريكية، وأربعة أضعاف حجم الصناعة اليابانية والألمانية.
ثانيا، شهد نظام سلاسل التوريد تطورا شاملا نسبيا. تمتلك الصين النظام التصنيعي الوحيد في العالم الذي يغطي جميع سلاسل التوريد العالمية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، والتي يزيد عددها عن 600 سلسلة، ويعد 40% منها الأكبر حجماً على مستوى العالم.
ثالثا، شهد هيكل المنتجات اتجاها إيجابيا ملحوظا. قبل عام 2010، كانت المنتجات كثيفة العمالة تمثل أكثر من 70% من الصادرات الصينية، بينما لم تتجاوز المنتجات التصنيعية كثيفة التكنولوجيا، مثل المعدات والإلكترونيات، 30%. أما في عام 2024، فقد تضاعف إجمالي حجم الصادرات الصينية مقارنة بعام 2010، وبلغت نسبة المنتجات كثيفة رأس المال 90%، بينما انخفضت نسبة المنتجات كثيفة العمالة إلى 10% فقط.
رابعا، شهدت أساليب الإنتاج تحولا كبيرا. في العقود الثلاثة الماضية، اعتمدت الصين بشكل رئيسي على التجارة المعالجة. أما في العام الماضي، فقد بلغت نسبة التجارة المعالجة أقل من 20% من إجمالي حجم الاستيراد والتصدير الذي تجاوز 6 تريليونات دولار، بينما بلغت نسبة التجارة العامة أكثر من 70%.
خامسا، لم تكن الصناعة الصينية “صناعة منعزلة”. فقد تضاعف حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الذي جذبته الصين في السنوات العشر الماضية مقارنة بالسنوات العشر التي سبقتها، وظل زخم الانفتاح على الخارج قويا للغاية. وفي الوقت الحالي، يبلغ متوسط حجم الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي حوالي 1.3 تريليون دولار سنويا. وتعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر جذبا للاستثمار الأجنبي المباشر، بينما حافظت الصين على المركز الثاني عالميا على مدى السنوات العشر الماضية.