Monday 17th March 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الديمقراطية الشعبية كاملة العملية في الصين: نموذج فريد للحكم والإدارة 

منذ 54 دقيقة في 17/مارس/2025

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

الديمقراطية الشعبية كاملة العملية في الصين: نموذج فريد للحكم والإدارة 

وارف قميحة*

 

 

الديمقراطية الشعبية هي شريان الحياة للاشتراكية، وهي شرط أساسي لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.” 

— شي جين بينغ 

 

الديمقراطية قيمة إنسانية مشتركة، لكن طرق تطبيقها تختلف من دولة إلى أخرى وفقًا لخصوصياتها التاريخية والثقافية والاجتماعية. في الصين، طورت القيادة نموذجًا خاصًا يُعرف باسم الديمقراطية الشعبية كاملة العملية، وهو نموذج يدمج مختلف أشكال الديمقراطية في نظام متكامل يضمن مشاركة الشعب في جميع مراحل صنع القرار، من التشريع إلى التنفيذ والمتابعة. وكما أكد الرئيس شي جين بينغ، فإن الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات فقط، بل هي عملية شاملة تغطي جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، مما يجعلها “الديمقراطية الأوسع والأكثر أصالة والأكثر فعالية”.

 

مفهوم الديمقراطية الشعبية كاملة العملية

تتميز الديمقراطية الشعبية كاملة العملية في الصين بأنها لا تعتمد فقط على الانتخابات الدورية لاختيار القادة، بل تشمل آليات متعددة تضمن مشاركة المواطنين في صنع القرار بشكل مستمر. ويتحقق ذلك من خلال الجمع بين الديمقراطية المباشرة، حيث يشارك المواطنون في اتخاذ قرارات محلية، والديمقراطية غير المباشرة، حيث يتم تمثيلهم عبر المؤسسات التشريعية والتنفيذية.

وتُعد هذه الديمقراطية نموذجًا فريدًا لأنها تحقق وحدة الديمقراطية الإجرائية والديمقراطية الموضوعية، وديمقراطية الممارسة الكاملة وديمقراطية النتائج. فهي تضمن ليس فقط إمكانية مشاركة الشعب في صنع القرار، بل أيضًا تحقيق نتائج فعلية تعكس إرادتهم وتلبي احتياجاتهم. وقد أوضح الرئيس شي جين بينغ هذا المفهوم بقوله: “الديمقراطية الشعبية كاملة العملية تحقق وحدة ديمقراطية الممارسة الكاملة وديمقراطية النتائج، والديمقراطية الإجرائية والديمقراطية الموضوعية، والديمقراطية المباشرة والديمقراطية غير المباشرة، والديمقراطية الشعبية وإرادة الدولة. وهي الديمقراطية السلسلة الكاملة والشاملة والتغطية الكلية، وهي الديمقراطية الاشتراكية الأكثر شمولًا والأكثر أصالة والأكثر فعالية.”

 

آليات التطبيق والمشاركة الشعبية

يرتكز النظام السياسي في الصين على مبدأ المشاورات الواسعة، وهو ما يسمح بمشاركة مختلف فئات المجتمع في صنع القرار من خلال قنوات متعددة. من بين هذه القنوات، تلعب*مؤتمرات نواب الشعب دورًا أساسيًا في نقل صوت المواطنين إلى السلطات العليا، حيث يتم مناقشة القوانين والسياسات الجديدة واتخاذ القرارات بناءً على توافق واسع.

كما يتم تعزيز دور الأحزاب غير الشيوعية والمنظمات الشعبية والمستقلين عبر آليات المشاورات السياسية، مما يضمن أن تكون السياسات الحكومية ممثلة لمصالح جميع الفئات. إضافة إلى ذلك، توفر مكاتب الاقتراحات والشكاوى العامة وسيلة مباشرة للمواطنين للتعبير عن آرائهم ومطالبهم، ما يسهم في تحقيق رقابة شعبية فعالة.

وقد أصبح للتكنولوجيا الرقمية دور متزايد في تعزيز الديمقراطية الشعبية، حيث توفر المنصات الإلكترونية أدوات جديدة للتفاعل بين الحكومة والمواطنين، مثل الاستطلاعات الإلكترونية والمناقشات عبر الإنترنت، ما يسهم في زيادة مستوى المشاركة الشعبية وتحسين فعالية صنع القرار. .

 

التطور المستمر والتكيف مع المتغيرات

أكد الرئيس شي جين بينغ أن الديمقراطية ليست نموذجًا جامدًا يمكن نسخه من دولة إلى أخرى، بل هي عملية تتطور باستمرار وفقًا لاحتياجات كل مجتمع، حيث قال: “هناك أشكال عديدة لتحقيق السياسة الديمقراطية، ولا يمكن الالتزام بنماذج جامدة. وقد أثبتت الممارسة بشكل كامل أن الديمقراطية على النمط الصيني مجدية وفعالة للغاية في الصين.”

في هذا السياق، لم يتوقف الحزب الشيوعي الصيني عند تبني نموذج الديمقراطية الشعبية كاملة العملية، بل سعى إلى تطويره باستمرار من خلال تحسين القوانين والإجراءات وتوسيع قنوات المشاركة الشعبية. وقد شهدت السنوات الأخيرة تعزيزًا لدور المجالس المحلية في اتخاذ القرارات، وزيادة في مستويات الشفافية من خلال تحسين آليات الإبلاغ عن السياسات الحكومية وإتاحة الفرصة للمواطنين للمساهمة في صياغتها.

 

تحقيق الاستقرار والتقدم من خلال الديمقراطية

أحد أهم مميزات النموذج الصيني هو قدرته على تحقيق التوازن بين الديمقراطية والاستقرار السياسي. فبينما تواجه بعض الدول التي تعتمد على الديمقراطية الانتخابية التقليدية تحديات متعلقة بالاستقطاب السياسي وعدم الاستقرار، تمكنت الصين من الحفاظ على استقرارها السياسي مع ضمان المشاركة الشعبية الواسعة.

ويعود هذا النجاح إلى التركيز على تحويل القيم الديمقراطية إلى ترتيبات مؤسسية فعالة، حيث قال الرئيس شي جين بينغ: “لطالما تمسك الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بالديمقراطية بصفتها قيمة إنسانية مشتركة. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، عملت اللجنة المركزية للحزب، بقيادة الرئيس شي جين بينغ، على تعميق فهمها للقوانين التي تحكم تطور السياسة الديمقراطية في الصين، وطرحت مفهوم الديمقراطية الشعبية كاملة العملية والتزمت بالدفاع عنه. وقامت بتحويل القيم والمفاهيم الديمقراطية إلى ترتيبات مؤسسية علمية وفعالة وممارسات ديمقراطية ملموسة وواقعية.”

 

نحو مستقبل أكثر ديمقراطية وانفتاحًا

أثبتت التجربة الصينية أن الديمقراطية لا تقتصر على صناديق الاقتراع، بل هي عملية مستمرة تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وتعزيز دورهم في صنع القرار. ومع استمرار الصين في تعزيز هذا النموذج، أصبح الشعب الصيني أكثر ثقة في نظامه السياسي، حيث قال الرئيس شي جين بينغ: “أظهرت الديمقراطية الشعبية كاملة العملية في الصين اليوم حيوية قوية ونشاطًا قويًا على أرض الصين، وأصبح الشعب الصيني أكثر ثقة في نظامه الديمقراطي، وأصبح طريق الديمقراطية ذات الخصائص الصينية أوسع فأوسع.”

 

في ظل هذا التطور،  تواصل الصين تعزيز آليات المشاركة الشعبية، وتحقيق مزيد من الشفافية، وتحسين آليات التشاور واتخاذ القرار، مما يجعل الديمقراطية الشعبية كاملة العملية نموذجًا مستدامًا للتنمية السياسية والاجتماعية.

 

*وارف قميحة

رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث

رئيس الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *