شبكة طريق الحرير الإخبارية/
حامدن محمد الأمين أسعيد _موريتانيا*
لطالما كانت العلاقات بين الصين والدول العربية نموذجًا يُحتذى به في التعاون الدولي، ذلك أن جمهورية الصين الشعبية، تلك القوة الاقتصادية العظمى، قد رسخت لنفسها مكانة محورية في الساحة العالمية، ولكنها لم تنسَ أبدًا شراكتها الأصيلة مع العالم العربي.
إن الصين قد أظهرت على مرّ الزمن تعاطفًا منقطع النظير مع قضايا الأمة العربية، متخذة من الدبلوماسية الحكيمة وسيلة لخلق جسور من التعاون والتنمية المشتركة.
ومن بين أبرز ما يميز السياسة الصينية تجاه العالم العربي هو النهج الثابت الذي اتبعته منذ عقود في بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. على الرغم من المسافات الجغرافية الكبيرة التي تفصل بين الصين والدول العربية، إلا أن روح التضامن الصيني مع العرب تظهر جلية في كافة المجالات: الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية. فقد حرصت الصين دائمًا على مد يد العون لشركائها العرب، مساهِمة في تنمية اقتصاداتهم من خلال المبادرات المشتركة التي أسهمت بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
إنّ المبادرات الصينية لتطوير البنية التحتية في العديد من البلدان العربية، وكذلك مساهمتها في مشروعات الطاقة، تعدّ شهادة حية على الجهود الجادة التي تبذلها لتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة. وما تمثله “مبادرة الحزام والطريق” من تعاون طويل الأمد بين الصين والدول العربية يُعد من أبرز الأمثلة على التعاون المثمر بين الطرفين. هذه المبادرة التي أسهمت في تعزيز التواصل التجاري والاقتصادي عبر أسواق جديدة، وفتحت أفقًا واسعًا للتعاون في مختلف المجالات.
ليس ذلك فحسب، بل إن الصين أثبتت أنها دولة ذات سياسة مسالمة وثابتة تجاه شؤون العالم العربي، حيث لم تتدخل في القضايا الداخلية للدول، بل سعت دائمًا لدعمها في تحقيق السلام والاستقرار على أراضيها. موقف الصين من القضايا العربية لا يتزعزع، فهي دوماً تقف إلى جانب الحقوق المشروعة للأمة العربية، خاصة في القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية، التي تمثل لها أولوية دائمة في مواقفها الدبلوماسية على الساحة الدولية.
إن الصين لا تدير علاقاتها مع العالم العربي بمنطق الصفقات أو المصالح الآنية، بل تسعى إلى بناء علاقة متينة ومستدامة قائمة على أسس من التعاون المتبادل والاحترام المتبادل. ولم تكن هذه العلاقات وليدة الصدفة أو تطورًا عارضًا، بل هي نتاج رؤية استراتيجية بعيدة المدى تعمل على تعميق الروابط بين الصين والدول العربية في شتى المجالات. ومن خلال تلك العلاقات النموذجية، أصبحت الصين واحدًا من الشركاء الرئيسيين في تعزيز مكانة العالم العربي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي النهاية، لا شك أن الصين قد أثبتت أنها ليست مجرد دولة عظمى تسعى لتعزيز قوتها الاقتصادية والسياسية فحسب ، بل هي دولة ذات رؤية إنسانية وشعور عميق بالتعاطف والتضامن مع العالم العربي. إن الصين تظل، دوماً، على موقفها الثابت في دعم الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، كما أنها تظل نموذجًا للعلاقات الدولية المبنية على أسس من الاحترام والتعاون المستدام.
*رئيس الفرع الموريتاني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء وحُلَفاء الصين.