شبكة طريق الحرير الإخبارية/
عبد القادر خليل*
افتتحت بالعاصمة الإثيوبية أديسا بابا، يوم السبت 15 فبرير، الدورة العادية الـ38 لقمة الاتحاد الإفريقي والتي ستدوم يومين، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات الدول الإفريقية، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس دولة فلسطين محمود عباس ومسؤولي الهياكل والمنظمات الإفريقية وأعضاء المنظومة القارية.
ومن المعروف أن إفريقيا تعتبر شريكًا استراتيجيًا هامًا للصين، وتحتل مكانة مهمة في سياستها الخارجية، مما أسهم في توطيد العلاقات الصينية الإفريقية وجعلها تشهد تطوراً مهماً خلال السنوات الأخيرة، وذلك ما تؤكده رسالة الرئيس شي جين بينغ للقمة الثامنة والثلاثين لقادة الاتحاد الافريقي، والتي تعكس اهتمامه الشخصي الكبير بتعزيز العلاقات الصينية الإفريقية، والتزامه بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وتنفيذ المقترحات الستة الرئيسية للصين وأفريقيا للدفع المشترك للتحديث و”إجراءات الشراكة العشرة” لصالح الشعبين الصيني الإفريقي، وفقا لمُخرجات قمة بكين الناجحة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. وكما تُترجمها الزيارات الرسمية التي يقوم بها المسؤول الأول على الدبلوماسية الخارجية الصينية (وزير الخارجية) إلى مجموعة من الدول الإفريقية مطلع كل سنة.
إن آفاق التعاون الثنائي الصيني الإفريقي واعدة ومليئة بالفرص وتترجم أهمية التعاون بين بلدان الجنوب رغم التحديات العالمية الراهنة، ولعل أبرز الجوانب التي يمكن أن تسهم في تعزيز هذا التعاون، تحسين البنية التحتية وبناء الطرق والمطارات والسكك الحديدية، المساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الاستثمار والتبادل التجاري، بالإضافة إلى التعاون في مجال الصناعة والزراعة والصحة والتعليم والتكنولوجيا والأمن ومكافحة الفقر والتصحر والتغير المناخي، وغيرها من المجالات الحيوية وذات الأهمية الاستراتيجية.
من الجدير بالذكر أن الرئيس شي جين بينغ يُؤكد دائما على أهمية بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مصير مشترك رفيع المستوى، من خلال الجهود المشتركة للطرفين، والعمل يداً بيد لتعزيز التعاون بين دول الجنوب لما يعود بالمنفعة المتبادلة، إذ أن هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المشتركة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للصين وأفريقيا.
وفي الوقت الراهن ينبغي المزيد من التنسيق والتعاون وتظافر الجهود بينهما، لأن كل طرف في حاجة ماسة للطرف الآخر، لمواجهة مُختلف التحديات، ومنها التصدي للأجندات الغربية الجهنمية، الرامية للهيمنة على أفريقيا من خلال بسط سياسة الترهيب والتغريب، والسيطرة على الحكومات الأفريقية من خلال الدعم المالي والسياسي للنظم الحاكمة، والسيطرة على الموارد الطبيعية والأسواق والإعلام والعديد من المكتسبات الإفريقية الحساسة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أجندات غربية أخرى مُعادية للصين، من خلال العديد من المحاولات البائسة بفرض العقوبات الاقتصادية على الشركات الصينية وفرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وخلق الافتراءات والاتهامات المضادة للصين في قضايا عديدة من خلال استغلال وسائل الإعلام المأجورة لتشويه صورة الصين وسعيها نحو زعزعة الاستقرار في بعض المناطق الصينية، وزد على دلك محاولتها عرقلة وإفشال مبادرة الحزام والطريق التي لقيت ترحابا دوليا كبيرا وثمارها بدأت تظهر جليا، أثارت مخاوف الغرب التي ترى أن الصين مُنافساً قوياً لها. هي سياسات ومخططات غربية ممنهجة تستوجب الحيطة والحذر والتصدي لها بقوة، وبمساندة ودعم حلفاء الصين المخلصين في أفريقيا وفي العالم، سيكون الفشل الذريع لجميع تلك المُخططات. فالواقع الذي يجب أن يستوعبه الغرب وكل دول العالم، أن الصين تنتهج سياسة التعاون الدولي وتسعى بمختلف السُبُل لتعزيز العلاقات مع باقي دول العالم على أساس المساواة والاحترام المتبادل والربح المشترك وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ضمن المبادرات الصينية : مبادرة الحزام والطريق، مبادرة التنمية العالمية، مبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، والتي من شأنها تحقيق رؤية شي “لمجتمع مع مصير مشترك للبشرية “، في عالم مُتعدد الأقطاب، وخالي تماما من الهيمنة الغربية.
*عبد القادر خليل – مدير شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية، عضو الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين، وعضو مجلس الإدارة في الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل