شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح*
خلال السنوات الطويلة السابقة، وللآن، تحاول دول وشخصيات سياسية عديدة إيهام بلدان وشعوب بأن مسألة تايوان هي مسألة دولة تسعى للاستقلالية عن الصين، وتقوم تلك الجهات بعمليات غير شريفة لتوسيع رقاع التزييف السياسي لوقائع هذه المسألة، في مَسعَى منها لخلق دولة صينية جديدة تعمل على نقل جمهورية الصين الشعبية للمكان الثاني، ولرفع شعار رجعي واستعماري مُعَادٍ للصين وللصينيين جميعاً هو: “تايوان أولاً!”، وهو مَا مِن شأنه التوسع الاستعماري في أقصى شرق آسيا، في محاولة لتعميم النفوذ الغربي والسيادة الجيوعسكرية الإمبريالية في تلك المنطقة إلى أقصى شرق القارة الآسيوية، حيث الصين التي تشغل مكانة جد إستراتيجية فيها منذ البدء الإنساني.
غالبية دول وشعوب العالم تدرك أن تايوان ليست سوى جزيرة صغيرة تابعة تاريخياً للصين، سلختها القوى الاستعمارية عن الوطن الأُم – الصين، رغبةً منها لتعميم سيادتها على تلك المنطقة الواسعة، ولمحاولة محاصَرة روسيا المحاذية للصين، ولتخريب العلاقات الروسية – الصينية التي تُعتَبَر مِثَالاً يُحتذى للدول الأخرى، وهو ما لم تتمكن تلك القوى التوسعية من تطبيقه، فبقيت الصين صِيناً كُبرى وعظيمة في كل المجالات، واستمر وجود تايوان الصغيرة على مساحة صغيرة من الأرض، بينما تحاصرها المِياه من كل جانب!
“مسألة تايوان”، ما هي؟
*”مسألة تايوان” تحمل مَفهوماً من ثلاث نواحي:
(!) مسألة تايوان هي مسألة خلَّفتها الحرب الأهلية الصينية، لذلك هي تُعتَبَر مسألة صينية داخلية بحت، لا يحق لأي أحد أن يتدخل فيها. وعندما تم تأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر من عام 1949، إنسحب جزءٌ من العاملين العسكريين والإداريين لحزب الكومينتانغ إلى جزيرة تايوان بعد فشلهم في الحرب الأهلية، وبمساندة وتدخل غير قانوني من طرف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية غدت تايوان وحُكَّامِها يُمَارِسون الحُكم الانفصالي على تايوان، بالاعتماد على قواتهم العسكرية “المتبقية” لديهم والدعم الخارجي. ولهذا، ولغيره من الأسباب الواقعية، تُعتبر “مسألة تايوان”، أولاً وقبل كل شيء، مسألة صينية داخلية بحت داخل أركان حكومية جمهورية الصين الشعبية، التي هي الحكومة التاريخية والشعبية الوحيدة القائمة على التراب الصيني وعاصمتها بكين. إن مسألة تايوان يُمكن أن تحل من جانب الشعب الصيني كله، المُنتَشِر على جانبي مضيق تايوان.
*إن مسألة تايوان، هي مسألة وقضية الصين لوحدها ولا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيها، كونها أرض صينية بأمتياز عبر التاريخ كله، ذلك أن الدولة والحكومة الصينية كانت وبقيت وستبقى وما تزال تحافظ على أمن وسيادة الصين، وحماية سلامة وأمان الأرض الصينية برمتها، وللإبقاء عليها صينية حَرفاً وواقعاً وإنسانياً وجيوسياسياً. ولهذا نقرأ بشكل متواصل عن أن الحكومية الصينية في بكين، تعمل على حماية الكرامة القومية الصينية، وتقاوم التدخل الأجنبي في قضاياها الداخلية ولها الحق كامل الحق في ذلك، وللوقوف بوجه أي تحرش أجنبي ضمنها الأمريكي على الأرض الصينية. لذلك، يٌطَالِب المجتمع الدولي والعَالم برمته بوقف التدخلات الأمريكية في شؤون تايوان والصين، وضرورة وقف التحرشات الغربية في شؤون الصين وَ وِحدة أراضيها كونها قضية صينية داخلية محض.
وليس ختاماً، كانت الصين وما تزال وستبقى رئيساً ودولةً وحزباً وشعباً عاملة بقوة على توحيد شطري الصين في جسد واحد كما كان الأمر قبل انفصال تايوان عن الأرض الصينية – الأُم، لتعود الصين كما كانت عبر التاريخ واحدة ومُوَحَّدَة، ولوقفٍ كاملٍ وتامٍ وشاملٍ للتدخلات الخارجية في الشؤون الصينية انصياعاً للقوانين الدولية ذات الصِلة، ولكون السياسة والوقائع الصينية التاريخية والمعاصرة والنهج الصيني لا يتدخل في شؤون غيره، ولا في أي قضية غربية أو أمريكية، وذلك أتساقا مع القانونين الدولي والإنساني.
يتبع – 2.
*عضو في نقابة الصُحُفيين الأُردنيين والإتحاد العَربي والدولي للصُحُفيين، ومؤسس ورئيس “الاتحاد العربي والدولي للصُحُفيين والإعلاميين والكُتَّاب العَرب أصدقاء وحُلفاء جمهورية الصِين الشعبية. المَملَكَة الأُردنية الهَاشميَّة.