شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: طارق قديـــس *
من أهم ما يميز التاريخ الاقتصادي للصين أنه تاريخ يرسم الخط البياني التصاعدي لجمهورية لم تكن تحظى باقتصاد غني في بداية نشأتها، وإنما اقتصاد فقير أخذ على مدى يزيد عن الخمسين عاماً من الجهد الدؤوب بالتشكل والنمو، حتى غدا ركيزة مهمة للعالم ككل، ومنتجاته تنفذ إلى أسواق العالم كافة.
ولعل هذا التطور المهول في جوهره يعود إلى الرغبة الحقة لدى القيادة الصينية الرشيدة ابتداء من عام 1978 بتعديل مسار النهج الاقتصادي في البلاد وحتى يومنا هذا، وذلك من خلال خلق فضاءات اقتصادية منافسة في ظل العولمة وأنظمة اقتصادية متعددة، مما أتاج للاقتصاد الصيني بالاندماج سريعاً في الاقتصاد العالمي وبشكل مؤثر وملموس.
وقد كان للنهج التالي الدور الرئيسي في تحقيق القفزات الاقتصادية المتتالية على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي فقط:
أولا: السعي نحو تحقيق التنمية الاقتصادية بالتوازي مع المحافظة على الطابع الصيني للاقتصاد من خلال تطبيق نظام اشتراكي ذي خصائص صينية.
ثانيا: التركيز على التعليم لجميع أفراد المجتمع والعمل على التطور في المجال الإداري والتسويقي.
ثالثا : المحافظة على النمو المتسارع للاقتصاد الوطني وتحقيق فعالية واضحة بهدف تعزيز القدرة التنافسية على مستوى العالم.
وهذا ما أدى في النهاية إلى أن تتبوأ جمهورية الصين الشعبية مكانة مميزة لا يضاهيها أحد في مجال الإنتاج والتسويق والريادة في العالم أجمع.
*طارق قديس: شاعر وكاتب أردني معروف، وفائز بجوائز عربية للقصة القصيرة، وعضو قيادي متقدّم في “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين” الذي أسسه ويقوده الصديق الأكاديمي مروان سوداح – الأردن.