شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: كمال غالـم ارسـلان*
في عالمنا الحديث تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا في نقل المعلومات والتواصل بين البلدان المختلفة. ومن بين هذه الوسائل، تبرز أهمية الإذاعة في نشر الأخبار والمعلومات بطريقة سريعة وفعالة.
وتحتفل الصين هذه السنة بالذكرى 84 لإطلاق الحزب الشيوعي الصيني أول إذاعة له، حيث كان البث الأول لهذه المحطة الإذاعية في الثلاثين من ديسمبر عام 1940 و بعدها بأعوام قليلة بدأت المحطات الاذاعية في الظهور، و كانت واحدة من أبرز الإذاعات الدولية الت تتمتع بسمعة طيبة و انتشار واسع هي إذاعة الصين الدولية التي كانت تعرف سابقا براديـو الصيــن، حيث كان الصوت ينطلق مدويا من العاصمة الصينة ” هنـا بيجين – هنا بيـجين ”
اذاعة الصين الدولية وهي محطة دولية تأسست في عام 1941 تعتبر أحد أقدم الإذاعات الدولية في العالم وتبث باللغات الأجنبية لنقل صوت الصين إلى جمهورعالمي. تتمتع برامجها بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم وتصل إلى مستمعين في أكثر من 100 بلد، و تضم 32 مراسلا عبر العالم و 6 مكاتب حهوية.
تعد إذاعة الصين الدولية واحدة من أهم الاذاعات الخارجية الموجهة في عصرنا الحالي، حيث تعتبر وسيلة فعالة لتواصل الدول مع بعضها البعض، تعمل هذه المحطة على نقل الاخبار والمعلومات والمشاركة في إثارة النقاشات العالمية المهمة، و في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية للصين وتحفيز التبادل الثقافي الدولي كما تساهم في تغيير الصورة النمطية المغلوطة عن الصين.
تبث الإذاعة برامجها في 289 ساعة يومياً حول العالم في 43 لغة. تغطي برامج الإذاعة المواضيع الاختبارية والأحداث الجارية، السياسة، الاقتصادية، الثقافية، والرياضة و المنوعات و الشؤون الصحية و الاجتماعية و البيئة، و كذا نقل الأخبار و المعلومات حول الصين الى العالم، و تشجيع المبادلات الثقافية و التقاليد الصينية مع ثقافات الشعوب الأخرى، و دعم أواصر الصداقة و التواصل بين الأمم، و توفر الإذاعة فرصة للمستمعين لفهم ثقافة و تقاليد الصين بشكل أفضل، مع تقديم برامج تعليمية و تثقيفية حول التاريخ و الفنون الصينية و الموسيقى و الرقص والمطبخ الصيني.
تعد اذاعة الصين الدولية منصة حيوية لنقل الأخبار والمعلومات عن الصين إلى العالم. تلعب دورًا هامًا في تعزيز الثقافة والتواصل بين الشعوب المختلفة. من خلال برامجها المتنوعة والشيقة، تستطيع الإذاعة أن تصل إلى القلوب والعقول في جميع أنحاء العالم وتعزز التفاهم بين الثقافات المختلفة ففي كثير من دول العالم تنتشر نوادي وتجمعات لأصدقاء إذاعة الصين الدولية حيث يلتقي المستمعون لتعزيز معارفهم حول الصين وثقافتها الغنية.
في العقود الأخيرة، شهد العالم تطورات كبيرة في مجال التفاعل الثقافي بين الدول، حيث أصبحت الثقافات العالمية تتداخل وتتفاعل بشكل متزايد. ومن بين هذه الثقافات، تأتي الثقافة الصينية بمكانة خاصة، نظرًا لثرائها التاريخي وتنوعها الثقافي، وقوتها الاقتصادية المتنامية. اذ يعتبر نشر الثقافة الصينية عبر العالم جزءًا من سياسة خارجية صينية أو ما تعرف بمبادرة “الطريق و الحزام”، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز التفاعل الثقافي والاقتصادي بين الصين وبقية دول العالم.
أهمية نشر الثقافة الصينية
يعتبر نشر الثقافة الصينية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الصين الدولية، حيث تسعى الصين إلى تعزيز صورتها الثقافية والسياسية على الساحة العالمية، ويرتبط هذا النشر بالعديد من الأهداف المتمثلة في
تعزيز التفاهم بين الشعوب من خلال تقديم الثقافة الصينية، تسعى الصين إلى فسح المجال للتفاهم والتواصل مع الشعوب الأخرى. ويساعد هذا التفاهم على تخفيف حدة الصراعات الثقافية والسياسية وتعزيز التعاون بين الدول، فالثقافة الصينية تحتوي على عناصر تجذب اهتمام العالم، مثل الفنون التقليدية (الرسم على الحرير والخزف)، والأدب الكلاسيكي، والفلسفة التقليدية (فلسفة الأربعة الكبار: لاو تزي ومنغ تزي وشوان تزي وتشان تزي).
ومن خلال نشر هذه العناصر، تسعى الصين إلى تعميق التبادل الثقافي مع العالم، وتشكيل صورة أكثر دقة عن البلاد التي تعاني من بعض الصور النمطية السلبية في العالم، فمن خلال نشر الثقافة الصينية، تسعى الحكومة إلى تشكيل صورة أكثر دقة وموضوعية عن الصين، وإظهار جانبها الثقافي الغني..
تستخدم الصين مجموعة متنوعة من الأدوات والقنوات لنشر ثقافتها عبر العالم، وتشمل هذه الأدوات
المعاهد والمراكز الثقافية حيث تمتلك الصين العديد من المعاهد منها في الخارج وأشهرها معهد كونفوشيوس، مركز الثقافة الصينية في القاهرة ومعهد اللغة الصينية في باريس. وتهدف هذه المراكز إلى تعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية بشكل عام في الخارج، وإضافة عن ذلك تنظم الصين مهرجانات ومعارض ثقافية ضخمة تجذب آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم، من أشهر هذه المهرجانات مهرجان “الصين في العالم”، الذي يعرض الفنون الصينية والأدب والموسيقى ومعارض الصناعات التقليدية.
ان المحرك الرئيسي لنشر الثقافة الصينية في الخارج تقوم به وسائل الإعلام الصينية، حيث تمتلك الصين شبكة واسعة من القنوات التلفزيونية والإذاعية العالمية، مثل التلفزيون الصيني الدولي، شبكة الإعلام الصيني مؤسسات ومعاهد طريق الحرير المنتشرة في كثير من العواصم العالمية.
القسم العربي لإذاعة الصين الدولية: رواد الإعلام العالمي والجسر بين الصين والعالم العربي
يعتبر القسم العربي لإذاعة الصين الدولية إحدى أبرز مؤسسات الإعلام العربي التي تعمل على تعزيز التفاعل الثقافي والإعلامي بين الصين والعالم العربي. تأسست إذاعة الصين الدولية في عام 1941، وهي الآن جزء من وسائل الإعلام الرسمية الصينية التي تهدف إلى نقل رسالة الصين إلى العالم بشكل شامل ومتنوع. القسم العربي من هذه الإذاعة يلعب دورًا محوريًا في تعزيز التفاهم بين الشعوب، وتوفير معلومات دقيقة ومتوازنة عن الصين، وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين
تاريخ القسم العربي لإذاعة الصين الدولية
بدأ القسم العربي لإذاعة الصين الدولية نشاطه في 3 نوفمبر عام 1957، وكان ذلك في إطار سعي الصين لتوسيع نفوذها الإعلامي على المستوى الدولي، وخاصة في المنطقة العربية. كان الهدف الأساسي هو تقديم رؤية صينية شاملة عن الأحداث الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز التفاهم بين الشعوب العربية والصينية. على مدار العقود التي تلت ذلك، تطور القسم العربي ليصبح واحدًا من أهم القنوات الإعلامية التي تربط العالم العربي بالصين.
شهد القسم العربي لإذاعة الصين الدولية إطلاق أول برنامج عربي في عام 1958بعنوان ” أيها الإخوة العرب نِؤيدكم” وكان البث يوميا لفترتين مدة كل فترة نصف ساعة وتضاعفت مدة البث لتصل لثلاث ساعات يوميا في سنة 1981
واستمرت الإذاعة في التطور ليشمل البث عبى موجات ” الأف أم “المحلية لتغطية العاصمة بكين سنة 1999 و في سنة 2002 أطلقت إذاعة الصين الدولية موقعها الالكتروني على شبكة الأنترنت، كما شهد العام 2007 ميلاد النسخة العربية لموقع إذاعة الصين الدولية على الانترنت مما سهل التواصل بين المستمعين و القسم العربي و فتح آفاقا واسعة لمشاركة المستمعين العرب في برامجها المتنوعة و المشاركة في المسابقات .
أصدر القسم العربي لإذاعة الصين الدولية عدة مجلات ومنشورات أهمها مرافئ الصداقة عام 2008 وكانت ترسل مجانا لجميع مستمعيها في الوطن العربي، كما تم تأسيس عدة نوادي للمستمعين في كل من تونس، الجزائـر، المغرب، مصر، اليمن والسودان، وأقـام القسم العربي لإذاعة الصين الدولية عدة نشاطات وفعاليات في البلدان العربية لمناسبات مختلفة أهمها ذكرى تأسيس إذاعة الصين الدولية وذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائـر.
الرؤيـة والرسالــة
تتمثل رسالة القسم العربي لإذاعة الصين الدولية في تقديم محتوى إعلامي متنوع ومتوازن يعكس الوجه الحقيقي للصين، ويهدف القسم إلى تعزيز التفاهم بين الشعوب العربية والصينية، وتوفير معلومات دقيقة عن السياسة والاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا في الصين. كما يسعى القسم إلى تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، من خلال تقديم برامج تلفزيونية وإذاعية وإلكترونية تتناول الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية..
البرامــج والمحتــوى
يقدم القسم العربي لإذاعة الصين الدولية مجموعة واسعة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية، تشمل مجالات الأخبار والتحليلات والثقافة والترفيه، ومن بين أبرز البرامج التي يقدمها القسم :
الأخبار اليومية: يقدم القسم أخبارًا يومية شاملة تغطي الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الصين والعالم العربي والدولي. تتميز هذه البرامج بالدقة والموضوعية في نقل الأخبار
التحليلات والتعليقات: يقدم القسم تحليلات وتعليقات متعمقة حول الأحداث الدولية والإقليمية، مع التركيز على العلاقات بين الصين والعالم العربي. تتمثل أهمية هذه البرامج في تقديم وجهة نظر صينية متوازنة عن الأحداث
البرامج الثقافية: تهدف هذه البرامج إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي. تتناول البرامج الثقافية الفنون والتراث والتقاليد الصينية، بالإضافة إلى الجوانب الثقافية العربية
البرامج الترفيهية و التعليمية: يقدم القسم برامج ترفيهية تهدف إلى تعزيز التواصل مع الجمهور، وتتناول مواضيع مختلفة مثل السياحة والطعام والموسيقى، و تعليم اللغة الصينية.
البــث الإذاعــي فـي شينـجيـانغ
تعتبر أبراج البث الإذاعي جزءًا أساسيًا من البنية التحتية لصناعة الإذاعة والتلفزيون، حيث تلعب دورًا حيويًا في نقل الإشارات الراديوية والتلفزيونية بشكل سلس وفعال إلى المستمعين والمشاهدين في جميع أنحاء العالم. وتتنوع أهمية هذه الأبراج من الدور الثقافي والترفيهي الذي تلعبه في توصيل المحتوى الإعلامي إلى الجمهور، إلى الدور الاقتصادي من خلال تسهيل الإعلانات والتسويق. إضافة إلى ذلك، فإن الأبراج تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز انتشار الاتصالات والتواصل الاجتماعي في المجتمعات.
تعتمد أهمية الأبراج في البث الإذاعي على قدرتها في نقل الإشارات الراديوية والتلفزيونية بكفاءة ودقة عالية. وقد شهدت هذه الأبراج تطورا كبيرا على مر السنين، حيث تم تصميمها بتقنيات حديثة ومتطورة لضمان جودة البث ووصوله للمناطق البعيدة والمعزولة.
تعريـف ابراج البث الاذاعـي
ابراج البث الاذاعي هي الهياكل العمودية الضخمة التي تستخدم لنقل إشارات الراديو والتلفزيون، وتتكون هذه الأبراج غالبا من هياكل فولاذية عالية تصل إلى عشرات الأمتار في الارتفاع، وتُثبت عادة على أساس مرتفع مثل جبل أو تلـة، وقد تتكون من أسلاك معدنية مقاومة وموجهة في مسارات محددة لاستهداف منطقة معينة من البث، وتتنوع أشكال ابراج البث الاذاعي بحسب الاستخدام والتصميم، ومن بين أبرزها أبراج البث التي تملكها شركات البث الخاصة، وأبراج البث العامة التي تستخدم لنقل إشارات المحطات الاذاعية والتلفزيون
وتعتمد صناعة وبناء هذه الأبراج على العديد من الجوانب التقنية والهندسية، من بينها استخدام الهياكل الفولاذية المقاومة للصدأ والعوامل المناخية، وتثبت على منصات وأساسات قوية مع استخدام أنظمة تثبيت وتوجيه حديثة، مع ضمان الصيانة الدورية لها.
تعتبر الصيـن من أكثر الدول عبر العالم امتلاكا لأبراج البث الإذاعي بمختلف أنواعها، فمنها الأبراج التي تبث عبر الموجات الراديوية القصيرة و المتوسطة التي يتجاوز مداها آلاف الكيلومترات و الموجهة خصيصا لأمريكا الشمالية و الجنوبية و أقصى الشمال الأوروبي، كما تعمل أبراج بث أخرى و في مناطق متعددة في الصين على استهداف مناطق جنوب و غرب اسيا و شمال افريقيا، و تعتمـد شبكة البث الإذاعي للصين الموجهة للخارج على محطتين كبيرتين في شينجيانغ و هما محطة أورومتشي هوتوبي و محطة كاشي سايباغ في كاشغر، و تستحوذ الصين بمفردها على باقة كبيرة من حزمة الترددات للموجات القصيرة و المتوسطة و التي يشرف عليها الإتحاد الدولي للاتصالات.
AM broadcastingتستعمل هيئة البث الإذاعي الصينية تقنية البث بتضمين السعة أو ما يعرف اختصارا
و لا تزال هذه التقنية تستعمل في كثير من محطات البث، وتعرف الأعوام الثلاثين الماضية بالعصر الذهبي للراديو لاعتماده على هذه التقنية التي أوصلت البث لآلاف الكيلومترات، قبل أن تشتد المنافسة مع البث الرقمي (دي إيه بي)، وراديو الأقمار الصناعية، وراديو «إيتش دي» (الرقمي)، والبث عبر الإنترنت..
ولأتاحة المزيد من المحطات وساعات البث، حصلت الصين على حزمة كبيرة من ترددات الموجات القصيرة والمتوسطة، فهذه الموجات تتمتع بأفضلية الانتشار خارج الأفـق خاصة في الليل متبعة انحناء الأرض ولمسافات طويلة فوق المياه المالحة ما يسمح للموجات الإذاعية بتجاوز البحار والمحيطات.
وعلى عكس الصين أقدمت عدة دول أوروبية على إيقاف أجهزة البث عالية الطاقة مثل فرنسا،بريطانيا،هولندا و الدول الأسكندنافية باستثناء المحطات الصغيرة الخاصة، وفي الشرق الأوسط و شمال افريقيا لا تزال الكثير من المحطات تعمل بشكل عادي، أما في آسيا لا تزال الصين و كوريا واليابان تستخدم الموجات القصيرة و المتوسطة على نطاق واسع.
يعتمـد البث الإذاعي للموجات القصيرة و المتوسطة عل عدة أنواع من الهوائيات أو الانتينات، و أهمها هوائي صاري او المعروف بالبرج و الموجودة في محطتي كاشي سايباغ و اورومتشي و تتكون من هيكل فولاذي معزول عن الأرض بقاعدة أسمنتية و بعوازل من السيراميك السميك، و يتم توفير طاقة التردد اللاسلكي للبث من خلال مبنى مجاور للهوائي، يتم ربط الهيكل بأسلاك معدنية قوية لتثبيت الهوائي من ثلاث جهات بزوايا 120 درجة لمقاومة الإنحناء، كما تحوي محطة كاشي سايباغ أيضا على أبراج شبكية هدفها التقليل من المساحات المشغولة.
Urumqi Hutubiمحطـة البث أورومتشي هوتوبي
تقع هذه المحطة غرب أورومتشي عاصمة شينجيانغ ذاتيه الحكم بنحو 79 كيلومتر، و هي من أكبر وأهم محطات البث الإذاعي في العالم بقوة ارسال تعادل 500 كيلواط وعلى مدار اليوم و السنة، و توفر الخدمة لإذاعات الصين المختلفة على غرار اذاعة الصين الدولية و هيئة التلفزيون والإذاعة لمقاطعة شينجيانغ ، و محطة إذاعة شعب شينجيانغ،هذه الأخيرة التي تبث بخمس لغات لقوميات شينجيانغ الخمسة وهي الصينية، الكازاخية،القيرغيزية،المنغولية و الأيغورية و بإرسال يتراوح ما بين 100 الى 500 كيلواط، الى جانب ذلك من محطة هـوتوبي باللغات المنغولية، الكازاخية و الكورية الموجهة للبـر الصينCNR-8 تبث اذاعة الأقليات
وتضمن هذه المحطة أيضا البث باللغة الصينية للصينين المقيمين في جنوب الصين على التردد 11650 كيلوهرتز وبقوة 500 كيلواط
تولي الصين اهتماما كبيرا لهذه المحطة لموقعها غرب البلاد وقربها من دول اسيا الوسطى وروسيا و في نفس الوقت مواجهة البث المعادي من محطات أجنبية تستهدف الأقليات العرقية في شينجيانغ، ويرى المتتبعون لشؤون البث الإذاعي عبر العالم وهواة الموجات القصيرة من المستمعين أن الصين اتبعت استراتيجية محكمة و ناجعة لمواجهة ذلك الأمر العدائي.
كاشغـر Kashi Saibagh محطـة البث كاشي سايبـاغ
تقع هذه المحطة جنوب غرب مدينة كاشغر وتبعد عن بلدة سايباغ الصغيرة حوالي 5 كيلومتر نحو الغرب بالقرب من حدود الصين مع قيرغيزستان وطاجيكستان، تحوي أجهزة بث على الموجات القصيرة والمتوسطة و بقوة ارسال بين 100 و 500 كيلواط، وتعمل المحطة على مدار الساعة و توفر الخدمة للإذاعات الوطنية الصينية والإذاعات الموجهة للخارج بلغات عدة ومنها اللغة العربية نحو المستمعين في الشرق الأوسط و شمال افريقيا.
تبث المحطة ارسالها لجميع مناطق العالم، من الأمريكيتين الى جنوب آسيا، ومن روسيا الى أوروبا وبلغات متعددة، وبنظرة بسيطة على مواقع خدمات البث الإذاعي وقواعد البيانات الشهيرة لترددات الموجات المتوسطة ستكتشف الحجم الهائل للبيانات التي تخص موقع كاشي سايباغ الصيني، وكلما أدرت مؤشر الراديو على الموجتين القصيرة و المتوسطة، واين ما كان موقعك في العالم، ستلتقط أكثر من محطة صينية و بلغات متعددة مع وضوح تام في الصوت و انعدام التداخل و التشويش، وهذا ما يجعل استقبال الإذاعات الصينية سهلا جدا و حتى بأبسط اجهزة الاستقبال العادية والرخيصة.
وهنـا أستذكر جيدا قبل عدة سنوات حين راسلت ولأول مرة وعلى غير العادة محطة كاشي سايباغ للبث، مع كتابة تقريرعن حالة استقبال البث للقسم الإنجليزي لإذاعة الصين الدولية من الجزائر وكانت جيدة وبعد أيام وصلتني رسالة عبر البريد الالكتروني من السيد
يوكد فيها صحة البيانات المرسلة اليهYing Lian
وكانت الرسالة مرفقة مع بطاقة ” كيو أس أل ” المعروفة ببطاقة تأكيد الاتصال، واحتوت على صورة جميلة لفتاة ايغورية باللباس التقليدي كما استذكر جيدا مشاركتي في مؤتمر المجلس الأوروبي لهواة الراديو الذي انعقد في فنلنـدا في عـام 2017 حيث جرى النقاش جانبا حول محطات البث الصينية التي يسيطر بثها على القسم الأكبر من الحيز الأثيري ويجول صيتها في كل اصقاع العالم.
ان اهتمام الصين بدور الإعلام يدخل في إطار أهداف سياستها الخارجية لأن ثمة علاقة قوية بين الإعلام والسياسة، ومشروعها الوطني للإنطلاق نحو العالمية وإبراز القوة الناعمة للصين العظمى .
* كمال غالم أرسلان : كاتب صحفي من الجزائر ،عضو الرابطة العربية الصينية للحوار و التواصل، مختص في عالم الراديو و اللاسلكي
————————————————
بعض المواقع لمتابعة بث إذاعة الصين الدولية مع الترددات و توقيت و لغة البث
http://www.short-wave.info/index.php?txsite=Kashi-saibagh
https://www.shortwave.am/
https://arabic.cri.cn/home
https://www.xjbs.com.cn/