خلال عام 2024 الذي سينتهي قريبا، شهد الاقتصاد العالمي نموا منخفضا بشكل مستمر، وتشتد العوامل غير المستقرة للأوضاع الجيوسياسية الدولية، خاصة أن قلة قليلة من الدول شددت الحمائية التجارية، الأمر الذي شكل صدمة للتجارة العالمية والنمو الاستثماري. وفي هذا العالم المضطرب، ضخ مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي الذي عقد في بكين يومي الأربعاء والخميس الماضيين، قوة يقين واستقرار للناس. وترى وسائل الإعلام الأجنبية عموما أن الصين ستواجه تحديات اقتصادية بموقف أكثر إيجابية في عام 2025، وستحافظ على نموها الاقتصادي، مما سيترك تأثيرات عميقة وطويلة الأمد على الاقتصاد الصيني وحتى على السوق الدولية.
“ستتحقق الأهداف والمهام السنوية الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2024 بشكل سلس قريبا”. وليس سهلا لتحقيق هذه النتيجة، نظرا لأن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري يتصدر الاقتصادات الرئيسية في العالم، بينما سجل إجمالي قيمة الواردات والصادرات الصينية في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري رقما قياسيا في التاريخ، كما يتبوأ نمو القوى المنتجة الجديدة النوعية العالية الجودة مكانة رائدة في العالم… كلها أثبتت بقوة أن اتجاه الاقتصاد الصيني الأساسي صوب التحسن الطويل الأمد لن يتغير، وما زالت الصين “أهم محرك” لنمو الاقتصاد العالمي.
وأكد هذا المؤتمر “تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطا” و”سياسة نقدية تيسيرية معتدلة”، خاصة أن السياسة النقدية الصينية ستكون “معتدلة التيسير” من جديد بعد أكثر من عشرة أعوام، مما أثار نقاشا ساخنا داخل الصين وخارجها. وسلطت وكالة رويترز وغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية الضوء على التدابير التي تبناها المؤتمر مثل زيادة نسبة العجز للناتج المحلي الإجمالي وإصدار المزيد من سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل للغاية وخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي وأسعار الفائدة في الوقت المناسب وغيرها، الأمر الذي يعزز ثقة مختلف الأطراف ويساعد الاقتصاد الصيني على التحسن المستمر.
سيصادف عام 2025 آخر عام “للخطة الخمسية الرابعة عشرة” للصين. على الرغم من أن اقتصادها ما زال يواجه العديد من الصعوبات والتحديات حاليا، فإن الظروف الداعمة والاتجاه الأساسي لتحسنه الطويل الأمد لم يتغيران. وبفضل موقف التنمية “الأكثر إيجابيا”، ستبقى عزيمة الصين دائما على توسيع انفتاحها العالي المستوى على الخارج واستعدادها لتقاسم فرص التنمية مع شركات مختلف الدول.