شبكة طريق الحرير الإخبارية/
كلمة الدكتور محمد أشتية- عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب.
الصديق العزيز معالي الرفيق ليو جيان تشاو. وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
الحضور الكرام من الجانب الصيني الصديق . الاخوات والاخوة من الاحزاب والدول العربية.
اسمحوا لي في البداية وباسم الاخوات والاخوة والرفاق الحضور من الدول العربية. اشكركم على الدعوة لحضور الدورة الثالثة للمنتدى الصيني – العربي للسياسيين الشباب واشكر مقاطعة قوانغدونغ ومدينة جوهاي على الاستضافة.
هذا المؤتمر هو ترسيخ لاسس الصداقة والتعاون فيما بيننا .
الصين بلد صديقة للعرب والعلاقات قديمة بين الطرفين مرتبطة بالتواصل الحضاري بين حضارتين عظيمتين، الحضارة الصينية والعربية، وهذا التواصل والتناغم مبني ليس فقط على الاحترام المتبادل وتشابك المصالح، بل مستند إلى مواقف مبدئية عكست نفسها على العلاقات السياسية الاقتصادية والثقافية في الأوقات الحالية والعصر الحالي.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتلاشي نظام القطبين الذي حكم العالم منذ عام 1945 برز مجموعة دول إقليمية في جغرافيات مختلفة، وبدت الولايات المتحدة وكأنها تدير نظام عالمي بقطب واحد وأرادت شن حروب عسكرية واقتصادية على القوى الناهضة في العالم. والهيمنة الأمريكية مستندة إلى تفوق التسلح، هيمنة الدولار على اقتصاد العالم كعملة التحويل بنظام سويفق، واللغة الانكليزية كلغة علم وتكنولوجيا، والليبرالية الاقتصادية وترويج الديمقراطية في العالم.
مؤخرا خرجت مجموعة البركس كنظام عالمي جديد يريد الخروج من هذه الهيمنة الأمريكية كإطار سياسي اقتصادي – سياسي، ويبدو أن هذا التكتل يسير نحو الاتساع والنجاح.
الصين تشكل نموذج آخر في العالم، أصبح يوازي النموذج الرأسمالي الأمريكي، قد اصبحت قصة نجاح اقتصادي واستفادت من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الاتحاد السوفيتي في سياسة الغلاسنوست والبريسترويكا، والمتعلقة بالانفتاح الاقتصادي والسياسي .
الصين تبنت أيضاً نموذجاً آخر، حافظت على مركزية القرار السياسي بيد الحزب الشيوعي وعملت انفتاح اقتصادي مبني على الاستثمار في داخل الصين. وأصبحت متفوقة صناعياً وتكنولوجياً وقادرة على المنافسة عالميا.
إن المنطقة العربية، مهمة للصين كمصدر للطاقة وأسواق للبضائع الصينية من جهة، ومن جهة أخرى خلق توازنات وتحالفات دولية تعزز في الموقف الدولي للصين. وبالنسبة للدول العربية فإن العلاقة العربية – الصينية مهمة لكسر الاحتكار الأمريكي المهيمن على المنطقة بعد أن ورثتها أمريكا من بريطانيا وفرنسا . ولكن الولايات المتحدة تحاول أن تحكم أدوات السيطرة على المنطقة الآسيوية والعربية، مرة خلال الحديث عن ناتو آسيوي لمواجهة الصين ومرة أخرى عن ناتو -عربي لمواجهة إيران. هذه المحاولات باءت بالفشل. الآن المملكة العربية السعودية بدأت علاقات مع إيران وبوساطة صينية وهذه أهم صفعة في وجه الولايات المتحدة الأمريكية. الصين اليوم تتقدم بخطى ثابتة لتأخذ دورها في الساحة الدولية من خلال:-
1. المبادرة العالمية للأمن .
2. مبادرة طريق الحرير الاقتصادية والجيوسياسية.
3. مبادرة إحلال السلام في أوكرانيا .
4. مبادرة الرئيس الصيني تجاه فلسطين و تعطي مبادئ عامة للحل.
5. واليوم منتدى الشباب ، وهو جهد ومنبر مهم للحديث عن دور الشباب في تعزيز العلاقات العربية الصينيه . لتكون علاقات مجتمع مع مجتمع وشعب مع شعب . وحاضنة الشباب هي الاحزاب السياسية . وهذا المنتدى يجمع الشباب والاحزاب .
الدول العربية من جانبها شريكة مع الصين في البركس، ومبادرة طريق الحرير، والصين تقبل مبادرة السلام العربية كأساس للحل السياسي وترحب بالانخراط الصيني المبني على سياسية الأحدم المتبادل وسياسة الخطوة خطوة. ومواجهة السياسة الإسرائيلية التوسعية والاستعمارية التي ترمي إلى هدم حل الدولتين.
إسرائيل اليوم تمر بالمرحلة الثالثة للحركة الصهيونية، في المرحلة الأولى وهي الصهيونية العمالية ، كانت السياسة أداة استعمار وفي المرحلة الثانية، الصهيونية القومية كان الأمن، أما الآن فإن اسرائيل في مرحلة الصهيونية الدينة والتي تدير السياسة بالدين المستند الى التوراه وهو أداة استعمار استيطاني .
الصين تقف مع فلسطين تاريخيا منذ عام 1964 حين استقبلت ياسر عرفات والقيادات الفلسطينية المتعاقبة ولاحقا الرئيس أبو مازن وقد اتفق الطرفان على نسج علاقة الشراكة الاستراتيجية بين الصين وفلسطين والتي علينا ان نعمل على ترجمتها الى واقع في شتى المجالات بما فيها الشباب ودورهم في تنفيذ هذه الشراكات. ومواقف الصين ثابتة تجاه فلسطين والمتعلقة بإنهاء الاحتلال والمستند إلى حل الدولتين، والمساعدة في تحسين دولة فلسطين على الأرض، واستناداً إلى قيم السلام والعدالة والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية.
ونحن والعرب شركاء مع الصين من أجل إصلاح العالم والوصول إلى نظام عالمي أكثر عدلاً وبعيداً عن الهيمنة والتسلط والاستعمار ومن اجل حق الشعوب في تقرير مصيرها. وتحترم الصين قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية كأساس يستند إلى القانون الدولي الذي يعتبر ميزان العدالة بين الدول إن ثم تطبيق دون ازدواجية في المعايير.
ونحن والصين الصديقة نُدين التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية ودول المنطقة، الأمر الذي خلق عدم استقرار في سوريا واليمن وليبيا والسودان لإبقاء المنطقة متوترة وكأنها بحاجة إلى الولايات المتحدة. إن الولايات المتحدة اليوم قد انتقلت من دعم المعارضة السياسية في الدول إلى تمويل ميليشيات عسكرية في بعض الدول وبهذا انتقلت المعارضة من سلمية إلى دموية، ورأينا ذلك في العديد من دول المنطقة.
وبناءً على ما تقدم، فإننا نأمل أن تستمر الصين في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، وأن تنتقل العلاقة من كونها علاقة صفقات تجارية إلى علاقة استراتيجية عربية – صينية تعمل على إعادة صياغة المنظومة الدولية واستمرار علاقة الصداقة والاحترام المتبادل والخروج من مصائد الموت التي تنصبها الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة لشعوب الدول العربية، إن السلام في فلسطين هو حجر أساس السلام في المنطقة، ورغم أن فلسطين دولة صغيرة لا زالت تناضل من أجل الاستقلال الا ان اثرها كبير عل الساحة الدولية المثل الصيني يقول: “إن صغير العشب لا تثنيه الريح، وأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”، ونحن نقول: “من سار على الدرب وصل”وعليه سوف نستمر في نضالنا .
نريد قبل كل شيء وقف مجازر الابادة الجماعية التي ترتكب بحق شعبنا في غزة. وادخال المساعدات . وهم في الجوع والعطش والعراء والبرد . اطفال يموتون جوعا ونساء تدفن اولادها وقد جف الدمع في العيون . غزة اليوم مقبرة جماعية . نحن شعب ضحية نناضل من اجل الحرية والعدالة وحقنا في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
واخيرا اقول للشباب …اولا ثقوا بانفسكم . ثانيا كونوا اصحاب مبادرات. ثالثا. لا تقبلوا الظلم . رابعا سلحوا لنفسكم بالعلم والتكنولوجيا . وخامسا. اجعلوا انفسكم جسر. التواصل مع العالم مع العالم وبين العرب والصين . انتم ملح الارض فاذا ذهب الملح فبماذا تملح الارض.
الصديق ليو جيان تشاو الحضور الكرام ..
“أن الطيور التي تولد في القفص تعتقد ان الطيران حرام . علينا سويا ان نكسر القفص.
وشكرا