عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في بكين يوم السبت، معربا عن الاستعداد للعمل مع الحكومة الإندونيسية الجديدة لمواصلة تعزيز التحسين الذاتي والتضامن والتعاون المربح للجميع بين الدول النامية الكبرى.
شبكة طريق الحرير الإخبارية
CGTN Arabic.
عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في بكين يوم السبت، معربا عن الاستعداد للعمل مع الحكومة الإندونيسية الجديدة لمواصلة تعزيز التحسين الذاتي والتضامن والتعاون المربح للجميع بين الدول النامية الكبرى.
ويجري برابوو زيارة دولة إلى الصين تلبية لدعوة من الرئيس شي.
وأشار شي إلى أن برابوو زار الصين في أول جولة خارجية له عقب انتخابه في مارس، واختار الصين لتصبح أول دولة يزورها عقب توليه مهام منصبه، ما يبرهن على الأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس الإندونيسي لتنمية العلاقات مع الصين ويوضح المستوى العالي للعلاقات الصينية-الإندونيسية وطبيعتها الاستراتيجية.
وقال شي إن التمسك بالاستقلال الاستراتيجي والثقة المتبادلة والمساعدة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين والنزاهة والعدالة يمثل ملخصا للخبرة في تنمية العلاقات الثنائية على مدى العقود الماضية وهو أيضا مبدأ مهم يتعين اتباعه لضمان التنمية المستدامة والمستقرة للعلاقات الثنائية في المستقبل.
وأضاف أن “الصين مستعدة للعمل مع الحكومة الإندونيسية الجديدة للبناء على الإنجازات السابقة، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك ذي تأثير إقليمي وعالمي، ومواصلة كتابة فصل جديد من السعي نحو تحسين الذات من خلال التضامن، وتعزيز التنسيق والتعاون متبادل المنفعة والمربح للجميع بين الدول النامية الكبرى”.
وأكد شي أنه يتعين على الجانبين تقوية الثقة الاستراتيجية المتبادلة على مستوى أعلى، وزيادة التبادلات والتعاون على نحو رفيع المستوى بين الحكومتين والأجهزة التشريعية وعلى المستوى دون الوطني، وتعزيز التبادلات بشأن خبرات الحوكمة، وتقديم الدعم القوي لبعضهما البعض في استكشاف مسارات التحديث التي تناسب ظروفهما الوطنية، فضلا عن تقديم الدعم القوي لبعضهما البعض في الدفاع عن المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما.
ودعا شي الجانبين إلى مواصلة تحسين خطة التعاون الاستراتيجي وتعزيز التعاون بشأن “الركائز الخمس” المتمثلة في السياسة والاقتصاد والتبادل الشعبي والثقافي والشؤون البحرية والأمن.
وحث شي الجانبين على تعميق تعاون الحزام والطريق عالي الجودة، ومواصلة التشغيل الجيد لخط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، وتعزيز التعاون بشأن الممر الاقتصادي الإقليمي الشامل ومشروع “دولتان، منطقتان صناعيتان توأمان”، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والتصنيع المتقدم والاقتصاد الدائري، بالإضافة إلى تنفيذ التنمية البحرية المشتركة، ومواصلة تعميق التعاون الشامل متبادل المنفعة.
وأعرب شي عن استعداد الصين أيضا للعمل مع إندونيسيا لإنشاء مزيد من المشروعات التي تعود بالنفع على شعبي البلدين، وتعزيز التبادلات والتعاون في الحد من الفقر، والطب، وزراعة الحبوب، ومصايد الأسماك، فضلا عن توفير الدعم لتدريب الكوادر العلمية وتطوير التعليم المهني في إندونيسيا، وتقديم المزيد من تدابير التسهيل لتوسيع نطاق تبادلات الأفراد.
وأشار شي إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وأن العام المقبل يوافق الذكرى الـ70 لمؤتمر باندونغ، مضيفا أنه يتعين على الصين وإندونيسيا، باعتبارهما دولتين ناميتين كبيرتين وسوقين ناشئتين وعضوين رئيسيين في الجنوب العالمي، الدافع بشكل مشترك عن القيم الآسيوية التي تتميز بالسلام والتعاون والشمول والتكامل، وإثراء المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وروح باندونغ بمتطلبات العصر الجديد، وقيادة دول الجنوب العالمي إلى الاتحاد وتقوية ذاتها، وتوجيه الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر نزاهة وإنصافا.
وأوضح شي أن الصين مستعدة لتنفيذ تنسيق استراتيجي متعدد الأطراف أوثق مع إندونيسيا، ومعارضة الأحادية والحمائية، وتدعيم عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة يعودان بالنفع على الجميع، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.
من جانبه، قال برابوو إنه في ظل الوضع الدولي المعقد والمضطرب، تأمل إندونيسيا في العمل مع الصين لتعزيز التنسيق الاستراتيجي الشامل بشكل أكبر، وتحقيق شراكة استراتيجية شاملة أوثق، وبناء مجتمع مصير مشترك بتأثير إقليمي وعالمي.
وأعرب الرئيس الإندونيسي عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون عالي الجودة مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتحسين إطار تعاون “الركائز الخمس”، وتعزيز التعاون الشامل عبر سلاسل الصناعة في مجالات تشمل البنية التحتية والمعادن والطاقة والطب والزراعة والإسكان والتنمية البحرية المشتركة والأمن الغذائي والحد من الفقر.
وأضاف أن إندونيسيا تلتزم بشكل قاطع بمبدأ صين واحدة وتدعم الصين بقوة في جهودها للحفاظ على التنمية والاستقرار في شينجيانغ. كما أعرب عن تقديره للصين في التمسك بالنزاهة والعدالة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال إن إندونيسيا تتبع سياسة خارجية مستقلة وغير منحازة، ولن تنضم إلى أي تحالف عسكري أو “تكتل حصري” ضد طرف ثالث، مضيفًا أن بلاده على استعداد لتعزيز التنسيق مع الصين في أطر متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين، لتقديم إسهامات إيجابية في حماية المصالح المشتركة للجنوب العالمي وتعزيز عالم متعدد الأقطاب.
وعقب المحادثات، شهد رئيسا الدولتين توقيع العديد من وثائق التعاون الثنائي في مجالات مثل التنمية المشتركة والاقتصاد الأزرق والحفاظ على المياه والموارد المعدنية.
كما أصدر الجانبان بيانا مشتركا بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتدعيم مجتمع المصير المشترك بين الصين وإندونيسيا.