قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ هنا يوم الخميس إن الصين ستدعم دائما وبقوة تكامل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وبناء مجتمعها واستقلالها الاستراتيجي، كما أنها مستعدة للعمل مع دول الآسيان للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين إلى مستوى أعلى.

أدلى لي بهذه التصريحات خلال القمة الـ27 للصين والآسيان، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ خطوات جديدة على مدار العام الماضي لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والآسيان، ما جلب منافع ملموسة لشعوب الجانبين.

وقال إن التعافي الاقتصادي العالمي لا يزال بطيئا، وتزداد حدة المشكلات مثل ضعف الطلب العالمي الكلي، مضيفا أن السوق أصبحت المورد الأكثر ندرة في التطور الاقتصادي الحالي.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين والآسيان تمثلان سوقين رئيسيتين يتجاوز عدد سكانهما 1.4 مليار و600 مليون نسمة على التوالي، قال لي إن موارد السوق هي الميزة الأبرز للصين والآسيان. وأضاف أن أسواق الصين والآسيان تشهد تحديثا كاملا وتوسعا مستمرا وانفتاحا متزايدا، وأن تعزيز ارتباطية السوق يعد اتجاها مهما لمزيد من التعاون.

وأوضح رئيس مجلس الدولة أن المفاوضات بشأن النسخة 3.0 من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان قد توصلت إلى نتيجة جوهرية، ما يوفر ضمانا مؤسسيا للجانبين لبناء سوق ضخمة للغاية بشكل مشتركة، وهي خطوة مهمة نحو قيادة التكامل الاقتصادي في شرق آسيا.

وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع الآسيان لبذل مزيد من الجهود لتطوير وتقاسم سوق مشتركة، بهدف خلق زخم نمو أقوى وأكثر استدامة للجانبين مع تقديم دعم أكثر قوة من أجل الازدهار المشترك للمنطقة والعالم بأسره.

وفي معرض إشارته إلى أن العلاقات بين الصين والآسيان تطورت إلى ما هو أبعد من النطاق الثنائي ولها أهمية بعيدة المدى لآسيا وتحظى بتأثير عالمي، تعهد لي بالعمل مع الآسيان لخلق مستقبل أفضل لآسيا، كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين ستواصل اتباع مبدأ الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، وستعمل مع الدول الأخرى في المنطقة لبناء مجتمع آسيوي أفضل.

ودعا لي الصين والآسيان إلى بناء شبكة ارتباطية متعددة الأبعاد، وتعزيز التعاون بنشاط في مجال إنشاء البنية التحتية، وتسريع توقيع وتنفيذ النسخة 3.0 من اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان.

كما حث الجانبين على توسيع التعاون في الصناعات الناشئة، واستغلال إمكانيات التعاون في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء، وتسريع التحول الصناعي.

ودعا لي الجانبين إلى تعميق التبادلات الثقافية والشعبية بينهما، وتعزيز تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية في المنطقة.

وحضر القمة سونكساي سيفاندون، رئيس وزراء جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية والرئيس الحالي للآسيان، إلى جانب حضور قادة آخرين من الآسيان.

وقد أشادوا بالزخم القوي للنمو في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الآسيان والصين، مشيرين إلى أن الآسيان والصين هما أكبر شريك تجاري لبعضهما البعض وأن تعاونهما في مختلف المجالات حقق نتائج مثمرة، ما أسهم بشكل كبير في تحسين رفاهية الشعوب في المنطقة.

ورحب قادة الآسيان بالنتيجة الجوهرية للمفاوضات بشأن النسخة 3.0 من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، معربين عن استعدادهم لاغتنام هذه الفرصة للتماشى مع مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، ومواصلة دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والزراعة والارتباطية وتخفيف تغير المناخ، وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر.

كما أكدوا التزامهم بإنجاح عام التبادلات الشعبية بين الصين والآسيان، وبناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الآسيان والصين، والإسهام في الحفاظ على السلام والاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي.

وخلال القمة، تم اعتماد عدة وثائق ناتجة عن القمة، بما في ذلك بيان مشترك بشأن النتيجة الجوهرية للمفاوضات بشأن النسخة 3.0 من منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، ووثائق بشأن مكافحة الاحتيال عبر وسائل الاتصالات والإنترنت، وتعميق التعاون في مجالات مثل الزراعة الذكية والنظام الإيكولوجي الرقمي والتبادلات الثقافية والشعبية.