في فصل الصيف تتحول بلدة بوزيدون لقومية القرغيز في منطقة شينجيانغ إلى بحر من الزهور يحلو فيه الاستمتاع بالمناظر الطبيعية. وقد أطلقت البلدة أنشطة لجعل الثقافة “حية” والسياحة “مزدهرة، مثل دخول التراث الثقافي غير المادي إلى المواقع ذات المناظر الخلابة، ما منح الزوار الفرصة لتجربة سحر التراث الثقافي غير المادي”.

تحيط جبال تيانشان ببلدة بوزيدون لقومية قرغيز في محافظة وينسو. تشتهر قومية القرغيز بالتطريز الذي يعد تراثا ثقافيا غير مادي على المستوى الوطني. بورولي سكيك سيدة قرغيزية ورثت هذه المهارة التي لا تقدر بثمن من والدتها منذ ان كانت في العاشرة من عمرها. اليوم قد تجاوزت العقد السادس من عمرها، مازالت أناملها الذهبية تطرّز أجمل الأعمال التي تعكس مدى عشقها لجمال مسقط رأسها.

قالت برولي سكيك، وريثة التطريز للقومية القرغيزية للتراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني:” بدأت في تعلم التطريز في العاشرة من عمري، وحتى الآن قد تعلمت العشرات من المتدربين، وأنا أحب التطريز بشكل خاص، كما قمت بتدريس التطريز لابنتيني، في عام 2012 ذهبت إلى بكين للمشاركة في أنشطة التطريز، وفي العام الماضي ذهبت إلى أورومتشي كمدرسة التطريز للمشاركة في الأنشطة التدريبية.”

في عام 2008، أسست برولي سكيك تعاونية التطريز وقادت القرويات لتعلم التطريز، ضاربة بحجر واحد عصفورين، توريث التطريز، وزيادة دخل المزارعين. ومع 57 متدربة في التعاونية اليوم، لم يعد تطريز قومية القرغيز صناعة تساهم في رفع دخل المحليين، بل غدت بطاقة عمل ثقافية وطنية معروفة.

يأتي الأطفال المحليون بانتظام لتعلم تطريز لقومية القرغيز من وريثته برولي سكيك كي يتوارثوه بدورهم ويحافظوا على هذه الحرفة اليدوية القومية من الاندثار.

قالت أيجانار، طالبة في المدرسة الابتدائية في بلدة بوزيدون:” عمري تسع سنوات هذا العام، علمتني أمي تطريز القومية القرغيزية، درست لمدة عامين، أحب التطريز بشكل خاص، ويمكنني القيام بتطريز بعض الأنماط البسيطة بشكل مستقل، وأنماط أكثر تعقيدا ما زلت أتعلمها من أمي.”

فن التطريز للقومية القرغيزية ليس صورا تنبض بالحياة فحسب، بل هو تجسيد لإلهامهم وحصادهم من الطبيعة. إنه كنز ثقافي متوارث منذ ما يقرب من 1000 عام.

في المنطقة السياحية لزهرة اللفت في قرية أكبولاك ببلدة بوزيدون، يرتدى القرويون أزياءهم القومية لغناء الملحمة البطولية “ماناس”، بأصوات عالية حينا ومنخفضة طورا أخذوا السياح جيئة وذهابا في أمواج فنية غامرة.

“ماناس” هي ملحمة بطولية طويلة للشعب القرغيزي، وهي تروي الحياة الأسطورية للبطل ماناس ونسله لمدة ثمانية أجيال، وتسلط الضوء على مواضيع الشجاعة والحكمة والاتحاد. وفي عام 2009، تم إدراجها في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

إن لجنة حزب البلدة دفعت بنشاط لأداء “ماناس” في المنطقة ذات المناظر الخلابة، لتحقيق وضع “الربح المزدوج” لحماية التراث الثقافي غير المادي وتوريثه والتنمية السياحية.

قالت خه ون في، في الحكومة الشعبية لبلدة بوزيدون للقومية القرغيزية:” هذا العام، من خلال طريق المنتجات زائد السياحة زائد التراث الثقافي غير المادي، تمكنا من مساعدة مائة وعشرين قرويا من تحقيق زيادة في الدخل. كما نسعى جاهدين لتطوير العزف والغناء للتراث الثقافي غير المادي “ماناس”، ومن خلال المشاركة في الأداء، تمت مساعدة أكثر من 50 قرويا على زيادة دخلهم. وبالاعتماد على عناصر التراث الثقافي غير المادي هذه، أنشأنا أيضا منتجعا سياحيا، مع تدفق سياحي يبلغ حوالي مائة وخمسة وعشرين ألف شخص. ونأمل أن يتمكن القرويون المحليون من “تناول وجبات سياحية” و”الانطلاق في طريق الازدهار”.”

في السنوات الأخيرة، وبالاعتماد على مناظرها الطبيعية الفريدة وتراثها التاريخي والثقافي العميق، دمجت منطقة أكسو في شينجيانغ عناصر التراث الثقافي غير المادي في التجربة السياحية، وعززت الثقافة الوطنية وورثتها، وعززت بنشاط التكامل المتعمق لصناعة الثقافة والسياحة، وجلبت تجربة سياحية جديدة للسياح.