شبكة طريق الحرير الإخبارية/
صحفية صينية
في موجة انتقال صناعة السيارات العالمية نحو اتجاه الكهرباء، أصبحت الاحتكاكات التجارية للسيارات الكهربائية بين الصين والاتحاد الأوروبي محور اهتمام. واعتبارًا من 5 يوليو عام 2024، فرضت المفوضية الأوروبية رسميًا رسومًا تعويضية مؤقتة تتراوح من 17.4٪ إلى 37.6٪ على السيارات الكهربائية الكاملة المستوردة من الصين.
في الوقت الحالي، عقدت الصين والاتحاد الأوروبي أكثر من عشر جولات من المفاوضات، ولم يقم الاتحاد الأوروبي إلا بالخفض الطفيف لمعدلات رسوم جمركية. ومع ذلك، طالما تم تحديد أن الشركات الصينية تمتعت بـ “الدعم الحكومي”، فإن أوروبا ستواصل قمع الشركات الصينية المتعلقة بالسيارات الكهربائية.
سيصوت الاتحاد الأوروبي في أكتوبر من هذا العام على ما إذا كان سيواصل فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية. إذا صوتت 15 دولة من الدول الأعضاء (تمثل 65٪ من سكان الاتحاد الأوروبي) ضد فرض الرسوم، فستضطر المفوضية الأوروبية إلى تعليق هذا الإجراء. إذا فشلت غالبية الدول الأعضاء في منع فرض الرسوم، فإن المفوضية الأوروبية ستعلن عن القواعد النهائية لرسوم جمركية لمدة 5 سنوات قبل 30 أكتوبر.
يتمثل الهدف الرئيسي للاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية في الحد من النمو السريع لحصة سوق السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا، وحماية تطوير صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي وفرص العمل ذات الصلة، مع الأمل في الحفاظ على مكانة الاتحاد الأوروبي الرائدة في صناعة السيارات.
في السنوات الأخيرة، تطورت صناعة السيارات الكهربائية في الصين بسرعة، وحققت التفوق على الدول الغربية في صناعة السيارات. في عام 2023، وصلت صادرات الصين من السيارات إلى 4.91 مليون، متجاوزة اليابان لتصبح أكبر دولة لتصدير للسيارات في العالم. وكانت أوروبا هي واحدة من أهم أسواق التصدير للسيارات الكهربائية الصينية. ومنذ عام 2022، أصبحت الصين أكبر مصدر للسيارات للاتحاد الأوروبي، بينما كانت الصين تاسع أكبر مصدر قبل خمس سنوات فقط. وفي عام 2023، شكلت السيارات الكهربائية المصدرة للصين 8٪ من حصة سوق السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تصل إلى 15٪ بحلول عام 2025.
إن الإفراط في استخدام الحمائية ليس الحل، وقد يؤدي إلى خفض القدرة التنافسية لصناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي. وبالنظر إلى تاريخ صناعة السيارات، كانت الولايات المتحدة تواجه ضغوطًا تنافسية من صناعة السيارات اليابانية وتقمعها بوسائل مختلفة في الثمانينيات. ولكن الحقيقة أن السياسات الحمائية تقوض بشكل خطير المنافسة العادلة، مما يؤدي إلى تزايد كسل الشركات المحلية، وكذلك إعاقة تطوير صناعة السيارات المحلية. في سياق انتقال السيارات إلى الطاقة الجديدة، كانت صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي بطيئة في التحول إلى الكهرباء الذكية، وأصبحت المنتجات الأوروبية غير قادرة على تلبية احتياجات المستهلكين الجديدة باستمرار. ويرجع التطور السريع لصناعة السيارات في الصين إلى أنها تغتنم فرصة تحول سيارات الطاقة الجديدة في بيئة السوق المفتوحة، وتعزز الابتكار التكنولوجي من خلال المنافسة العادلة، وقد قطعت منتجات السيارات الصينية خطوات كبيرة في التحول الكهربائي والذكائي وتزداد القدرة التنافسية للمنتجات يوما بعد يوم. لذلك، قد يمكن للاتحاد الأوروبي أن يحافظ على السوق المحلية بشكل مؤقت بفرض الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية. ولكن القدرة التنافسية لمنتجات السيارات الأوروبية ستضعف بشكل أكثر عند مواجهة صناعة السيارات الصينية التي تصرّ على الانفتاح على العالم الخارجي والمنافسة العادلة في السوق العالمية.
وإضافة إلى ذلك، وضع الاتحاد الأوروبي لوائح لوقف بيع سيارات البنزين بحلول عام 2035، لكن لا تزال شعبية السيارات الكهربائية بحاجة إلى الزيادة. وسيؤدي فرض رسوم جمركية عالية على السيارات الكهربائية الصينية إلى رفع أسعار السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي، وقمع طلب المستهلكين للسيارات الكهربائية، وإبطاء التحول الأخضر للاتحاد الأوروبي وتحقيق هدف الحياد المناخي.
هناك أيضًا صوتان مختلفان تمامًا يظهران داخل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بهذه السياسة. دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي أنهى زيارته للصين قبل أيام المفوضية الأوروبية وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في موقفها بشأن فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية من الصين. كما أدلت ألمانيا والسويد والنرويج ودول أخرى بموقف مماثل.
وقد قام الجانب الصيني بإظهار حسن النية بحوارات ومشاورات مكثفة مع الجانب الأوروبي من أجل حل الخلافات التجارية بشكل جيد، لكي يعزز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأوروبا. في 19 سبتمبر، سافر وزير التجارة الصيني وانغ وين تاو إلى أوروبا لإجراء محادثات مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمفوض التجاري دومبروفسكي في بروكسل لمناقشة فرض رسوم جمركية من الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية. يأمل مجتمع الأعمال أن يوفر هذا الاجتماع رفيع المستوى فرصة جيدة للصين وأوروبا للتعامل بشكل صحيح مع القضايا المتعلقة بالسيارات الكهربائية الصينية.
تتمتع الصين وأوروبا بالمزايا التكاملية القوية في سلسلة صناعة السيارات الكهربائية، ويمكن للجانبين تعزيز التعاون في البحث والتطوير التكنولوجي والإنتاج والتصنيع وتوسيع السوق وغيرها من المجالات، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك للجانبين. أما الاحتكاكات التجارية للسيارات الكهربائية بين الصين وأوروبا هو لعبة بدون فائز. يجب على الاتحاد الأوروبي التخلي عن الحمائية واتخاذ موقف منفتح وتعاوني لتعزيز التنمية الصحية لصناعة السيارات الكهربائية العالمية بشكل مشترك، والمساهمة في معالجة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.