Saturday 21st December 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

السفير الصيني لدى الجزائر في حوار ليومية الخبر: “الجزائر عامل استقرار”

منذ 4 أشهر في 25/أغسطس/2024

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

السفير الصيني لدى الجزائر في حوار ليومية الخبر: “الجزائر عامل استقرار”

 

نشرت جريدة الخبر اليومية الجزائرية الرائدة، حواراً مطولا أجراه الصحفي المتألق رضا شنوف مع السيد لي جيان- سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر، تعيد شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية نشر محتوى الحوار: 

 

تطرق سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لي جيان، إلى أهمية قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي 2024 المزمع عقدها بالعاصمة بكين يومي الثالث والرابع من شهر سبتمبر القادم، حيث اعتبر الموعد منصة هامة للحوار الجماعي وآلية فعالة للتعاون العملي بين الصين وإفريقيا، وينتظر منها أن تفتح مجالا جديدا لتطوير العلاقات الصينية الإفريقية، وتكتب فصلا جديدا في بناء المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك. وشدد في حوار مع “الخبر”، على أن “العلاقات الصينية الإفريقية حققت تقدما كبيرا وأظهرت آفاقا مشرقة جديدة”، مشيرا إلى أن التحديث الصيني النمط يوفر للدول النامية التي تأمل في الحفاظ على استقلالها، مع تسريع وتيرة التنمية، خيارا جديدا يختلف عن التحديث الغربي النمط.

السفير الصيني توقف في حواره عند مخرجات، مؤخرا، الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرون للحزب الشيوعي الصيني والتحديات التي تواجه الصين داخليا وخارجيا، كما توقف أيضا عند العلاقات الجزائرية الصينية ومستقبل التعاون بين البلدين على كل الأصعدة، السياسية والاقتصادية، وكذا التنسيق على مستوى مجلس الأمن، وأشاد في هذا السياق بالدور الذي تلعبه الجزائر لدعم القضية الفلسطينية، وفي الدفاع عن مصالح الدول العربية والإفريقية.

سَتُعقَد قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي 2024 في سبتمبر، فما المرتقب إنجازه، وما هي الملفات التي ستناقش في هذه القمة؟

ستعقد قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي 2024 في بكين، خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر القادم، ستقام سلسلة من الأنشطة، بما في ذلك مراسم الافتتاح ومأدبة ترحيب وعروض فنية، واجتماعات موازية رفيعة المستوى، ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأفارقة والاجتماعات الثنائية. وإنه للمرة الثانية التي سيتم فيها التئام أسرة الصداقة الصينية الإفريقية الكبيرة في بكين بعد منتدى التعاون الصيني-الإفريقي لعام 2018، حيث ستركز الصين وإفريقيا على موضوع “التكاتف لدفع التحديث وإقامة المجتمع الصيني-الإفريقي للمستقبل المشترك على المستوى العالي”، لتجديد الصداقة ومناقشة سُبل التعاون ورسم خريطة المستقبل بشكل مشترك. وفي 2 و3 سبتمبر، سيعقد اجتماع كبار المسؤولين والاجتماع الوزاري للمنتدى لإجراء التحضيرات المعنية للقمة. وحتى الآن، لا تزال الصين وإفريقيا تحافظان على التواصل والتشاور الوثيقين بشأن التحضيرات المختلفة، لإنجاح هذه القمة التي تكتسي أهمية بالغة للجانبين.

فبعد أكثر من 20 عاما، أصبح المنتدى منصة هامة للحوار الجماعي وآلية فعالة للتعاون العملي بين الصين وإفريقيا، كما أصبح راية تقود التعاون الدولي مع إفريقيا في العصر الجديد. تلتزم الصين وإفريقيا دائما بوضع الشعوب في المقام الأول، والدفع بإقامة مجتمع ذي مستقبل مشترك أوثق بين الصين والدول الإفريقية. وأعتقد أن قمة هذا العام ستكلل بنجاح تام، بفضل الجهود المشتركة المبذولة من الجانبين الصيني والإفريقي، حيث ستفتح مجالا جديدا لتطوير العلاقات الصينية الإفريقية، وتكتب فصلا جديدا في بناء المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك.

عرفت العلاقات بين القارة الإفريقية والصين نموا متزايدا، كما أبدت دول متقدمة أخرى، كروسيا والولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، اهتماما بإفريقيا، كيف ترى الصين مستوى علاقاتها مع القارة الإفريقية، وما هي مقاربتها لتطوير هذا التعاون مقارنة بباقي الدول المهتمة بالقارة الإفريقية؟

إن الصين أكبر دولة نامية في العالم، وإن إفريقيا قارة تجمع أكبر عدد من الدول النامية. وعلى الرغم من أن الجانبين يفصل بينهما آلاف الأميال، إلا أنهما شريكان طبيعيان يتقاسمان المستقبل المشترك على طريق التنمية. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن الكفاح من أجل التحرير الوطني إلى استكشاف الطريق إلى التحديث، بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، تقف الصين دائمًا بجانب إفريقيا، بروح فريق واحد لتحقيق التقدم المستمر. في السنوات الأخيرة، تحت القيادة المشتركة للرئيس شي جينبينغ والقادة الأفارقة، تمت المواءمة بشكل عميق بين مبادرة “الحزام والطريق” الصينية و”أجندة 2063″ للاتحاد الإفريقي، وتتضافر جهود الصين وإفريقيا لتنفيذ “خطط التعاون العشر” و”المبادرات الثماني” و”البرامج التسعة” وإعداد مشروع “رؤية التعاون الصيني الإفريقي 2035″، حيث حققت العلاقات الصينية الإفريقية تقدما كبيرا وأظهرت آفاقا مشرقة جديدة.

يصادف هذا العام الذكرى الـ75 لتأسيس الصين الجديدة. وبعد 75 عاما من النضال الشاق، نجح الشعب الصيني في السير على طريق التحديث الصيني النمط، ما يوفر للدول النامية التي تأمل في الحفاظ على استقلالها مع تسريع وتيرة التنمية، خيارا جديدا يختلف عن التحديث الغربي النمط، إذ يسعى التحديث الصيني النمط إلى تحقيق الرخاء المشترك والتعاون المربح. إننا نرحب ترحيبا حارا بالأصدقاء الأفارقة على متن قطار التنمية الصينية السريعة للتحديث الصيني النمط، لتقاسم فرص التنمية والإنجازات الصينية، من خلال التعاون الصيني الإفريقي، وتحقيق التحديث المشترك.

ترحب الصين بتعزيز التعاون لدول العالم مع إفريقيا، الأمر الذي يعكس المكانة الدولية الصاعدة لإفريقيا، ويخدم تعزيز التنمية والتقدم في إفريقيا. هناك العديد من آليات التعاون الدولي مع إفريقيا، ولا يوجد نقص في الخطط والالتزامات، ويكمن المفتاح فيما إذا كنا نفكر فيما تفكر فيه إفريقيا ونهتم بما تهتم به إفريقيا. إن التعاون الصيني الإفريقي يقوم على أساس المساواة والتوافق، ولن يكون على حساب المصالح الإفريقية طويلة الأجل. ظلت الصين تلتزم بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق والفهم الصحيح للمسؤولية الأخلاقية والمصلحة، وتشجع الدول الإفريقية على استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، دون التدخل في الشؤون الداخلية الإفريقية، ولا تفرض إرادتها على الآخرين، ولا تربط أي شرط سياسي بالمساعدات الموجهة إلى إفريقيا، ولا تسعى لكسب مصلحة سياسية لنفسها خلال الاستثمار والتمويل في إفريقيا، حيث تلقى تقديرا كبيرا وترحيبا حارا من قبل الدول الإفريقية.

ما نتائج التعاون العملي الصيني الإفريقي، إذ تعتبر الجزائر بوابة الاستثمار الصيني في القارة الإفريقية، كيف تقيمون التعاون الجزائري الصيني في هذا المجال؟ وما هي آفاق توسيع التعاون الصيني الجزائري في شتى المجالات، وإلى أي حد تساهم الإصلاحات في الجزائر، خاصة في مجال الاستثمار، في توسيع الاستثمار الصيني في الجزائر؟

بعد عقود من العمل الشاق، يزدهر التعاون بين الصين وإفريقيا. وفي عام 2023، وصل حجم التجارة بين الصين وإفريقيا إلى ذروة تاريخية تبلغ 282.1 مليار دولار أمريكي، وظلت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لمدة 15 عاما متتالية. وتعدّ الصين أيضًا الدولة النامية التي لديها أكثر استثمارات في إفريقيا. وحتى نهاية عام 2022، تجاوز مخزون الاستثمار الصيني المباشر في إفريقيا 40 مليار دولار أمريكي، وأكثر من 3000 شركة صينية استثمرت وأنشأت أعمالًا في إفريقيا، ما خلق فرص العمل الكثيرة وساهم في تعزيز التحول الاقتصادي في إفريقيا. وقد قامت الصين ببناء وتحديث أكثر من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، وما يقرب من 100 ألف كيلومتر من الطرق، وما يقرب من 1000 جسر، وما يقرب من 100 ميناء في إفريقيا، كما قامت ببناء شبكات الكهرباء والاتصالات للدول العديدة، ما قدم مساهمات مهمة في تعزيز ترابط وتواصل القارة الإفريقية.

كما قامت الصين بتدريب عدد كبير من المواهب المهنية والتقنية المختلفة لإفريقيا، ولا تقدم الصين المنتوجات “صنع في الصين” إلى السوق الإفريقية فحسب، بل تساعد أيضًا الأفارقة على تحقيق “صنع في إفريقيا” وتحويل مزايا الموارد إلى مزايا تنموية لخدمة مصالح الشعب الإفريقي بشكل أحسن.

إن التعاون الاقتصادي والتجاري يعدّ “حجر الصابورة” و”المروحة الدافعة” للعلاقات الصينية الجزائرية، ويجلب فوائد ملموسة للجانبين. فمنذ عام 2013، ظلت الصين أكبر شريك تجاري للجزائر وأكبر مصدر للواردات لمدة عشر سنوات متتالية. وفي عام 2023، تجاوز حجم التجارة بين الصين والجزائر 10 ملايير دولار أمريكي لأول مرة. وفي الوقت نفسه، تعدّ الصين أيضًا مصدرًا مهمًا للاستثمار الأجنبي في الجزائر، وتتجاوز الاستثمارات الصينية التراكمية في الجزائر 2 مليار دولار أمريكي، وتتركز بشكل رئيسي في النفط والغاز ومواد البناء والصناعات الخفيفة وغيرها من المجالات. ومنذ صدور قانون الاستثمار الجديد في الجزائر، تتحسن بيئة الأعمال في الجزائر باستمرار، ما يوفر لمستثمري الدول الأجنبية، بما فيها الصين، المزيد من التسهيلات والفضاء الأوسع للتعاون.

في عام 2023، زادت استثمارات الصين المباشرة في الجزائر بأكثر من 70 مليون دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 86%. فيما تقوم شركات السيارات الصينية مثل JAC وChery وGeely، وشركات الأجهزة الكهرومنزلية مثل Hisense وHaier وMidea، باستكمال إجراءات الاستثمار حاليا، وستقوم بإدخال التكنولوجيا المتقدمة إلى الجزائر وبدء الإنتاج المحلي، ولا يتم بيع المنتجات في الجزائر فحسب، بل سيتم تصديرها أيضًا إلى دول ثالثة. وفي الوقت نفسه، أصبح مجال التكنولوجيا الفائقة نقطة مضيئة جديدة للتعاون الصيني الجزائري، حيث يتمتع الجانبان بإمكانات كبيرة وآفاق واسعة للتعاون في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والزراعة الحديثة والمدن الذكية والاقتصاد الدائري.

الحكومة الصينية تشجع وتدعم الشركات الصينية لزيادة استثماراتها في الجزائر، خاصة منذ زيارة الرئيس تبون للصين، وتتوافد المزيد من الشركات الصينية إلى الجزائر للزيارة التجارية والتشاور حول نوايا التعاون مع الشركاء الجزائريين، فقد أصبحت الجزائر أحد الأسواق ذات الأولوية القصوى للشركات الصينية في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تعمل الحكومة الصينية على تعزيز التعاون في المجال المالي بين الجانبين، لخلق ظروف أفضل لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

يعد التعاون في المجال الثقافي والإنساني بين الصين وإفريقيا من بين المجالات المهمة لتطوير مستوى التعاون الشامل بين الطرفين، هل يمكن القول إن الأهداف المرجوة من هذا التعاون تم تحقيقها؟

إن التبادلات الإنسانية والثقافية بين الصين وإفريقيا هي الدفع نحو بعضهما البعض. ومنذ أن أرسلت الصين أول فريق طبي لها إلى الجزائر في عام 1963، أرسلت إجمالي 24 ألف عضو من الفرق الطبية إلى إفريقيا، ويعمل حاليا إجمالي 45 فريقا طبيا في أكثر من 100 موقع عمل في 44 دولة إفريقية.

لقد أنشأ الجانبان الصيني والإفريقي 67 معهد كونفوشيوس و10 غرف دراسة كونفوشيوس في إفريقيا وتم إنجاز 16 ورشة عمل لوبان في 14 دولة ويدرس عشرات الآلاف من الطلاب الأفارقة في الصين وظهرت الأغاني والرقصات الإفريقية في حفل عيد الربيع الصيني، كما تحظى الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الصينية بشعبية كبيرة في إفريقيا وتم عقد منتدى المؤسسات الفكرية الصينية الإفريقية ومهرجان الشباب الصيني الإفريقي ومنتدى المرأة ومنتدى التعاون الإعلامي وغيرها من الأنشطة المثيرة.

في أوت 2023، طرح الرئيس شي جين بينغ “برنامج التعاون الصيني الإفريقي لتأهيل الكفاءات” خلال اجتماع الحوار لقادة الصين والدول الإفريقية، ما أضفى قوة دافعة جديدة في التبادلات الشبابية وتكوين المواهب بين الصين وإفريقيا. إن التبادلات الوثيقة بين الشعبين الصيني والإفريقي تربط بشكل وثيق بين الحلم الصيني والحلم الإفريقي، حيث كُتب فصل أكثر حيوية في المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك.

يعد التعاون الإنساني والثقافي أيضا ركيزة مهمة للعلاقات الصينية الجزائرية. وفي السنوات الأخيرة، تعززت التبادلات الإنسانية والثقافية بين الصين والجزائر بشكل أوثق، ما أدى إلى بناء جسور الترابط بين قلوب شعبي البلدين. في العام الجاري، شاركت أوركسترا سوتشو السيمفونية في مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، حيث تعاون الطرفان في أداء الفن الموسيقي التقليدي الجزائري “المالوف” وأكملا عرضا في نسخته السيمفونية لأول مرة في العالم. كما تعاون الفريق الصيني وفرقة الجزائر الفنية المشهورة تيكوباوين في أداء بشكل مشترك “أغنية الطريق” التي تحظى بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأثار الفيلم الوثائقي الذي صورته المحطة العامة المركزية الصينية للإذاعة والتلفزيون في الجزائر موجة من سياحة الشعب الصيني في الجزائر، وتم تجديد الصداقة الصينية الجزائرية بكرة الطاولة خلال تدريب أربعة شباب جزائريين في كرة الطاولة في جامعة شنغهاي الرياضية.

وفي الأشهر المقبلة، سيزور فريق كرة القدم الشعبي الجزائري الصين للمشاركة في “دوري القرية الممتاز” في مقاطعة ڤويتشو Guizhou. وسيتم فتح قسم اللغة الصينية في جامعة الجزائر 2 خلال الموسم الدراسي الجديد، كما ستقام أنشطة مثل أسبوع الثقافة الصينية وأسبوع الأفلام الصينية الواحد تلو الآخر. يمكن القول إن هناك مجالات للتعاون والتنسيق والشراكة بين الجانبين تبقى متواصلة ومثيرة.

اختتمت مؤخرا الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني والتي تم فيها التركيز على تجديد برنامج الإصلاح والانفتاح الذي انتهجته الصين منذ نهاية السبعينيات. في الوقت الحاضر، ازداد عدم الاستقرار العالمي، كما أن التنمية الداخلية في الصين تواجه العديد من الصعوبات والتحديات أيضا، فهل سيؤثر ذلك على عملية الإصلاح والانفتاح في الصين؟

إن سياسة الإصلاح والانفتاح هي السياسة الوطنية الأساسية للصين والسلاح السحري المهم الذي أدى إلى إنجازات الصين الرائعة في التنمية على مدى العقود الماضية. وقد أطلقت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة في عام 1978 فترة جديدة من الإصلاح والانفتاح وعملية التحديث الاشتراكي، وبدأت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة في عام 2013 مسيرة جديدة لتعميق الإصلاح بشكل شامل ومنتظم التصميم للإصلاحات.

تهدف الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية العشرين التي اختتمت مؤخرا، التي كان موضوعها مواصلة تعميق الإصلاح بطريقة شاملة ودفع التحديث صيني النمط، إلى إخبار المجتمع المحلي والدولي بأن الصين ترفع راية الإصلاح والانفتاح بكل تأكيد. وتكريسا لهدف تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي بحلول عام 2035، طرحت الجلسة أكثر من 300 مبادرة إصلاحية تغطي جميع جوانب الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والحضارة والإيكولوجيا والأمن القومي والدفاع الوطني والجيش وبناء الحزب، ونصت بوضوح على ضرورة استكمالها بحلول عام 2029، الذكرى الثمانون لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ما يعكس عزم وإرادة الحزب الشيوعي الصيني الذي لا ترهبه التحديات والمخاطر ويحسم المشكلة بجرأة ويطبق الأهداف حتى النهاية.

إن تعزيز التحديث صيني النمط مهمة جديدة تماما، ولا بد أن نواجه جميع أنواع التناقضات والمخاطر والتحديات في طريقنا إلى الأمام. في الوقت الحاضر، تواصل التغيرات بسرعة غير مسبوقة في العالم وتتكرر الصراعات والاضطرابات المحلية في مناطق عديدة وتتفاقم المشاكل العالمية ويتصاعد القمع والاحتواء الخارجي. وفي الوقت نفسه، لا تزال الصين تواجه مشكلة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية، ولا تزال مهمة الإصلاح والتنمية والاستقرار شاقة.

ومن أجل الاستجابة بفعالية لهذه المخاطر والتحديات ومن أجل الفوز بالمبادرة الاستراتيجية في المنافسة الدولية الشرسة المتزايدة من الضروري تعميق الإصلاح بطريقة شاملة لدرء المخاطر ونزع فتيلها والاستجابة بفعالية للتحديات عن طريق نظام مثالي وخلق فرص جديدة في خضم الأزمات وفتح وضع جديد في خضم التغيرات. يمكن القول إنه كلما كان الوضع أكثر شدة وتعقيدا كلما كان دافع الصين وتصميمها على تعميق الإصلاح أقوى. إن الصين واثقة تماما وقادرة على التغلب على جميع أنواع المخاطر والتحديات وعلى تحقيق الأهداف الطموحة لبناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة الصينية.

هل الصين على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف عام 2035 بإنجاز بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى بشكل شامل؟

إن بناء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي رفيع المستوى يعني تعزيز مزيج أفضل من السوق الفعال والحوكمة الكفؤة والجمع بين مزايا النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية واقتصاد السوق لتعزيز الابتكار والحيوية في نظام اقتصاد السوق الاشتراكي.

ويشير قرار الجلسة إلى أنه من الضروري أولا حل مشكلة العلاقة بين الاقتصاد المملوك للدولة والاقتصاد الخاص لتحقيق التأسيس الكامل لنظام اقتصاد السوق الاشتراكي رفيع المستوى. من ناحية، توطيد وتطوير القطاع الاقتصادي العام بثبات، بما في ذلك تعميق إصلاح المؤسسات المملوكة للدولة وتعزيز الوظائف الأساسية للمؤسسات المملوكة للدولة وتعزيز قدرتها التنافسية الأساسية وكذا الدفع قدما بتحسين تخطيط الاقتصاد المملوك للدولة وتعديله الهيكلي. ومن ناحية أخرى، تشجيع ودعم وإرشاد تنمية القطاع الاقتصادي غير العام دون تردد، بما في ذلك تحسين بيئة تنمية المؤسسات الخاصة وكسر الحواجز المختلفة التي تقيد تنمية الاقتصاد الخاص وتعزيز تنميته ونموه وتطوير الملكية المختلطة بقوة.

ثانيا، التركيز على بناء سوق وطنية موحدة والقضاء بحزم على جميع أشكال الحمائية المحلية وتجزئة السوق وبذل الجهود في ناحيتين: “النبذ” و”البناء” من ناحية، بذل جهود أكبر لتعزيز الرقابة وتنفيذ القانون وتصحيح التدخل غير المبرر في المنافسة في السوق، ومن ناحية أخرى تحسين نظام المنافسة العادلة الموحد وتعزيز أساس قانوني لبناء سوق وطنية موحدة.

ثالثا، إنشاء نظام إدارة شاملة وفعالة لحقوق الملكية الفكرية، بما في ذلك تحفيز الابتكار بشكل أفضل من خلال تهيئة بيئة ابتكارية مواتية وتعزيز سيادة القانون لحقوق الملكية الفكرية وتعزيز الانفتاح عالي الجودة من خلال التمسك بمعاملة حقوق الملكية الفكرية للمؤسسات المحلية والأجنبية الممولة من الخارج وحمايتها على قدم المساواة وتهيئة بيئة أعمال من الدرجة الأولى سوقيا وقانونيا ودوليا، وكذا تعزيز نظام سوق عالي المستوى من خلال تحسين أنظمة وقواعد سوق العوامل.

في تقديركم، إلى أي حد أثر التحديث صيني النمط على المستوى الدولي؟

إن التحديث صيني النمط له السمات المشتركة للتحديث في جميع البلدان ولكن له أيضا سمات مميزة بناء على ظروفه الوطنية الخاصة وله قيمة معاصرة عميقة وأهمية عالمية في تعزيز عملية تحديث المجتمع البشري.

أولا، يكسر التحديث صيني النمط الإيمان الأعمى بأن “التحديث = التغريب”، ويوفر مسارا جديدا للبلدان والأمم في العالم، التي ترغب في تسريع تنميتها مع الحفاظ على استقلالها، ويقدم حلا صينيا لسعي البشرية إلى نظام اجتماعي أفضل. ثانيا، لقد تخلى التحديث صيني النمط عن المسار القديم للتحديث في الدول الغربية، الذي كان يتمحور حول رأس المال ويتمتع بثنائي القطبية ومتضخما ماديا مع توسع ونهب خارجياً ويوسّع التحديث صيني النمط سبل الدول النامية نحو التحديث، ويظهر آفاقا مشرقة لتحديث المجتمع البشري.

ثالثا، فتح التحديث صيني النمط طريقا جديدا للبلدان المتطورة لاحقا في التحديث. إن التحديث صيني النمط تجاوز عملية التنمية للبلدان الغربية المتقدمة في نواحٍ كثيرة في غضون عقود قليلة فقط، التي استغرقت مائة سنة أو حتى مئات السنين. رابعا، إن التحديث صيني النمط هو تحديث ضخم الحجم، حيث يفوق عدد سكان الصين عدد سكان جميع الدول المتقدمة. إن هذا النوع من التحديث أدى ليس فقط إلى تغيير الصين بشكل كبير، بل غيّر بشكل عميق مشهد وأوضاع العالم وخلق شكلا جديدا من الحضارة الإنسانية.

يوفر التحديث صيني النمط فرصا مهمة لبقية العالم. وقد أظهرت الدراسات التي أجراها صندوق النقد الدولي أن زيادة كل نقطة مئوية من النمو في الاقتصاد الصيني تؤدي إلى زيادة ناتج الاقتصادات الأخرى بمتوسط 0.3 نقطة مئوية.

إن الصين مستعدة لمشاركة ثمار التحديث صيني النمط مع بقية دول العالم، بما في ذلك الجزائر، والعمل معا لتفعيل زخم التنمية وتعزيز رفاهية الناس. وفي الوقت نفسه، ستواصل الصين اتباع طريق التنمية السلمية وتعزيز التعددية القطبية المتكافئة والمنظمة في العالم والعولمة الاقتصادية الشاملة وتعزيز بناء الحزام والطريق والمبادرات العالمية للتنمية والأمن والحضارة وتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

الجزائر حاليا عضو في مجلس الأمن والصين عضو دائم. إلى أي مستوى التنسيق جارٍ بين البلدين في مجلس الأمن بشأن مختلف القضايا المطروحة؟ وكيف تنظرون لدور الجزائر فيه؟

تشترك الصين والجزائر في ذكريات تاريخية متشابهة ومواقف وآراء متشابهة، وهما صديقان ورفيقان طبيعيان. فمنذ أن أصبحت الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن في بداية هذا العام، تتواصل الصين والجزائر بشكل وثيق وتنسقان بشأن جميع القضايا تقريبا في مجلس الأمن، وتدعم الصين بقوة الدور الخاص والمهم الذي تلعبه الجزائر في قضايا مثل القضية الفلسطينية. فبفضل مبادرة الجزائر ومساعدة الصين، تبنى مجلس الأمن القرار 2728 بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو الأول من نوعه منذ الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعد هذا انتصارا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية وعلامة فارقة هامة لقضية فلسطين العادلة.

يشارك الجانب الجزائري بنشاط في الشؤون الإقليمية ويلعب دورا قياديا هاما، وتدعم الصين الجانب الجزائري في تعزيز تضامن دول المنطقة وتقوية الذات. لطالما تشكل الجزائر مصدرا للطاقة الإيجابية وعامل استقرار في تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول العربية والإفريقية ونقطة ارتكاز استراتيجية هامة لدبلوماسية الصين مع الدول الإفريقية والعربية، حيث تشجع بقوة تبني جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي سياسة خارجية مستقلة ومتنوعة ومتوازنة. ستواصل الصين دعم الجزائر في تعزيز التعايش السلمي بين دول المنطقة وتوحيدها على طريق الاستقلالية الاستراتيجية والوحدة والتحسين الذاتي.

إن الصين والجزائر كلاهما من الدول النامية الرئيسية وتنتميان إلى العالم الجنوبي وتعملان معا على تعزيز وحدة البلدان النامية وتمكينها الذاتي وحماية السلام والتنمية في العالم وبناء نظام دولي أكثر عدلا ومعقولية. إن الصين مستعدة لمواصلة العمل مع الجزائر لممارسة التعددية الحقيقية وحماية المصالح المشتركة للصين والجزائر والبلدان النامية بشكل عام.

*المصدر: يومية الخبر

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • سعادة السيد لي جيان- سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر قدم الكثير للعلاقات بين البلدين، و شهدت فترة عمله تطور كبير في استثمارات الشركات الصينية في الجزائر

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *