شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا
يعتبر النهر الأصفر ثاني أطول نهر في الصين، وهو النهر الأم للأمة الصينية، يبلغ طوله 5464 كيلومترا، ويمر من شمال غربي الصين إلى جنوب شرقي الصين بتسع مقاطعات ومناطق الصينية، وتبلغ مساحة منطقة حوضه حوالي 750 ألف كيلومتر مربع.
ومنذ آلاف سنين حتى الآن، كان ولا يزال النهر الأصفر شريان الحياة للصينيين. رغم أن جريانه يبلغ 2% فقط من إجمالي حجم الموارد المائية في البلاد، لكن النهر يوفر مياها لـ 12 في المائة من سكان الصين ويسقي 17 في المائة من أراضيها الصالحة للزراعة. ولذلك، فإنه لا يعد حاجزاً مهماً للأمن الايكولوجي الصيني فحسب، بل يعتبر حوضه من المناطق الهامة لمعيشة الشعب والتنمية الاقتصادية للبلاد. لكن، في الوقت نفسه، يعد النهر الأصفر من الأنهار التي تحتوي على أكبر حجم من الرواسب في نطاق العالم، والأنهار الأكثر صعبا للإدارة، وكذلك الأنهار الأكثر تعرضا لكوارث المياه.
ومنذ القدم حتى الآن، يكافح الشعب الصيني دائما ضد كوارث الفيضانات والجفاف على طول النهر الأصفر. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية وخاصة خلال السنوت الأخيرة، حققت الصين نتائج مثمرة في حماية البيئة الإيكولوجية على طول النهر والسعي إلى تحقيق التنمية الخضراء والتوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
تقع مدينة لانتشو، وهي حاضرة مقاطعة قانسو في شمال غربي الصين. ويتدفق النهر الأصفر عبر لانتشو بطول 152 كيلومترا، بما يقدم موارد مائية وفيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، مما يضمن المياه المستخدمة للري الزراعي والإنتاج والصناعة وكذلك الحياة اليومية لسكانها. كما تجذب المناظر الطبيعية والآثار التاريخية على ضفتي النهر الأصفر عددا من الزوار والسياح لزيارة لانتشو، ما يدفع ازدهار السياحة للمدينة.
خلال السنوات الأخيرة، تتخذ مدينة لانتشو سلسلة من التدابير لحماية البيئة الايكولوجية لقسم لانتشو من النهر الأصفر، والتي حققت نتائج مثمرة، وبما فيها نقل محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي كانت موجودة قرب ضفتي النهر الأصفر إلى ما تحت الأرض، ليجعلها تبعد عن سطح الأرض بعمق 18 متراً. كما تم إنشاء حدائق على ضفتي النهر، وتزرع فيها أشجار وأزهار المتنوعة لتحسين البيئة الطبيعية. وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت مدنية لانتشو مشروع مراقبة مياه النهر الأصفر والذي يحمل عنوان “النهر الأصفر الذكي”، ويستخدم الأنظمة الأوتوماتيكية لمراقبة جودة المياه وأحوالها الديناميكية للنهر الأصفر طوال اليوم.
وفي الوقت نفسه، تبذل حكومة المدينة جهودها في تحويل الصناعات التقليدية إلى الخضراء، وبما فيها العديد من المصانع الخاصة بإنتاج المنتجات البتروكيماوية، وذلك لتخفيف تلوث المدينة.
وبفضل تطبيق مثل هذه الإجراءات الفعالة، تشهد البيئة الطبيعية والسكنية بالمدنية تحسنا متواصلا، وخاصة المنطقة على ضفتي النهر الأصفر والتي قد أصبحت من أهم وأبرز المناطق السياحية للمدينة، حيث يمكن للزوار أن يستمتعوا بالمناظر وجمال المياه بالإضافة إلى معرفة التاريخ والحضارة للنهر الأصفر الصيني العظيم.