شبكة طريق الحرير الإخبارية/
التعاون التنموي الأخضر الصيني العربي يتمتع بآفاق واسعة
بقلم: باي يوي إعلامي صيني
يصادف يوم 15 أغسطس 2024 اليوم الوطني الثاني للإيكولوجيا في الصين، ويأتي موضوع هذا العام تحت عنوان “تسريع التحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
خلال السنوات الأخيرة، تعاونت الصين مع الدول العربية لبناء طريق الحرير الأخضر، مساهمةً في استعادة الحفاظ على المناخ العالمي بالحلول الصينية ودعماً للتحول الأخضر المنخفض الكربون في الدول العربية، حيث يزدهر التعاون في قطاع الطاقة الخضراء بين الجانبين.
الصين والدول العربية توليان أهمية كبيرة للتحول الأخضر، وعلى أساس التعاون في مجال الطاقة ، أصبحت الطاقة المنخفضة الكربون محور اهتمام الطرفين.
يقول الباحث محمد صادق من مركز البحوث وتبادل المعرفة في المملكة العربية السعودية إن الصين تدفع نحو تحقيق هدف “الكربون المزدوج”، حيث تعطي الأولوية لتطوير تقنيات استخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية. وتماشيا مع قيام الدول العربية بتعزيز تحول استخدام الطاقة ، قد أقيمت العديد من مشاريع الطاقة النظيفة المشتركة بين الصين والدول العربية. التفوق التكنولوجي الصيني يجعل الطاقة النظيفة أكثر قابلية للاستخدام، ويساهم بشكل كبير في تسريع تحول استخدام الطاقة العالمي.
تعمل الصين والدول العربية على رفع مستوى التعاون في مجال الطاقة الجديدة، وقد حققتا إنجازات كبيرة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه. وتم إنشاء مركز تدريب الطاقة النظيفة الصيني العربي ومختبر الطاقة المتجددة الصيني المصري المشترك. كما وقعت شركة CSCEC وشركة باور تشاينا مع الجزائر اتفاقية تنفيذ مشروع محطة الطاقة الشمسية، وتم اختياره كبداية لمجموعة من مشاريع التعاون لتحقيق رؤية الجزائر 2035 للطاقة الجديدة. كما وقعت شركة BTR الصينية مع المغرب على اتفاقية لمشروع إنتاج بطاريات الليثيوم، وستبني الشركة أول مصنع لبطاريات الليثيوم الثلاثية في منطقة البحر المتوسط، ما سيساعد بشكل فعال في دفع التنمية الخضراء المنخفضة الكربون عالميا.
ويشهد التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة تحولا تدريجيا من الاعتماد على تجارة الطاقة بشكل أساسي إلى التعاون الاستثماري في السلسلة الصناعية لقطاع النفط والغاز
أعلنت “أدنوك” عن بدء إنتاج النفط الخام من منطقة “بلبازيم” البحرية بإدارة مشتركة بين “أدنوك” ومؤسسة البترول الوطنية الصينية. وهذا المشروع يُعد نموذجًا للتعاون بين شركة النفط الصينية وشركة أبوظبي الوطنية للبترول، وقد أسفر عن نتائج هامة للطرفين. كما قامت الشركات الصينية بتحديث مجموعة من التقنيات الجوهرية لمشروع الرميلة والحلفاية بالعراق، مما ساهم في وضع حل لمشكلة التطوير الفعال لاحتياطيات النفط في طبقة الكربونات العميقة والسميكة، وساعد هذا المشروع في إنتاج أكثر من مليار برميل من النفط الخام في الربع الأول من العام الجاري.
ويحاول الجانبان الصيني والعربي اصدار السندات الخضراء، حيث قام بنك التعمير الصيني وبنك الصين بإدراج سندات الباندا الخضراء في بورصة دبي. كما يعمل الجانبان الصيني والعربي على استكشاف النموذج الجديد المتمثل في “مشروعات النفط والغاز + تطبيق التبادل باليوان الصيني”. منذ العام الماضي، وقعت الصين مع السعودية اتفاقية تبادل العملات التي تشمل مجال التجارة النفطية، وأنجزت أول صفقة استيراد الغاز الطبيعي المسال من الإمارات باليوان الصيني، ما يعد خطوة حقيقية نحو تسوية تجارة النفط والغاز العابرة للحدود باليوان الصيني.
بالاضافة إلى ذلك، إن التعاون الصيني العربي يفتح آفاقا جديدة في مكافحة التصحر. في أغسطس 2023، تم رسميا إطلاق المركز الصيني- العربي الدولي لبحوث الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي خلال منتدى كوبوتشي الدولي التاسع للصحراء في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمال الصين. هذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في تعزيز التبادل والتعاون بين الصين والدول العربية في مجال مكافحة التصحر وبناء الحضارة البيئية.
كنموذج لمنطقة مكافحة التصحر في الصين، استكشفت منطقة نينغشيا “خمسة أحزمة ونظام واحد” وغيرها من نماذج مكافحة التصحر، مما جذب انتباه الدول العربية. وقد نظمت أكاديمية الزراعة في نينغشيا دورات تدريبية تقنية حول مكافحة التصحر للدول العربية عدة مرات منذ عام 2006، حيث أقيمت 12 دورة حتى الآن. وفي كل نسخة من معرض الصين والدول العربية، يتم دعوة العديد من الفنيين من الدول العربية لزيارة منطقة حماية الطبيعة في بيجيتان بمحافظة نينغشيا وشرح تجربة استعادة النباتات في السهوب والاستفادة العقلانية من موارد المياه في المناطق الرملية وتطوير صناعة الرمال. بالمثل، أنشأت الصين منصة دولية لمساعدة وتبادل التقنيات في مجال مكافحة التصحر وتحويل الأراضي الصحراوية في مقاطعة قانسو، ونظمت 36 دورة تدريبية دولية حول تقنيات السيطرة على الصحارى ومكافحة التصحر. تعزز هذه الفعاليات المنتظمة للتبادل والتدريب تطور التعاون في مجال مكافحة التصحر بين الصين والدول العربية.
في أكتوبر 2023، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال المنتدى الدولي الثالث لـ”الحزام والطريق” للتعاون الدولي عن ثماني إجراءات تدعم الصين من خلالها بناء “الحزام والطريق” العالي الجودة، وقد تضمنت “تعزيز التنمية الخضراء” كأحد هذه الإجراءات، وقد لاقت استجابة كبيرة من الدول العربية. إنه الوقت المناسب للجانبين لتحقيق التنمية الخضراء، فيجب على الجانبين العمل سويا على دفع التعاون في مجال الطاقة نحو اتجاه الطاقة الجديدة والخضراء، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ويعود بالخير على شعوب الجانبين.