شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: عبد القادر خليل
تربط بين الجزائر والصين علاقات متميزة ضاربة في أعماق التاريخ، ويسعى الجانبان وعلى أعلى المستويات لتعزيز وتنويع مجالات التعاون لما يُوطد الشراكة الثنائية الاستراتيجية الشاملة، خاصة بعد الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للصين في صائفة السنة المنصرمة 2023، ولقائه بأخيه ونظيره الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتوقيعهما لـ19 اتفاقية تعاون وشراكة شملت أهم المجالات الحيوية التي تخدم البلدين والشعبين الصديقين، وستساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وفقا لاستراتيجية وأهداف مبادرة الحزام والطريق للتعاون المشترك.
و في إطار مواصلة الصين لسياسة الإنفتاح على العالم، زار مؤخرا الصينَ وفدٌ يتألف من خبراء جامعيين وصحفيين جزائريين ينتمون إلى مراكز البحث والدراسات وجامعات ووسائل إعلام رائدة ومهمة في الجزائر، للاطلاع على الحضارة الصينية العريقة، التعايش السلمي المنسجم لمختلف القوميات الصينية على اختلاف معتقداتهم ودياناتهم، وخاصة المسلمين منهم، وللاطلاع على ما وصلت إليه الصين من تطور وتقدم في مختلف المجالات، سيما منها الصناعة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي والزراعي والسياحي.
لقد كانت أول وجهة للوفد زيارة منطقة شينجيانغ الإيغورية الذاتية الحكم، حيث تعيش فيها أكبر نسبة من المسلمين الصينيين جنباَ إلى جنب مع باقي المواطنين ذوي الديانات الأخرى في أجواء تسودها المودة والوئام والتناغم. تعرفوا على تنوع العادات والتقاليد، ونمط المعيشة السائد في المنطقة، ومختلف الآليات التي وفرتها الصين للمجتمع الإيغوري من أجل حياة رغيدة.
كما زار الوفد الجزائري مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، وهي المنطقة التي تُعد نموذجا يُحتذى في مجال القضاء على الفقر المدقع والتنمية الاجتماعية عالية الجودة، فقد كانت قويتشو قبل ثلاثين سنة واحدةً من أفقر المناطق في الصين، وبفضل اهتمام الدولة وسياستها المنتهجة بقيادة ومتابعة الحزب الشيوعي الصيني أصبحت الآن منطقة متطورة بامتياز، إذ باتت واحدة من أبرز المناطق الصينية تقدماً صناعياً وتكنولوجياً…
وكانت للوفد الزائر أيضاً جولة استطلاعية في مدينة شنجن وهي أيضاً لا تقل أهمية عن سابقتها من حيث التطور التكنولوجي والرقمي، فباتت البيانات الكبرى ميزة لها، والصناعة الدكية والطاقات الخضراء والجديدة عنواناَ بارزاً في سياستها، وقد كان لشركة هواوي أثراَ بارزا في رسم معالم المدينة بصفة خاصة والصين بصفة عامة، مما أثار إعجاب وذهول الوفد الجزائري الزائر.
وتعبيرا عن حُسن الضيافة وحرارة الاستقبال، فقد كان للوفد الجزائر لقاءات مع مسؤولي حكومات المناطق التي زاروها وكذا مسؤولي الشركات التي شملتها الزيارة.
ومن جهة أخرى، كان من الضروري زيارة سورة الصين العظيم، واكتشاف عظمة هدا الإنجاز البشري الصيني، المصنف ضمن عجائب الدنيا السبع، فكان الفضول واضحا لدى الوفد الجزائري لمعرفة تفاصيل بناء هدا الصرح الكبير، وجلب التقاط الصور هنا وهناك السرور والسعادة لدى الجميع.
وإذا كان لسور الصين العظيم أهمية تاريخية فإن ساحة تيان آن مين، هي أيضا ذات رمزية حضارية وتاريخية ختم بها الوفد زيارته على أمل أن تُتَاح فرص أخرى في المستقبل لاكتشاف الكثير من المزايا التي تزخر بها الصين.
كانت هده خلاصة موجزة عن زيارة الوفد الجزائري للصين، وسوف تتبعها مقالات بتفاصيل أكثر لمختلف المحطات التي وقف عندها الوفد، في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية مستقبلا.