شبكة طريق الحرير الاخبارية/

الجزائر والصين قدمت نموذجا للتعاون بين الجنوب والجنوب

بقلم فرحانة لي شياو يويه، إعلامية صينية من قناة CGTNArabic

إن الجزائر والصين كلاهما دولة نامية كبيرة ذات تأثير مهم، يؤكد الجانبان على التعاون والكسب المشترك، ويحافظ على الإنصاف والعدالة، استنادا إلى مبادئ “المساواة والمنفعة المتبادلة، والاهتمام بالفعالية، والتعاون طويل الأجل، والتنمية المشتركة” مما يضخ حقبة جديدة في التعاون بين الجنوب والجنوب.

–مواصلة تقوية الثقة الإستراتيجية المتبادلة

تتميز الجزائر والصين بصداقة تقليدية عميقة، والعديد من “الأول” في العلاقات الثنائية بين الجزائر والصين يشهد الأساس العميق للتعاون بين البلدين: الصين هي أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة عام 1958. في عام 1963، بدأت الصين في إرسال فريق طبي إلى الجزائر، وكان هذا أيضا أول فريق طبي ترسله الصين إلى الخارج. في عام 1971، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاقتراح الذي قدمته الجزائر والدول الأخرى، لاستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة. وفي عام 2014، أصبحت الجزائر أول دولة عربية تقيم شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين، وتم توقيع أول خطة خمسيّة للتعاون الإستراتيجي الشامل بين البلدين، وفي عام 2022، تم توقيع الخطة الخمسية الثانية للتعاون الإستراتيجي الشامل، مما يساهم في توجيه التبادل والتعاون بقوة بين البلدين في مختلف المجالات.

تدعم الجزائر والصين بعضهما البعض بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية وذات الاهتمام لكل منهما. تلتزم الجزائر دائما بسياسة صين واحدة، ودعمت الصين بموقف واضح في القضايا المتعلقة بمصالح الصين الجوهرية. كما تدعم الصين بقوة الجزائر في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها، وتدعم الجزائر في اتباع مسار التنمية الذي يناسب الظروف الوطنية الخاصة بها، وتعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للجزائر.

–تطور جياش للتعاون والمنفعة المتبادلة

في عام 2018، انضمت الجزائر إلى مبادرة “الحزام والطريق”. وفي ظل التوجيه الإستراتيجي للرئيس عبد المجيد تبون والرئيس شي جين بينغ، تطورت العلاقات الجزائرية الصينية بشكل شامل ومتعمق، وتحققت منجزات مثمرة في إطار البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”. وفي أكتوبر 2020، تم افتتاح جامع الجزائر الكبير بشكل رسمي، وهو مشروع رمزي لبناء “الحزام والطريق”. كما تشمل الإنجازات المهمة للتعاون الصيني الجزائري أيضا الطريق السيار شرق-غرب، وألكومسات-1، والملعب الأولمبي في وهران وما إلى ذلك. علاوة عن ذلك، ارتفع حجم التجارة الجزائرية الصينية من مليار دولار أمريكي في عام 2003 إلى 10.3 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ما يدل على أن التعاون التجاري بين البلدين نشط بشكل غير مسبوق. وبمناسبة الذكرى 65 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين، قام الرئيس تبون بزيارة الصين لأول مرة خلال فترة ولايته، ووقع الجانبان الجزائري والصيني عددا من وثائق التعاون الثنائي في مجالات الزراعة والنقل والعلوم التكنولوجيا والاتصالات والتجارة والفضاء والتعليم وغيرها، سعيا إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين لتحقيق مزيد من التطورات.

–الدفاع بشكل مشترك عن الإنصاف والعدالة الدولية

تتمسك الجزائر والصين دائما بمبادئ الإنصاف والعدالة في الشؤون الدولية، وتعملان على التسوية السياسية السلمية للقضايا الإقليمية الساخنة. يدعو الجانبان إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. تقدر الصين الجهود النشطة التي يبذلها الرئيس تبون لتحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية والمصالحة الداخلية الفلسطينية، وكذلك “إعلان الجزائر” الصادر في هذا الصدد. يلتزم كل من الجزائر والصين بممارسة تعددية الأطراف الحقيقية، إن هاتين الدولتين الناميين الرئيسيتين تتعاون على الساحة الدولية له أهمية كبيرة للسلام والاستقرار والتنمية للعالم.

ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال المؤتمر بمناسبة الذكرى السبعين لنشر المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، أنه يتعاظم زخم “الجنوب العالمي” بشكل ملحوظ، وهو يلعب دورا حاسما في الدفع بتقدم البشرية. عند نقطة انطلاق جديدة من التاريخ، ينبغي أن يمضي “الجنوب العالمي” قدما يدا بيد بموقف أكثر انفتاحا وشمولا، في طليعة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. إن الجزائر والصين تعززان التعاون بين الجنوب والجنوب، لن يساعد في رفع القوة الشاملة للدول النامية والحفاظ على المصالح الشرعية للدول النامية بشكل أفضل فحسب، بل سيساهم أيضا في دفع عجلة التعددية وتحقيق السلام والرخاء العالميين.