شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى
كاتبة مصرية وناشطة سياسية وحقوقية
خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربى – الصينى بالعاصمة الصينية بكين فى 30 مايو 2024، وبحضور عدد من الرؤساء العرب، أشار الرئيس الصينى شى جين بينج فى كلمته، إلى أن بلاده ستقدم مزيدا من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ، وستدعم وكالة الأنروا بقيمة 3 ملايين دولار، كما دعا إلى عقد مؤتمر دولى للسلام يركز على إنهاء الحرب فورا فى قطاع غزة، وإعادة الإعمار. وقال إن بلاده تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف “فى الوقت الذى تتسبب فيه الحرب المتصاعدة، فى معاناة كبيرة فى قطاع غزة، فإنه لا ينبغى أن تغيب العدالة للأبد، أو يتزعزع حل إقامة الولتين، ولا يجوز استمرار الحرب الحالية فى غزة إلى أجل غير مسمى”. وأكد على أن بلاده مستعدة للعمل مع الدول العربية، لحل القضايا الملحة، والحفاظ على مبادىء العدالة والإنصاف، وتحقيق السلام والاستقرار والأمن الدولى المستدام.
وأشاد الرئيس الصينى بتقدم وتعزيز العلاقات الصينية – العربية منذ حضور القمة العربية الصينية الأولى فى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية فى ديسمبر 2022، وأشار إلى أن الصين، ستستضيف القمة الثانية فى 2026، من أجل الاستمرار فى التعاون، على أساس الكسب المشترك والمنفعة المتبادلة، ومن أجل العمل مع الجانب العربى بروح التسامح، لبناء العلاقات الصينية العربية كنموذج يُحتَذى به، للتعايش المتناغم بين مختلف الحضارات.
وأجمع الرؤساء والملوك والوزراء، الذين حضروا الدورة العاشرة لمنتدى التعاون الصينى – العربى، على أن العالم يحتاج إلى التكاتف لمواجهة التحديات المشتركة الخاصة بحل الصراعات، ومواجهة التغيرات المناخية والبيئية، والحفاظ على وحدة الأراضى العربية، ورفض التدخلات الأجنبية، بجانب استمرار الجهود فى منع انتشار أسلحة الدمار الشامل فى المنطقة، حفاظا على الأمن والاستقرار. وأشاد الجميع بدور الصين الكبير تجاه القضية الفلسطينية برفض التهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم والعمل على الإنفاذ الفورى والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وأيضا دور الصين فى مجلس الأمن والأمم المتحدة، فى دعم ومساندة الشعب الفلسطينى.
وفى كلمته أمام المنتدى أشاد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، إلى تقدير مصر إسهام الصين على مدى السنوات الماضية، فى دعم مشروعات التنمية فى مصر، وأكد على أهمية دفع العلاقات بين مصر والصين فى مختلف المجالات، فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمع بين البلدين، وأيضا دفع المشروعات المشتركة، فى قطاعات الإنشاءات والاتصالات والسياحة والأمن والقطاع المالى، وقطاع الطاقة والتكنولوجيا والنقل.
كما أكد الرئيس السيسى على أن العلاقات السياسية العربية الصينية، تقوم على عدد من الأسس الراسخة، على رأسها الحرص المتبادل على أمن واستقرار ومصالح الشعوب، ورفض الاعتداء على سيادة الدول. وأضاف رئيس مصر “يهدف المنتدى العربى – الصينى إلى تحقيق عدد من الأهداف الاقتصادية والسياسية الرئيسية، منها تعزيز التعاون بين دول (جنوب – جنوب) وتشكيل نظام عالمى أكثر عدالة، ونقل وتوطين التكنولوجيا، ومكافحة التغير المناخى، وضمان الأمن المائى، وتحقيق التقدم والازدهار”.
واعتمد المؤتمر ثلاث وثائق هى إعلان بكين، وخطة تنفيذ المنتدى 2024 – 2026، وبيان مشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، وعبَّر هذا البيان عن القلق العميق لدى الدول العربية والصين، إزاء الصراع الذى طال أمده فى غزة، والذى أدى إلى أزمة إنسانية، ودعا البيان إلى وقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية ودعم عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة.
كما وقَّعت الصين خلال المؤتمر عددا من وثائق التعاون الثنائى، ومتعدد الأطراف، مع الدول المشاركة، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فى مجالات السياسة والاقتصادوالتجارة والاستثمار والتمويل والبنية التحتية والتبادل الثقافى.
إننا نتطلع إلى مزيد من التعاون الصينى العربى، والصينى الأفريقى، والصينى المصرى، من أجل تقدم وبناء الدول ومن أجل مصلحة الشعوب ومن أجل السلام والاسقرار والرخاء.