شبكة طريق الحرير الاخبارية/
رسالة الى المجتمع الدولي.. ينبغي ضمان حق عودة الأذربيجانيين الى موطنهم الأصلي “أذربيجان الغربية”
فؤاد حسين زاده، رئيس الاتحاد العام لدعم الصحفيين لنشاط المغتربين.
إن التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ارتكبتها أرمينيا ضد الأذربيجانيين ليست من الماضي البعيد، إن جرائم الحرب هذه تؤكدها حقائق تاريخية راسخة. بالإضافة إلى ذلك تعرض آلاف من مواطنينا للتطهير العرقي في أذربيجان الغربية وكاراباخ كشهود… في 1988-1991، حيث تم طرد اللاجئين في أزيد من 300 مستوطنة في أذربيجان الغربية، وفقًا لعملية الإحصاء التي أجريت لكل عائلة (الاسم، اللقب).
ويقدر الضرر الذي لحق أذربيجان الغربية بأكثر من خمسين (50) ألف أسرة مضطهدة، وعلى العموم يجب أن يعرف المجتمع الدولي حجم الإبادة، ويضمن حق العودة لأكثر من 300 ألف أذربيجاني تم ترحيلهم من أرمينيا.
لا شك أنه في يوم من الأيام سيعود مواطنونا من أرمينيا إلى أذربيجان الغربية، ومن أولئك الذين ينتظرون ذلك اليوم “إرادا ريزازادي” عالم فقه اللغة، فقد اشتاق إلى موطنه يريفان منذ ما يزيد عن 36 عامًا، حيث بقي منزل وقبور أقاربه في أرمينيا.
أما السيدة إرادة، فهي لا تزال تحتفظ بجواز سفرها الذي يثبت إقامتها منذ فترة طويلة في تلك الأماكن، متيقنة من أنها ستعود قريبًا إلى موطنها الأصلي، لقد كان “إرادا ريزازادي” شاهدا حيا على بشاعة إخراج الأذربيجانيين من منازلهم وتدمير معالهم التاريخية في يريفان.
وصرح “إرادا ريزازادي” لوسائل الإعلام أن الأرمن لطالما ارتكبوا عبر التاريخ إبادات جماعية ضد الأذربيجانيين في فترات مختلفة ودمروا آثارهم الدينية وأسماءهم الجغرافية. كما تحدث عن ما يراوده من أفكار في المدينة التي يعيش فيها، وكذلك عن الخيانة والعداء الأرمني الذي واجهه خلال عمله، وأعرب عن ثقته بأنه سيعود إلى موطنه الأصلي وأن بيئة الأذربيجانيين ستتم من جديد، ويطالب باعتباره أحد سكان يريفان، بالحكم الذاتي عن أرمينيا.
درس “إرادة رزازادي في إيرافان” وقام بعد ذلك بتدريس طلابه في الكلية التقنية الزراعية الأذربيجانية الواقعة في إيرافان: “كان يدرس في هذه المؤسسة التعليمية، التي كانت تعمل حتى عام 1988، في أوقات مختلفة، علي يوزباشييف، وأسغار كانجيرلينسكي، وحبيب محمد زاده، وخليل سفروف، وإسماعيل شكورزاده، ومحمد فرجوف، وكان بقيادة رضا حسنوف، وعباس ساديجوف، وصابر أسدوف، وجعفر إلياسوف، وعباس مصطفاييف، وسفر سفاروف، ونصرت ساديجوف. واليوم، يعيش الأذربيجانيون الغربيون فكرة حلم العودة إلى أراضي أجدادهم، إنه حقهم الطبيعي والتاريخي والإنساني في العودة…
وتعيش السيدة “سعدات محرموفا” رئيسة الاتحاد العام للأسرة والأطفال الصحيين، وضعا مشابها، فهي أصلا من أذربيجان الغربية، تقول: “جدي محرموف نصر الدين خودافيردي أوغلو وجدتي محرموفا برايس، جاء كهرمان جيزي إلى أذربيجان الغربية عام 1937 وتم ترحيلهم من قرية أجودو في منطقة جاراكيلسا (سيسيان) إلى مقاطعة فضولي، تم نقل بعض أقاربهم قسراً إلى هنا عام 1915، ورغم أنني لم أرى جدي، إلا أنني أتذكر ما قالته جدتي عن أذربيجان الغربية وسأتذكر كلماتها طوال حياتي، جدتي عاشت معنا وكانت تتحدث دائماً عن الفظائع التي ارتكبها الأرمن بحقهم، وتقول أيضا: “إن اضطهاد الأرمن لمواطنينا وسرقة الحيوانات من المراعي كان فظيعا، بمعنى آخر، تسبب الأرمن في مشاكل كثيرة، وعاش الأذربيجانيون معاناة لا يمكن تصورها، خاصة عندما تم ترحيلهم”.
وبدوره يؤكد السيد شاه إسماعيل إسماعيلوف، ، دكتور في الفلسفة والتاريخ، أستاذ بجامعة أذربيجان للغات وجامعة أذربيجان، يؤكد على ضرورة العودة إلى قرية جولو التابعة لمنطقة أماسيا في منطقة أغبابا بأذربيجان الغربية، لأنها موطن أجداده.
يقول شاه إسماعيل إسماعيلوف، الذي ولد في قرية جولو عام 1956: “إن أيام طفولتي وشبابي الجميلة قضيتها هناك، من عام 1984 إلى عام 1988، عملت كرئيس للجنة التنفيذية لمجلس قرية ينيول، كل لحظة أحلم وأشعر بنفسي في تلك الأراضي، أجدادنا عاشوا هناك، أرواح أحبائنا في مكان غريب، كانت لدينا تقاليدنا الخاصة في الحداد، في حفلات الزفاف، وثقافة الزراعة والمطبخ، كانت لنا دور العبادة والمقدسات، كما كان لدينا أفضل الأنهار والبحيرات، وجميع أنواع البط والإوز والأسماك، بالإضافة إلى كل الكائنات الحية”.
لم يفقد رف إيرافان مجده، فقد كان رمزا للصداقة، يقول: في بعض الأحيان كنت أسأل جدي متى انتقلوا إلى هنا، ربت جدي على رأسي وقال: “لقد عاش أجدادنا هنا منذ زمن طويل، وتضم منطقة أماسيا 32 قرية، عاش الأذربيجانيون في 27 منها، والأرمن في 5، كان عدد سكان هذه المنطقة 21 ألف نسمة، 18 ألف أذربيجاني، و5 آلاف أرمني.
لقد عاشوا معًا في حي “ودود” وكعادتهم، نشر الأرمن دعايتهم حول العودة القانونية للأذربيجانيين الغربيين إلى أراضيهم، ومن المؤسف أن القيادة الأرمينية لم تتمكن من قبول الطلب المشروع للأذربيجانيين الغربيين بالعودة إلى أرضهم الأصلية بطريقة آمنة وكريمة، ولذلك يجب على أرمينيا أن تتوقف عن الخطاب التشهيري العدواني ضد بلدنا من مختلف المنابر الدولية، لأن الأذربيجانيون يِؤيدون التعايش في كل من أذربيجان الغربية وفي كاراباخ.
وختاما يجب أن يعرف المجتمع الدولي هذه القضية، إن الأذربيجانين الغربيين يريدون العودة إلى أراضي أجدادهم والعيش في سلام، والحاجة اليوم ماسة لدعم المجتمع الدولي لعودة الأذربيجانيين الغربيين.