شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم فيحاء وانغ شين، كاتبة صحفية صينية
يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى فرنسا وصربيا والمجر في الفترة الممتدة من 5 إلى 10 من مايو ، و هي تعد أول زيارة يقوم بها الرئيس شي إلى أوروبا خلال السنوات الخمس الماضية. لقد شهد العالم خلال السنوات الخمس المنصرمة تغيرات كبيرة ، ولكن في ظل التوجيه الاستراتيجي لدبلوماسية رؤساء الدول، ظلت العلاقات بين الصين وهذه الدول الثلاث مستقرة وسط العاصفة التي يشهدها العالم ، اذ أظهرت زخما جيدا للتنمية. ستفتح زيارة الرئيس شي هذه فصلا جديدا في تاريخ علاقات الصين مع هذه الدول الثلاث، التي ستعمل على توسيع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، لاحظت العديد من وسائل الإعلام أن الدول الثلاث التي زارها الرئيس شي هذه المرة ممثلة للغاية : فتعد فرنسا أول دولة غربية كبرى تقيم علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء مع جمهورية الصين الشعبية، اذ كانت العلاقات الصينية الفرنسية منذ فترة طويلة في مقدمة العلاقات الصينية الغربية؛ اما صربيا فهي أول شريك استراتيجي شامل للصين في أوروبا الوسطى والشرقية ، فهي بمثابة “الصديق الحديدي” للصين؛ و فيما يخص المجر فهي دولة مهمة في أوروبا الوسطى والشرقية وشريك مهم للصين في تعزيز البناء المشترك ل”الحزام والطريق” والتعاون بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية. و يتوقع الناس أنه من خلال “النهج القائم على النقاط” المتبع من قبل هذه الدول الثلاث، فإن النغمة الرئيسية للتعاون الودي بين الصين والاتحاد الأوروبي سوف تستمر طوال فترة هذه الزيارة .
لقد شاهدت العلاقات بين الصين و الاتحاد الاوروبي خلال السنوات الخمس الماضية، العديد من التقلبات، كما كان لوباء كوفيد-19 والصراع بين روسيا وأوكرانيا وما إلى ذلك تأثير معين على العلاقات بين الجانبين.
وبينما تصنف الولايات المتحدة الصين على أنها “منافسها الاستراتيجي الرئيسي”، كثفت واشنطن جهودها لجذب أوروبا، وأصبحت كيفية الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي اختبارا رئيسيا لأوروبا. ومن المهم بشكل خاص أن تصر أوروبا على أن علاقاتها مع الصين ليست مستهدفة أو معتمدة عليها أو خاضعة لسيطرة طرف ثالث.
وفي ظل هذا الوضع، فإن الإشارة المهمة التي أرسلتها رحلة الرئيس الصيني إلى أوروبا هي أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن موقف الصين المتمثل في توسيع التعاون مع أوروبا ودعم الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا لم يتزعزع على الإطلاق.
ويمكن القول إن الدبلوماسية على المستوى الرئاسي هي المرساة التي تحافظ على استقرار السفينة العملاقة بين الصين وأوروبا وثباتها في مواجهة الرياح والأمواج. وإذا أخذنا فرنسا كمثال، فبالرغم من التقلبات التي شهدتها العلاقات الصينية الأوروبية، حافظت الصين وفرنسا دائمًا على استقرار كبير في مواقفهما التعاونية في العديد من القضايا في الحوكمة العالمية الدبلوماسية.
ومنذ العام الماضي، تم استئناف التبادلات بين الصين والاتحاد الأوروبي على جميع المستويات بشكل كامل، وقد ساعد صبر الصين وحسن نيتها على تغيير وجهة نظر المزيد من الأوروبيين تجاهها ، حيث اصبحوا يرون أن الصين تمثل فرصة وليست خطرا على أوروبا، شريكا وليس خصما. إن استعداد أوروبا للتعاون مع الصين يتزايد بشكل عام، ونحن على يقين بأنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للدبلوماسية على المستوى الرئاسي، ستتوصل الصين وأوروبا إلى ثلاثة تفاهمات استراتيجية ضمنية على الأقل. فأولا، الصين وأوروبا ليستا متنافستان ، بل هما صديقتان وشريكتان ، يمكن أن تثق كل منهما على الأخرى .
ولم تشكل ابدا العلاقات بين الصين وأوروبا عائقا أمام تحقيق كل منهما للمصالح الجوهرية، فالاختلافات في القيم والأنظمة السياسية ونماذج التنمية بين الجانبين توفر أساسا للتعلم المتبادل بين الحضارات والتعلم من نقاط القوة لكل منهما. ثانيا، إن تحقيق كلا من الصين او أوروبا التنمية الناجحة يعد “خبر جيد” لبعضهما الآخر، وليس العكس .
ان الصين سوف تستمر في دعم أوروبا في سعيها إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي ،فكلما تطورت أوروبا، أصبح الغرب أكثر استقراراً. و يتعين على أوروبا أيضاً أن تفتح قلبها، وتحتضن الصين وتدعم جهودها في تعزيز التحديث الصيني النمط. وكلما تطورت الصين، ازداد الازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ثالثا، فيما يتعلق بالقضايا العالمية المهمة، يمكن للصين وأوروبا أن تعملا بشكل مشترك على بناء روابط جديدة عابرة المناطق والحضارات والمجالات، والعمل جنبا إلى جنب لمساعدة بعضهما البعض و العالم على مواجهة التحديات المستقبلية .