شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: باي يوي إعلامي صيني
في الرابع من مايو تحتفل الصين ببيوم الشباب، ويعود يوم تأسيسه إلى اندلاع حركة الرابع من مايو في عام 1919. ويهدف هذا العيد إلى تشجيع الشباب على الاعتزاز بأوقاتهم الجميلة والسعي نحو التقدم بنشاط.
عندما نستعرض إنجازات التبادلات الشعبية بين الصين والدول العربية، نجد أنه تم تنفيذ تعاون متنوع في مجالات الشباب والأحزاب السياسية والتعليم والصحة والثقافة وغيرها، مما قام وسع التبادل الشعبي وعمق التفاهم المتبادل. ولهذا دور هام في تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التواصل بين الشعوب وتبادل الحضارات بين الصين والدول العربية.
في عام 2016، ومن أجل إضافة طاقة جديدة للتبادلات الشعبية بين الصين والدول العربية، تم الاتفاق على بناء مشروع “طريق الحرير الأدبي”، الذي يشمل ترجمة 100 عنوان من الكتب الكلاسيكية الصينية والعربية بين البلدين؛ وتعزيز التواصل بين المراكز الدراسية، ودعوة 100 خبير وعالم لزيارات تبادلية؛ وتوفير فرص تدريب لـ 1000 قائد شاب عربي، ودعوة 1500 قائد سياسي عربي لزيارة الصين لتعزيز التبادل وبناء شبكة من الشباب الودود والقادة السياسيين؛ وتوفير 10000 منحة دراسية و10000 فرصة تدريب، وتنظيم زيارات تبادلية لـ 10000 فنان من الصين والدول العربية… وحتى الآن، يجري تنفيذ هذه الخطط تدريجياً.
وقد قدمت الصين تدريبًا لمختلف أنواع الكفاءات ما يقرب من 25 ألف شخص من الدول العربية، وقدمت حوالي 11 ألف منحة دراسية حكومية لهذه الدول، وأرسلت 80 دفعة من الفرق الطبية، تضم ما يقرب من 1700 فرد إلى الدول العربية. حتى شهر أكتوبر 2023، أعلنت 4 دول عربية إدراج اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطنية، وأنشأت 16 دولة عربية أقسامًا للغة الصينية في جامعاتها، وأنشأت 13 دولة عربية 20 معهد كونفوشيوس. وعدد طلاب عربيون الذين يدرسون في الصين يزيد عن 20 ألف شخص سنويًا.
في السنوات الأخيرة، شهدت الدول العربية ارتفاعًا مستمرًا في “تعلم اللغة الصينية”، حيث يتمكن المزيد والمزيد من الشعب العربي من كتابة الحروف الصينية والتحدث باللغة الصينية. حتى الآن، قد قامت 4 دول عربية، وهي السعودية ومصر والإمارات وتونس، بإدراج اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطنية. ذكرت صحيفة “أوكاز” السعودية أن وزارة التعليم السعودية قدمت سلسلة من التحفيزات لتشجيع تعلم اللغة الصينية. على سبيل المثال، سيتم اعتبار مشاركة الطلاب في دورات اللغة الصينية كخدمة تطوعية؛ ستختار وزارة التعليم الطلاب المتميزين على مستوى البلاد وتكرمهم، وستقدم لهم فرصًا للدراسة والبحث في الصين كمكافأة.
وتزايد التبادلات المكثفة بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات أدى إلى زيادة “حماسة اللغة الصينية”، مما جعل الشعوب العربية تحب تعلم اللغة الصينية. وباعتباره وسيلة للتبادل الحضاري، جعلت اللغة الصينية الشعوب العربية تفهم الصين بشكل أعمق، مما يعزز الروابط بين الشعوب ويعزز التعاون بين الصين والدول العربية.
في السنوات الأخيرة، حققت الصين والدول العربية إنجازات ملموسة في مجال تبادل الشباب:
في 26 أبريل 2024، أُقيمت ندوة تبادل الشباب للتعرف على الحضارات الصينية والمصرية في الأقصر بمصر، وشارك في الفعالية أكثر من 150 شابًا من مختلف القطاعات مثل الحكومة المصرية والجامعات والمؤسسات البحثية ووسائل الإعلام. هذا الحدث قدم للشباب الصيني والمصري فرصة قيمة للتواصل والتفاعل والمساهمة في تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الحكم والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، وله دور مهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.
في 30 نوفمبر 2023، انعقدت الدورة الأولى لمنتدى تنمية الشباب الصيني العربي في هاينان، وحضر المنتدى أكثر من 200 شخص من سفراء ودبلوماسيين من 22 دولة عربية معتمدين لدى الصين وشباب من مختلف المجالات. خلال فترة الفعالية، زار الشباب الصيني والعربي جامعة هاينان لفهم نموذج تدريب الكفاءات في الصين، وقاموا بمناقشات عميقة حول التعليم العالي والابتكار التكنولوجي والخدمة الاجتماعية التطوعية. هذا المنتدى قدّم فرصًا للشباب الصيني والعربي لتعزيز تطويرهم والمساهمة في خلق مستقبل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، نظمت سلسلة من الفعاليات التبادلية الودية التي شارك فيها الشباب الصيني والعربي، مثل حوار الشباب الصيني العربي، وبرنامج سفراء الشباب الصداقة الصينية العربية، ودروس “حوار محطة الفضاء الصينية” عبر الإنترنت. كشباب يحملون راية الصداقة التقليدية والتعاون الودي، يضفي الشباب الصيني والعربي حيوية الشباب المستمرة على تطوير العلاقات بين الصين والدول العربية، ويظهرون المسؤولية والتزامهم بمواكبة العصر.
أن الشباب هم مستقبل الوطن وأمل الأمة. وفي نهاية العام الماضي، عقدت القمة الصينية العربية الأولى بنجاح. وفي القمة، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ “ثمانية إجراءات مشتركة رئيسية” للتعاون البراجماتي الصيني العربي، بما في ذلك الإجراءات المشتركة للمواهب الشابة، ورسم خطة جديدة لتعزيز التبادلات الودية بين الصين والشباب العربي. في المستقبل، إن شباب الصين والدول العربية سيكونون قادرين على حمل عصا التتابع للصداقة الصينية العربية، ونقل الصداقة التقليدية من جيل إلى جيل، والمساهمة بجهودهم لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.
بقلم: باي يوي إعلامي صيني