فى السادس عشر من مارس 2024، حذر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيت، مجلس الأمن الدولى، من أن مايقرب من خمسة ملايين شخص قد يعانون من “جوعا كارثيا” فى بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة. ويعد مستوى الجوع فى المستوى (الرابع) وهو المستوى قبل الأخير (الخامس) الذى يُطلق عليه “المرحلة القصوى”.
وأضاف جريفيت “إن المستويات الحادة من الجوع، سببها تأثير الصراع على الإنتاج الزراعى والأضرار التى لحقت بالبنية التحتية الرئيسية، ومصادر الرزق، وتعطل تدفقات التجارة، والزيادات الحادة فى الأسعار، والعوائق التى تسبب تعطل وصول المساعدات الإنسانية، والنزوح الواسع النطاق.
فى الفترة الأخيرة تزايدت التقارير والإحصاءات التى تتحدث عن الانتهاكات المرتكبة بحق النساء والفتيات فى السودان، منذ اندلاع الاقتتال بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف ب “حميدتى”.
ولقد وثَّقت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، بين أواخر إبريل إلى أواخر يونيو 2023، مسؤولية قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، عن ارتكاب عدد هائل من حالات الاغتصاب، اثناء هجومهم على “الجنينة” عاصمة غرب دارفور، ومنها اغتصاب النساء والفتيات، وبعض الحالات تعرضت للاغتصاب المتكرر من أكثر من رجل والبعض تعرضن للضرب بالرصاص بعد الاغتصاب، والتهديد لهن (لأنهن غير عربيات) إذا لم يتركن السودان إلى بلدان أخرى.
وعلى شرف الثامن من مارس 2024 “يوم المرأة العالمى”، دعا الاتحاد النسائى السودانى يوم الأحد السابع عشر من مارس إلى ندوة عبر الفضاء الإلكترونى، تحت عنوان ” المرأة السودانية فى مقاومة الحرب والجوع”، بحضور حشد من النساء السودانيات والعربيات عضوات “ائتلاف كرامة وحقوق النساء”، من عدد من الدول العربية منها مصر والعراق ولبنان.
قدمت وأدارت اللقاء بجدارة السيدة الفاضلة المناضلة نعمات كوكو، وتحدثت كل من السيدة بخيتة أحمد عثمان عضو الاتحاد النسائى السودانى، والسيدة نفيسة حجر عضو هيئة محامى دارفور.
لقد تناولت المتحدثات تأثيرات الحرب الاقتصادية والاجتماعية على النساء وخاصة فى مجال الزرعة، بجانب دور النساء فى مواجهة الحرب والجوع، حيث أكدت السيدة بخيتة عثمان، على أنه تم ترك الأرض الزراعية نتيجة للحرب والنزوح لأماكن آمنة، أو اللجوء لدول الجوار مما يهدد السودان بشبح المجاعة، وأضافت أن الكارثة تهدد 20 مليون سودانى وسودانية ب “الجوع الحاد” معظمهم من النساء، كما أن 5 ملايين شخص مهددين بالجوع فى مستوى “حالة الطوارىء” أى الذين لا يستطيعون توفير وجبة واحدة يوميا، ومعنى ذلك الموت البطيء، وأشارت السيدة بخيتة إلى أن 200 ألف طفل فى دارفور مهددين بالجوع، وأن 40% من الأطفال بالسودان يعانون سوء التغذية.
وتناولت الحديث السيدة نفيسة حجر مؤكدة على أن السودان دخلت فى مجاعة حيث توقفت الزراعة بسبب الحرب، كما أن الأوبئة والأمراض انتشرت فى أماكن كثيرة فى السودان، كما أوضحت أن الفجوة الاقتصادية فى السودان وصلت إلى 80% مما يهدد بمزيد من الفقر والمعاناة، وأن وضع النساء يزداد سوءاً يوما بعد يوم فى دارفور غرب السودان حيث تُختطف السيدات والفتيات ويتم احتجازهن فى ظرف أشبه بالعبودية، وزد على ذلك إقدام البعض على بيع النساء والفتيات.
ولقد أجمع الحضور فى نهاية اللقاء على أهمية التنسيق بين المنظمات النسائية العربية والأقليمية والدولية، وتكوين جبهة نسائية للعمل معا من أجل مواجهة ماتتعرض له النساء من عنف فى السودان ومن أجل مواجهة الحرب والجوع، ومن أجل مواجهة الصراعات والنزاعات فى كافة أنحاء العالم وفى مقدمتها السودان وفلسطين.
وطالب الحضور ب:
تضامن نساء العالم مع نساء السودان فى مواجهة الحرب والجوع.
الضغط على طرفى الصراع فى السودان لوقف الحرب فورا الدائرة فى السودان، ومحاكمة مجرمى الحرب، أمام المحاكم الدولية، الذين اعتدوا على النساء والفتيات والأطفال وقاموا بالقتل والتدميرن ونهب الممتلكات، وتعتبر كل هذه الجرائم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
إيقاف الاتجار بالفتيات والنساء.
الحفاظ على وحدة السودان دولة وأرضا وشعبا والوقوف ضد السياسات الاستعمارية الأمريكية والغربية التى تقوم على تأجيج الصراعات الدينية والعرقية لتقسيم السودان.
البحث الاستقصائى عن كافة الآثار الناجمة عن هذه الحرب اقتصاديا واجتماعيا والآثار النفسية الأليمة والكبيرة.
الحد من الجوع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى مناطق انتشار المجاعة، والتى لاتصل نتيجة للاضطرابات الأمنية، وسيكون من نتائجها الموت البطىء لمئات الآلاف من السودانيين.
وقدمت النساء المشاركات من كافة الدول التحية للمرأة الفلسطينية الصامدة والتى تقف بشموخ وجسارة ضد العدوان الصهيونى الوحشى، من أجل الدفاع عن الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية والدفاع عن شرف وعزة وكرامة الأمة العربية، والدفاع عن الأمن القومى المصرى، والأمن القومى العربى.
كل التحية لنساء السودان وفلسطين.