شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم:باي يوي إعلامي صيني
في السنوات الأخيرة، أصبحت كيفية التعامل مع “العجز الأمني” قضية خطيرة تواجه العالم. ظلت الصين تعمل على ضخ الطاقات الإيجابية للإستقرار في الشرق الأوسط. حاليا، تشهد هذه المنطقة دخان النزاعات والتوتر المستمر، وتتطلع شعوب دول المنطقة بشدة إلى تحقيق السلام والأمن والتنمية. فإن الطاقات الإيجابية التي تقدمها الصين مهمة للغاية.
عقدت الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني مؤتمرا صحفيا يوم 7 مارس الجاري، حيث أجاب عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول سياسة الصين الخارجية والقضية الفلسطينية الإسرائيلية، موضحا موقف الصين العادل لتقديم الحل الصيني لاستقرار الشرق الأوسط..
تعميق التواصل وتعزيز الثقة المتبادلة وضخ الطاقة الإيجابية للاستقرار الاستراتيجي
في السنوات الماضية، بذلت الصين والدول العربية جهودا مشتركة، وعززت الثقة المتبادلة من خلال التضامن والتعاون بروح الفريق الواحد. في الوقت الراهن، تعمل الصين والدول العربية يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، الأمر الذي أوجد نموذجا جديدا للتعاون بين مختلف الحضارات.
في مطلع هذا العام، تبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ برقية التهنئة مع الرئيس التونسي قيس سعيد بمناسبة الذكرى الـ60 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، وقام وزير الخارجية وانغ يي بالزيارة إلى مصر وتونس، كما قام نائب رئيس مجلس الدولة ليو قوه تشونغ بزيارة الجزائر، وحضر نواب وزراء خارجية العراق وإيران واليمن إلي الصين للمشاورة، الأمر الذي يعكس بداية سلسة للتبادل السياسي بين الصين والدول العربية على كافة المستويات في العام الجاري. في المقابل، أطلق الكثير منها في السنوات الأخيرة صوتها علنا في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة وغيرها من مؤسسات متعددة الأطراف لحقوق الإنسان، تعبيرا عن الدعم للصين في المسائل المتعلقة بشينجيانغ عبر طرق مختلفة. كما أكدت الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي علنا ومجددا على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة في أعقاب ما يسمى بـ”الانتخابات الرئاسية والتشريعية” الأخيرة في منطقة تايوان.
إعلاء العدالة وحشد القوة وضخ الطاقة الإيجابية للاستقرار والأمن
ظلت دول الشرق الأوسط تعاني من القضايا الساخنة المتشابكة والنزاعات والخلافات المعقدة منذ سنوات طويلة، إن الصين، كونها دولة كبيرة ومسؤولة وصديق حميم وشريك عزيز لدول المنطقة، تسعى دائما إلى لعب دور إيجابي. في هذا السياق، ساهمت وساطة الصين الحثيثة في إنجاح المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران، وإطلاق “موجة المصالحات” في منطقة الشرق الأوسط.
لقد استمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأكثر من مائة يوم، وظلت الصين تقف بحزم إلى جانب العدالة والإنصاف، وتبذل جهودا مضنية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين. إن تداعيات الصراع قد طالت سورية والعراق ولبنان واليمن وغيرها من الدول، وأدت إلى التصعيد الحاد للوضع في البحر الأحمر، الأمر الذي يثبت مجددا أن القضية الفلسطينية هي دوما لب قضية الشرق الأوسط. وشدد وزير الخاريجية وانغ يي في المؤتمر الصحفي على أنه لا يمكن الخروج من دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي والتخلص من البيئة التي تخلق الأفكار المتطرفة بكافة أنواعها وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ “حل الدولتين” على نحو شامل.
وستواصل الصين الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والموقف الموضوعي والعادل، والحلول السياسية ومعالجة المشاكل من ظواهرها وبواطنها في آن واحد، وستعمل مع دول الشرق الأوسط وغيرها من الأطراف ذات الصلة في المنصات الثنائية ومتعددة الأطراف، على استعادة الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر، والدفع بوقف إطلاق النار وتحقيق “حل الدولتين” في غزة في أسرع وقت ممكن.
تعزيز التعاون والسعي للكسب المشترك وضخ الطاقة الإيجابية للاستقرار والتنمية
في السنوات الأخيرة، تقدم التعاون العملي بين الصين والدول العربية بخطوات ثابتة. في العقد الماضي الأخير، شاركت الدول العربية بعمق في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وحققت إنجازات مثمرة.
في بداية السنة الجديدة، حقق التعاون بين الصين والدول العربية في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية العديد من الإنجازات الجديدة، حيث حقق العديد من مشاريع البنية التحتية تقدما جديدا، مثل مرفأ الحاويات ومباني المكاتب والأنفاق في المدن، وحقق التعاون الثنائي إختراقات جديدة في مجالات الطاقة والأقمار الاصطناعية والمالية والشحن البحري، وزادت الرحلات الجوية المباشرة بين الجانبين… تدعو الصين إلى التعددية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، وستعمق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول العربية، وتعمل مع السعودية ومصر والإمارات وإيران وغيرها من الأعضاء الجدد لمجموعة بريكس على تعزيز التعاون في إطار “بريكس الموسعة”، وإعلاء صوت دول الجنوب داخل مجموعة العشرين ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ وغيرها من المنصات متعددة الأطراف.
تنبع الطاقة الإيجابية من الطريق المستقيم، وسوف تتخذ الصين التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية كمنصة، وتعمل مع كافة الدول العربية على مواجهة التحديات وتحقيق الرخاء المشترك، بما يضخ الطاقات الإيجابية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.