شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: وارف قميحة*
*رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني (طريق الحرير)
في مناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والتي تصادف في الأول من تموز (يوليو) من العام الجاري، لا يسعنا إلا أن نحيي القيادة الصينية الرشيدة والحازمة الممثلة في تولي شؤون الحزب والدولة وتوفير السبل كافة لسعادة الشعب.
بسرعة قياسية أنهى الحزب الشيوعي الصيني، وعلى مر التاريخ، الإرث شبه الاستعماري والإقطاعي، وأسس جمهورية الصين الشعبية التي أخذت بالاشتراكية فكراً ونظاماً وفق صيغة فريدة في خصوصيتها، وأمكن له تحقيق إنجازين كبيرين تمثّلا في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل.
من حق الحزب الشيوعي الصيني أن يَعتبر الأول من تموز يوماً تاريخياً بامتياز، ومن حقه أن يحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس حزب جماهيري كان سعيه الدائم الى سعادة الشعب الصيني ونهضة أمته وتحقيق الإنجازات التنموية الكبرى التي أسهمت في تقديم البشرية ورفاهيتها. في الأول من تموز هذا العام، قال الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ في الاحتفال بالذكرى، إن الصين حققت الهدف المئوي الأول، وهو إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي.
لا نجادل في صحة توجّهات القيادة الرشيدة والحازمة المتمثلة بنواتها الصلبة القائد شي جينبينغ، الذي بفعل توجهاته وأفكاره وخطواته العملية، وفّر للصين إنجازات تاريخية ضخمة بتحسين حياة الشعب والقضاء على الفقر بعد سنوات من الجهود، فإن جميع سكان الريف في الصين الذين يعيشون تحت خط الفقر الحالي، والبالغ عددهم 100 مليون نسمة تقريباً، تخلصوا من الفقر عام 2020، فيما أُسقطت جميع المحافظات الـ832 الفقيرة و128 ألف قرية من على قائمة الفقر منذ الإصلاح والانفتاح في الصين، ووفقاً لمعايير الفقر الحالية، حقق 770 مليوناً من فقراء في الريف هدف التخلص من الفقر؛ ووفقاً لمعايير الفقر الدولية للبنك الدولي، شكّل الصينيون الذين حدّوا من الفقر أكثر من 70% من سكان العالم الذين يسعون الى الهدف نفسه خلال الفترة نفسها، وتحقيق الرخاء وجعل الصين في مصاف الدول المتقدمة عالمياً، وهذا هو الجوهر الفعلي للاشتراكية، وعليه استمر إجمالي حجم الاقتصاد الصيني في الارتفاع ليصبح “قاطرة” النمو الاقتصادي العالمي.
عام 2010، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين 40 تريليون يوان (6.18 تريليونات دولار أميركي)، ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم؛ عام 2020، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 100 تريليون يوان (15.42 تريليون دولار أميركي) للمرة الأولى، بحيث تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تساهم الصين بأكثر من ثلث النمو الاقتصادي العالمي عام 2021، اليوم يتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10000 دولار، وتحسنت مستويات معيشة الناس تحسناً كبيراً؛
وتم بناء أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم، مع تأمين طبي أساسي يغطي أكثر من 1.3 مليار شخص وتأمين معاش أساسي يغطي ما يقرب من مليار شخص؛ كما نمت مساحة الغابات لأكثر من 30 عاماً متتالياً، نحو ربع المساحة الخضراء التي نشأت في العالم حديثاً من عام 2000 إلى عام 2017 هي من ضمن أراضي الصين، وتحتل نسبة مساهمتها المرتبة الأولى في العالم.
لا بد لنا من الإشادة والتطلع بفخر الى التجربة الصينية الغنية والأخذ بمندرجاتها، وهي التي استندت الى عوامل مميزة وفرت لها سُبل النجاح، إن عبر التمسك بالنواة القيادية الصلبة باعتبارها الضمانة، أو عبر الأخذ بالأفكار المرشدة الصحيحة، انطلاقاً من أن الشعب وحده محور الاهتمام. وما كان ليتم ذلك إلا بتعزيز دور الحزب بفعالية لتطوير المكاسب والتصدي للمخاطر.
في بلدنا الصغير لبنان الذي يعاني انهياراً كبيراً على الصُعد الاقتصادية والمالية والسياسية والمؤسساتية، نتطلع بصدق إلى أخذ الدروس من التجربة الغنية والقيادة الحكيمة، علّنا نرسي أسس العدالة والتنمية والتقدم ونعزز وحدتنا وسيادتنا واستقلالنا.