CGTN العربية/

منذ تفشي فيروس كورونا الجديد، أصبحت مصانع تجهيز الأغذية في العديد من البلدان حول العالم وخاصة مصانع اللحوم “أكثر الأماكن تضررا بالوباء”، ما تسبب في قلق عالمي واسع النطاق. من مصانع اللحوم إلى مصانع تصنيع المأكولات البحرية، ومن مصانع الكيمتشي إلى مصانع الحلوى، لماذا ينتشر فيروس كورونا الجديد على نطاق واسع في هذه الأماكن؟ بعد انتشار العدوى الجماعية، من هو المسؤول عن صحة العمال وسلامتهم؟

انتشار العدوى الجماعية في العديد من الدول حول العالم

كانت آخر المتضررين من الوباء مصانع الكيمتشي في مقاطعة تشنغتشونغ الجنوبية بكوريا الجنوبية. في الآونة الأخيرة، ظهرت حالات إصابات جماعية بفيروس كورونا الجديد بمصانع الكيمتشي في كوريا الجنوبية، ففي الـ2 من سبتمبر الجاري ظهرت أولى حالات الإصابة المؤكدة، ليصل عدد الإصابات حتى الآن إلى 20 شخصا.

وفقا لمعلومات صادرة عن وكالة المعايير الغذائية (FSA)، فقد ظهرت حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد في حوالي 40 مصنعا للأغذية في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية.

وفي ألمانيا، “غزا” الفيروس العديد من مصانع اللحوم. ففي شركة تونِّيس (Tönnies)- إحدى أكبر شركات تصنيع اللحوم بألمانيا- أصيب أكثر من 1900 شخص بكوفيد – 19.

كما أن الوضع في الولايات المتحدة غير مطمئن، حيث أشارت البيانات إلى أن أعداد المصابين من العالملين في قطاع صناعة اللحوم في الولايات المتحدة يقدر بنحو 41 ألف شخص.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت ألمانيا وأستراليا وبلجيكا والعديد من البلدان الأخرى ظهور إصابات جماعية في مصانع تجهيز الأغذية.

هل يرجع السبب لدرجات الحرارة المنخفضة لتخزين الأغذية أم تكدس العمال؟

إن أسباب تحول مصانع تجهيز الأغذية إلى “بؤرة” لكوفيد- 19، يمكن أن تكمن في البيئة الباردة لتخزين الأغذية داخل تلك المصانع، ما يساعد في بقاء الفيروس على الأسطح لفترات أطول؛ وتكدس العمال في مساحات صغيرة داخل خطوط الإنتاج، فيصعب عليهم الحفاظ على مسافة الأمان الاجتماعية، وقد يرجع السبب كذلك لقطرات الرذاذ التي تنتج عن المحادثات الصاخبة بين العمال، ما يزيد خطر انتشار الفيروس فيما بينهم.

من المسؤول عن سلامة العاملين في مصانع تجهيز الغذائية؟

بعد التأكد من إصابة 237 عاملا، طلب موظفو مصنع ريكسهام للمواد الغذائية في المملكة المتحدة إغلاق المصنع، لكن الإدارة رفضت ذلك.

وفي مصنع للدواجن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وعلى الرغم من إصابة ما لا يقل عن 358 شخصا ووفاة 8 أشخاص، أمر المسؤولون المحليون بإغلاق المصنع، ولكن المصنع لا يزال يطالب العمال بالاتزام بالذهاب إلى العمل. يقول أحد العمال: “يقولون أن لنا دور مهم في عملية الإنتاج، لكنهم يعاملوننا كمواد مستهلكة!!”.

العديد من الدول تبدأ بإتخاذ تدابير للوقاية من الوباء ومنع انتشاره في المصانع وبين العمال

في الوقت الحاضر، أصبحت كيفية الوقاية من الوباء ومكافحته في المصانع وحماية مصالح العمال مشكلة ملحة، يتعين على العديد من الحكومات وضع حل لها.

فقد حددت الحكومة البريطانية قواعد عمل آمنة للعاملين بمصانع الأغذية، بما في ذلك مطالبة العمال بالحفاظ على مسافة مترين بين بعضهم البعض إذا أمكن ذلك. كما تطالب جمعية تصنيع اللحوم البريطانية من المصانع بزيادة وتيرة التنظيف والتطهير، وترتيب ساعات عمل مختلفة، والالتزام بتنفيذ تدابير العزل.

ويوصي التقرير الصادر عن ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ بإبطاء الإنتاج أيضا، ووضع حواجز للعزل بين العمال، وإلزام العمال بارتداء الكمامات، وإلزام المصانع براتب العمال الذين يتم وضعهم في الحجر الصحي.