الأنباط الأردنية/
عيد النَّوْرُوز يَهل علينا سويًا مع عيد الأم لنقتبس منه مُرغمين ابتسامةً واسعة، قد تكون واحدة ووحيدة على مساحة سنتين في عالم كورونا الحالي.
نحتفل بالعيد أيضًا لأنه يَعني تجدّد دورة الحياة بعد زوال فصل الشتاء وإزاحة الصقيع لتحل محله شمسٌ ساطعة تمنح أجسادنا وبيوتنا حرارة حقيقية، نُحقّق بها قفزة سريعة تتزامن مع الأشجار والنباتات التي تتفتق بَرَاعِم أزهارها الجميلة، وإلى جوارها يتصابي “نَبّوتْ” الصَحَارى والجبال الأردنية العالية وسهول بلادنا الوسيعة.
أوطان وشعوب كثيرة تحتفل بهذا اليوم الجميل وبما يليه من أيام وأسابيع تسطع فيها شموس الكون، لتُضفي حلاوة على الخلائق وإن كان عامنا المنقضَي بائسًا كرواية “البؤساء” وَراويهَا، ومُغلقًا بأصفاد فولاذية على حواسنا وعواطفنا، وخالية من مشاعر في زمن الموت هذا.
لكن، وألف لكن، الاحتفال يختلف من دولة لأخرى، فهنالك أوضاع أخرى في عواصم عديدة تنشط شعوبها في الاحتفاء بمئات ملايينها بالنَّوْرُوز، وبعضها تسميه النَّيْرُوزُ، كونه “عيد رأس السنة الجديدة”، أو “يوم الاعتدال الربيعي”، الموافق للحادي والعشرين من آذار/مارس. وبهذه التسميات وغيرها تحتفل وتحتفي شعوب ودول كثيرة في قارات عديدة.
في الأردن تحتفل مجموعات قومية بهذا العيد الذي يتداخل باحتفالات عيد الأم وعيد الربيع وغيره من الأعياد المِلاح. ولهذا، لا بد لي الإشادة بصحيفة (الأنباط) الغراء، التي أصدرت نسخة/ صفحة أدرجت فيها مادة مصوّرة غنية عن النَّوْرُوز، وبالتالي تُشارك بنشاط إعلامي وعملي بالعيد، إلى جانب مَن يحتفلون به في أوساط شعبنا والشعوب الشقيقة الأخرى، التي منها أذربيجان.
في أذربيجان، بلاد النار، على سبيل المِثال لا الحصر، يرتقي الاحتفال بالعيد إلى مستوى الرئيس إلهام علييف وعائلته المِقدامة الكريمة، والدولة بأكلمها، التي تشد رحالها إلى أراضيها المُحرَرة بعد نحو ثلاثة عقود من الاحتلال الأرميني المتواصل ويومياته الدامية بحق مزارعي وفلاحي وريفيي ومدنيي وعمال وشباب ومسلمي ومسيحيي قره باغ، التي تحرّرت بالتزامن مع العيد الذي يَهلُ عليها لينعم على مواطنيها العائدين إلى ديارهم بكل السعادة والهناء والثقة بمستقبل راسخ الأساسات، والآمن على المستقبل الأذري التحرّري وقيادته الرئاسية الكفاحية للأُسرة العَليِيفيّة، التي نظّمت احتفاءات شاملة النَّوْرُوز، لم يَسبق لها مثيل في التاريخ.
فهي احتفالية التحرير والأمن والدفاع الأقوى والسلاح المَكين والقيادة المنتصرة والشعب الملتف من حولها، فغدا العيد بعيدين، والابتسامة باثنتين، وعصر النصر بعصرين دخلا أجندة التاريخ وثَبَتَا فيها. بكلمات عميقة المعنى، يقول فخامة الرئيس إلهام علييف بهذه المناسبة، “يُسعدني أننا دخلنا ربيع استقلالنا هذا بانتصار رائع سيبقى إلى الأبد في تاريخ دولتنا بأحرف من ذهب ويمنح إنجازات جديدة لحياتنا..
توحدنا مِثل قبضة اليد في لحظة المحنة مع القوة الأخلاقية التي لا مثيل لها”، ليتمنى لنا جميعًا المزاج الربيعي، ومن أجل أن يَحل هذا العيد في منازلكم ومواقدكم بالوفرة والازدهار!