شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

عبد القادر خليل*

تحت شعار “يقظة إيجابية.. #كورونا مسؤولية جماعية”، شهد يوم الأربعاء الموافق للحادي عشر من مارس/آذار الجاري (2020م)، فعالية مشهودة ووازنة وناجحة، كانت نَظَّمتها “لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة لولاية ورقلة” – عاصمة الجنوب الشرقي الجزائري، ضمّنتها يوماً دراسياً حول فيروس كورونا/كوفيد-19.

هدفت الفعالية إلى إبراز أهمية الوضع الخطير الذي يعيشه العالم حالياً، وجُلّه تطبيق الحالة الاستثنائية والطوارىء الصحية على كل الصُّعد، كردٍ حازم على تفشي فيروس كورونا الجديد “كوفيد 19″، وبغية التكافل الأمثل على امتداد الفضاء الشامل في سياقات الحرب على هذا الوباء، الذي دفعت أخطاره إلى البحث الجاد في شتى السُبل المتاحة لمحاصرته فإحتواءه والقضاء عليه، ولشرح سُبُل الوقاية منه في أوساط المجتمع، وللاستفادة من التجربة الحاسمة والحكيمة لجمهورية الصين الشعبية الصديقة، والتي ساهمت – وبصورة فعّالة وملفتة للانتباه دولياً – في الحد من انتشاره بنسبة عالية، حيث بدأ عدد المصابين بالوباء ينخفض منذ شروع السلطات الصينية في محاربته، كما تقلّص عديد الوفيات جرّاء إرغام الوباء على وقف تقدّمه، تبعاً للوسائل العلمية المتقدمة ولتطبيق أُس الالتزام الكامل بالتعليمات الصحية، التي اتّبعتها الصين في حربها الشاملة على هذا الوباء.

وتشرّفت الفعالية بحضور السيد أبوبكر الصديق بوستة؛ والي ولاية ورقلة؛ والسيد مصطفى زعطوط رئيس المجلس الشعبي الولائي؛ وعدد من الأطباء المختصين في الأمراض المُعدِية؛ وعديد المهتمين من الأطباء المختصين في الأمراض الصدرية والتنفسية، وممثلين عن الأمن والدرك الوطني، الجمارك، الحماية المدنية، ومدراء المستشفيات والمطارات بالولاية، وجُل السلطات المحلية، والمُنتخبون المحليون، ورؤساء المنظمات الطلابية والجمعيات ذات الطابع الصحي والبيئي والاجتماعي والثقافي، وأُسرة الإعلام، ورؤساء الوكالات السياحية و مختلف أطياف المجتمع المدني.

وجدير بالذكرـ أن اليوم الدراسي اشتمل في بند فيروس كورونا، على عدة مداخلات، استُهلت بمداخلة الدكتور بوعزيز، وعنوانها “كورونا، الوضعية الوبائية في الجزائر و ولاية ورقلة”؛ تلتها مداخلة للدكتورة حشاني تحت عنوان ” فيروس كورونا.. تعريف تشخيص وعلاج”؛ وكانت المداخلة الثالثة بعنوان “المواد الصيدلانية المستعملة في الوقاية من كورونا” وجاءت على لسان الدكتور تابليت إبراهيم نقيب الصيادلة بورقلة. أما رابعاً وأخيراً، فكانت مداخلة للدكتور زعطوط رمضان، أستاذ علم النفس بجامعة ورقلة؛ حول “كورونا – المقاربة النفسية و الاجتماعية للمريض والمحيط”.

كما شهدت الفعالية أشغال اليوم الدراسي حول فيروس كورونا، ثلاثة ورشات. الورشة الأولى: “آليات و وسائل الوقاية من داء كورونا”؛ والورشة الثانية”: “التكفل بحالة مشتبه بإصابتها بفايروس كورونا”؛ و أخيرا الورشة الثالثة: “الإعلام و تعاطيه مع داء كورونا”.

وبصفتي رئيساً لجمعية سفراء بلا حدود الثقافية، ومديراً لموقع (شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية)، حضرت أشغال الورشة الثالثة التي شارك فيها ممثلون عن وسائل الإعلام المحلية، ومسئولو خلايا الإعلام في عديد المؤسسات الهامة، ومنها الأمن الوطني والخدمات الجامعية والمستشفيات.

تميّزت هذه الورشة بكونها حِراكاً توعوياً وازناً، للاغتناء من أفكار واقتراحات المتدخلين حول كيفية التكفّل إعلامياَ بهذا الوضع، من أجل غرس روح اليقظة، ونشر طُرُق الوقاية من هذا الفيروس الفتّاك، وضرورة وضع حد لعمليات التهويل منه والتي نشهدها يومياً، إلى جانب حتمية تقصي الحقائق والمعلومات والأخبار من مصادر رسمية موثوقة حصراً، خلافاً لِما يتم ترويجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ولزوم إيجاد صيغ مناسبة كفيلة بتلبية احتياجات الفئات السكانية من ذوي المتطلبات (والاعاقات) الخاصة، ورقيقي الحال، وقاطني مناطق الظل في المساحات المحرومة النائية، إلى جانب إعداد ومضات إشهارية للتوعية تُبث يومياً عبر وسائل الإعلام المحلية (الراديو والتلفزيون)، لتعميم المعلومة والفائدة على مختلف شرائح المجتمع أينما وُجِدوا.

واشتمل ختام اليوم الدراسي، تلاوة التوصيات التي انبثقت عن أشغال الورشات المُشار إليها، والتي سترفع للجهات المعنية، لتجسيدها ميدانياً.
وتجدر الإشارة، إلى أنه وخلال مداخلات السادة الاساتذة أثنى جميعهم على الجهود الجبارة التي بذلتها الصين، تحت قيادة رشيدة وحكيمة للأمين العام للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية، الرفيق شي جين بينغ، ومرافقة الحكومة الصينية لشعبها أولاً بأول وفي جميع نقلات الحرب على الوباء، لكبح تفشي اخطاره، ولأجل تحقيق النصر في هذه المعركة الحاسمة، ذلك أن كورونا الجديد لا يُهدّد الصين لوحدها، بل يَنزع إلى تهديد جَدّي للعالم أجمع، بكل قومياته وحضاراته وثقافاته وشعوبه وأًممه وأديانهم وسلوكياتهم وتقاليدهم.