CGTN العربية/
زعم بعض المسؤولين الحكوميين الأمريكيين مؤخرا أن “الحكومة الصينية تستخدم وسائل الإعلام الرسمية والمنصات لنشر وترويج معلومات كاذبة في الخارج.” وسرعان ما بدأت “نيويورك تايمز” ووسائل الإعلام الأمريكية الأخرى في وصم عمل الصين في مجال الاتصالات الدولية. في الواقع، إن الولايات المتحدة والغرب هم الذين شنوا حربا إعلامية على الصين باستخدام معلومات كاذبة وتحت مظلة “الحرية”، ويقومون بتشويه وقمع وسائل الإعلام الصينية “للدفاع” عن أغراضهم السياسية بغض النظر عن الحقيقة الموضوعية، وهذا ما يجب أن نطلق عليه “الإعلام الكاذب” الذي “يتلاعب بالرأي العام”.
قال ألكسندر رومانوف، نائب مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، مؤخرا في مقابلة مع وسائل الإعلام إنه في الآونة الأخيرة، تبذل بعض وسائل الإعلام الغربية قصارى جهدها للتعاون مع السياسيين المناهضين للصين من أجل تشويه سمعتها، لكن دعايتها أصبحت أكثر تفاهة، كلها شائعات متكررة وتشهير لا أساس له من الصحة.
إن العالم بطبيعته غني ومتنوع، لا ينبغي أن يكون هناك فقط أصوات لبعض وسائل الإعلام الغربية في مجال الإعلام، بل يجب أن يكون لجميع الدول أصواتها الخاصة. ولا يمكن لآراء بعض وسائل الإعلام الغربية أن تمثل الرأي العام الدولي. أشار رومانوف إلى أن العديد من الدول على استعداد للاستماع إلى صوت الصين بشمولية وموضوعية، ولن تقبل بخطاب الغرب الأحادي الجانب وبعقلية اللونين الأبيض والأسود فقط.
أكد رومانوف أن وسائل الإعلام الغربية تستخدم كأدوات سياسية قوية للغاية، فلا يفترض أن ما تنقله وسائل الإعلام الغربية كله حقائق موضوعية. فقد أصبح اليوم تأثير الحرب الأيديولوجية الإعلامية التي بدأها بعض النخب السياسية الغربية المزعومة أكثر وضوحا.
صرح رومانوف أنه على الرغم من أن الغرب كثيرا ما يفتخر بـ”الديمقراطية” و”الحرية”، لكن في الواقع، هناك من بعض وسائله الإعلامية ما ليس “ديمقراطي” ولا “حر” عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الصين. من وجهة نظر وسائل الإعلام تلك، فانتقاد الصين هو “التيار السائد” في الجو السياسي الغربي الحالي، وإذا لم تتماشى مع هذا “التيار السائد” قد تواجه مشاكل بلا انقطاع. على سبيل المثال، قد يكون من الصعب الحصول على تمويل أو نشر لمقالك أو حتى الحفاظ على وظيفتك الحالية في بعض الأحيان. إن استهداف الصين ليس خيارا من الشعب الغربي، بل هو “سياسة” بعض الساسة الغربيين.
من وجهة نظر رومانوف، فإن تقارير بعض وسائل الإعلام الغربية المتحيزة بشأن الصين فاشلة. وبسبب عدم وجود أساس من الصحة لها غالبا ما تكون التقارير بنفس المحتوى. هناك تقارير تزعم أن هدف مبادرة الحزام والطريق هو تصدير النظام الصيني. لكن في الواقع، الصين لا تصدر الأنظمة السياسية. يعتقد رومانوف أنه ربما لأن بعض وسائل الإعلام الغربية تعرف أن دعايتها غير صحيحة، لذلك تقوم بنشر الشائعات والتشويه بطريقة “سطحية للغاية”.
وفيما يتعلق بكيفية الرد على الشائعات والتشويه التي يروج لها الإعلام الغربي، يرى رومانوف أن المشهد السياسي الدولي الحالي يواجه تناقضات هيكلية طويلة الأمد، وستظل هذه الحالة قائمة لفترة طويلة. لدى الصين أصدقاء من دول الأسواق الناشئة والدول النامية، فهم لا يزالوا محايدين وموضوعيين ويتسمون بالتواضع والصدق. بالنسبة لمثل هؤلاء الأصدقاء، يجب إخبارهم بالوضع الحقيقي للصين. من خلال مثل هذه الجهود، ستلتزم تلك الدول بمنظور شامل وموضوعي إزاء ما يتعلق بالصين، ولن تقبل خطاب الغرب الأحادي الجانب