شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
CGTN العربية
بعض السياسيين الأمريكيين بارعون جدا في التمثيل، وقد بات ذلك أمرا معروفا على المستوى العالمي. بالإضافة إلى “الأدوات المسرحية” مثل “حقوق الإنسان” و”الديمقراطية” التي يستخدمونها دائما، “قواعد السوق” باتت أيضا واحدة من تلك الأدوات.
“قواعد السوق” هو مصطلح يفضل السياسيون الأمريكيون استخدامه دائما. غالبا ما يستخدمونه كـ”سلاح” لمهاجمة بعض البلدان بسبب “عدم الامتثال لقواعد السوق” من أجل الضغط على الدول الأخرى لإجراء تغييرات لصالح الولايات المتحدة. ومع ذلك، ومنذ فترة، وجدوا أن هذه “الأدوات المسرحية” لم تعد سهلة الاستخدام، لذلك كان لا بد من تعليق “الدراما” ذات الصلة مؤقتا.
منذ وقت ليس بالبعيد، طلبت الحكومة الأمريكية من شركات الاتصالات الأمريكية التي لديها أقل من 10 ملايين مشترك “إزالة واستبدال” معدات هواوي و”زد تي إي”(ZTE)، وقدمت 1.9 مليار دولار أمريكي كدعم لهذا الغرض. وكان السبب المعلن من الحكومة الأمريكية هو أن معدات الشركات الصينية قد تشكل تهديدا لـ”الأمن القومي” للولايات المتحدة.
عندما تتقدم الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا ولديها زمام المبادرة في السوق، فإنها تؤكد على “قواعد السوق” و”المنافسة الحرة”؛ وعندما ترى التطور السريع لتكنولوجيا البلدان الأخرى والذي قد يؤثر على هيمنة اقتصادها وتكنولوجيتها، تتخلى على الفور عن “قواعد السوق” وتتحول إلى قمع شركات البلدان الأخرى بلا رحمة. إن قمع شركات الصين وغيرها بذريعة ما يسمى بـ”الأمن القومي” أصبح الآن “عملية روتينية” لحكومة الولايات المتحدة.
وفقا لمبادئ اقتصاد السوق، يجب السماح لشركات الاتصالات الأمريكية باختيار شركاء بشكل مستقل للتعاون حسب قوانين السوق. الشركات الصينية التي يمكنها توفير منتجات فعالة من حيث التكلفة والسلامة والموثوقية هم شركاء مثاليون للعديد من شركات الاتصالات الأمريكية. ومع ذلك، تستخدم الحكومة الأمريكية “الأمن القومي” كذريعة لإجبار الشركات الأمريكية على استبدال المعدات التي تقدمها الشركات الصينية. تخلى الولايات المتحدة عن “قواعد السوق” بشكل عاري وإنه أمر مذهل.
تغيير التعريفات الجمركية حسب الرغبة، وبناء “الجدران” للاستثمار الأجنبي، وتقويض السلسلة الصناعية العالمية … هناك عدد لا يحصى من الممارسات السيئة من قبل السياسيين الأمريكيين والتي تقوض قواعد السوق. ليس فقط المجتمع الدولي، ولكن العديد من الشركات الأمريكية تشعر بالاشمئزاز أيضا إزاء ذلك. حث ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ على عدم الخلط بين التجارة مع الصين والقضايا الأخرى في مارس من هذا العام، وأعرب عن أمله في رؤية “بيئة تجارة حرة بين هذين العملاقين الاقتصاديين”. شعر جيمس كايل، الرئيس التنفيذي لشركة “أل أتش تي سي”(LHTC) بخيبة أمل وعجز في قرار الحكومة الأمريكية بحظر المعدات التي تقدمها الشركات الصينية، ويعتقد أن مزاعم الحكومة الأمريكية بأن المنتجات الصينية تشكل “تهديدا أمنيًا” للولايات المتحدة تفتقر إلى الأدلة.
في عصر العولمة الاقتصادية، يعتبر الانفتاح والاتصال اتجاها عصريا لا يمكن توقيفه، وانتهاك القواعد الاقتصادية وقواعد السوق لا يضر بالآخرين فحسب وإنما يضر بالذات. فقط من خلال الالتزام الحقيقي بقواعد السوق يمكن للاقتصاد العالمي أن يتعافى ويتطور بشكل أفضل وأسرع.