شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
ولادة الرابطة القمرية – السورية: نقلة دولية نوعية في موروني
الأكاديمي مروان سوداح*
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
مؤخراً، عُقد مؤتمر تاريخي ونادر في طبيعته وأهدافه ولم يسبق لأحد أن سمع بمثله من قبل.
في (موروني)، عاصمة (جمهورية القمر المتحدة)، أجتمع ممثلون قمريون يتمتعون بثقافة أممية موسوعية، وباع كبير وخبرات عميقة في العلاقات العربية والدولية وحسن إدارتها. في مقدمة المجتمعين برزت مجموعة نشطة من الخريجين العرب القمريين حملة شهادات الجمهورية العربية السورية من مواطني جُزر القمر ممن تحذوهم الثقة بنجاح مهمتهم الشريفة التي تتلخص أساساً في نصرة الثقافة العربية بشكل عام، وفي إطار خاص العمل على توظيف إبداعات الخريجين القمريين من المؤسسات التعليمية السورية العليا في يوميات وأهداف وخطط هادفة، تضع نصب عينيها تطوير دولة جُزر القمر، والدفع بها إلى الأمام في مجموعة الدول المتآخية والأخرى الصديقة على مساحة هذا العالم المترامي الأطراف.
نقرأ في مقدمة (البيان الختاميّ للمؤتمر التأسيسيِّ للرابطة القمريّة السوريّة)، أنه وانطلاقاً من أهميَّة المحافَظةِ على الحضارةِ والثَّقافةِ العربيَّةِ في جُزر القمر؛ وتحَمُّلًا لأمانة الدِّفاع عنها؛ وبعد رجوعِ طائفةٍ كبيرةٍ من الطلبة القمريين خِرِّيجي الجامعات والمعاهد والمدارس السورية إلى الوطن، وانخراطِهم الفاعل في المجتمعِ، وتَمَكُّنِ بعضِهم من تبوُّءِ مراكزَ مرموقة ورياديَّةٍ في الدوائر الحكومية وفي القطاع الخاص؛ واستشـرافًا للمستقبل والدَّورِ النَّهضويِّ والتَّنمويِّ المنتظَرِ منهم، واستشعاراً بضـرورة إيجاد كيانٍ يجمعهم؛ ووفاءً وتقديراً للخدمات الجليلة التي حَظُوا بها من الدولة السوريّة والشعب السوريِّ في أثناء وجودهم وعيشهم بينهم في جميع المحافظات؛ تداعى الخرِّيجون القمريُّون الدارسون في سوريا للاجتماع في مؤتمرٍ تأسيسـيٍّ، بهدف إنشاءِ رابطةٍ اجتماعيةٍ وثقافيَّةٍ وتربويَّةٍ؛ تكُونُ إطاراً مرجعيًّا لهم.
ويَكشف (البيان) عن أنه في الثَّالثِ من كانون الثاني (يناير) لعَامِ ألْفَين وواحدٍ وعشرين ميلادي، الموافقِ للتاسعَ عشـرَ من جُمادى الأولى لعام ألفٍ وأربعِمائة واثنين وأربعين هجري، انعقد المؤتمرُ التأسيـسيُّ للرابطة القمريَّة السوريّة في مدينة (باتسا اتساندرايا)، بحضور الأعضاء المؤسِّسين الموقِّعين على هذا البيان، وتشريفٍ من وجهاءِ وأعيانِ مدينةِ باتسا ومنطقة اتساندرايا، وممثِّلي بعض الهيئات والمنظمات والروابط ذاتِ الأهداف المشتركة.
واستطرد البيان، أنه وبعد المناقشات والمداولات أسفرت أعمال المؤتمر عن القرارات الآتية:
أولاً- قرَّر المؤتمرون بالإجماع تأسيسَ رابطةٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وتربويَّةٍ ذات شخصية اعتبارية تُسمى (الرابطة القمريّة السورية)، مقرُّها الرئيسُ في العاصمة (موروني)، ورابطُ أعضائِها المشتركُ يتمثَّل في المواطنة والهوية القمرية والدراسة في الجمهورية العربية السورية، وتسعى إلى:
1/المحافظة على التّراث والثّقافة العربية في جزر القمر والدفاع عنها؛
2/ورعاية مصالح أعضائها المهنية والتعليمية والاجتماعية؛
3/وتعزيز قيم الوحدة والإخاء والتضامن والتعاون بينهم؛
4/ونشر الوعي الوطني والتنمويّ، وثقافة التطوع والعمل الخيري والجماعي بينهم؛
5/وتوثيق الصلات مع الهيئات والمنظمات والمؤسسات والروابط ذات الأهداف المشتركة وتوطيدها وتعزيزها.
ثانياً- اعتمد المؤتمرون بالإجماع النظامَ الأساسيَّ للرابطة بجميع مواده من المادة (1) إلى المادة (33).
ثالثاً- انتخب المؤتمرون أعضاءَ أوَّل مكتب تنفيذي للرابطة، الذي تستمر ولايته مدة سنتين، قابلة للتجديد مرَّة واحدة، وَفْق ما يلي:
م | الاســــــــم الكامل | المنصب |
1 | الدكتور أحمد محمّد طويل | رئيسًا |
2 | الدكتور أسد محمّد موانزي | أمينًا عامًّا |
3 | كدافي محمّد علي | أمينًا للصندوق |
4 | محمد أحمد مماد | مسؤولاً ثقافيًّا واجتماعيًّا |
5 | محمّد أحمد مزياني | منسّقًا عامًّا |
رابعاً- ندّد المؤتمرون بالعمل الإجرامي الجبان الذي اقترفته الأيادي الآثمة الحاقدة باستهداف معمل «شبالي للإسفنج» وإحراقه بالكامل، وأعربوا عن بالغ أسَاهم وحزنهم وتضامنهم مع أخيهم كدافي محمد علي، ويطالبون السلطات المختصة بمتابعة التحقيقات الجنائية للوصول إلى المجرمين.
خامساً- يتضامن المؤتمرون مع الشعب السوري الشقيق في المحنة التي يمرُّ بها، ويدعون الله سبحانه وتعالى لهم بالفرَج العاجل، وأن يرفع عنهم ما نزل بهم من بلاء، متمنين له الأمنَ والأمانَ والاستقرارَ.
سادساً- يُثمّن المؤتمرون عاليًا ويقدِّمون شُكْرَهم الجزيل وعرفانَهم لكلِّ من قدّم لهم التسهيلات الماديَّةَ والمعنويَّةَ اللازمةَ لانعقاد هذا المؤتمر التأسيسيّ، لاسيما وجهاء وأعيان وأهالي مدينة (باتسا اتسندرايا).
في هذه الخطوة التي اجترحتها الشخصيات القمرية الأكاديمية المؤثرة، وفي عقول هؤلاء إخوتنا ورفاقنا أصحاب القمر في كبد السماء الساطع على الأمة، تكمن أهداف انسانية عديدة، تعمل على تقارب الشعوب في مواجهة أفكار وأمزجة تُبَاعِدها عن بعضها البعض.
لا يقف هؤلاء النشطاء القمريون الأجلاء عند حدود حماية الثقافة العربية في وطنهم القمري، وهي مهمة جليلة وتاريخية وحضارية بلا شك، بل وكذلك عملهم الفاعل على تأطير جهودهم في سبيل تطوير العلاقات القمرية – العربية، انطلاقاً من الأخوّة العربية والمصير الواحد، وكذلك المَسير نحو تعمير وبناء بُنى قمرية شاهقة تحافظ على العلاقات الثابتة وتوسيعها الهادف مع الدول الصديقة والحليفة وتدفع بها خطوات سريعة إلى الأمام، وفي مقدمة هذه الدول، على سبيل المِثال لا الحصر، جمهورية الصين الشعبية وقائدها النبيل، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الرفيق شي جين بينغ.
في الرابطة القمرية التي نحن بصددها، يتوافر عنصر هام وأرضية صلبة للانطلاق منها إلى رياح العالم، وبناء الصداقات الوازنة ذات الابعاد الواسعة والاهداف النبيلة، وتعزيز القائم منها، وحماية النجاحات التي تم إحرازها وتثبيت قواعدها.
من الأهمية بمكان التنويه إلى عنصر محوري مهم وأساسي ونبيل يحمل كل هذا البناء الجديد والشاهق، ألا وهو أن أعضاء هذه الرابطة المتواجدين في جُزر القمر، وفي سورية أيضاً، يُعلون صداقتهم للصين، ويثمنون عالياً دعم جمهورية الصين الشعبية لجُزر القمر و لسورية أيضاً، وهذا يؤكد عُمق العامل الأممي في صلابة العلاقات الدولية التي ينسجها ويُعظّمُها هؤلاء القمريون الكِبار والأفذاذ.