شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
وقف اطلاق النار واستئناف محادثات السلام على أساس “حل الدولتين” أبرز محاور المقترح الصيني
بقلم: الاستاذة سناء كليش
*تعريف بالكاتبة: #سناء_كليش: كاتبة وصحفية #تونسية ناشطة وشهيرة، ومن المجموعة الأولى المؤسِّسة للإتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين، ومستشارة رئيس الإتحاد الدولي للشؤون الإعلامية والأفريقية وقضايا المرأة.
استند مقترح الصين الذي قّدمه عضو مجلس الدولة / وزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية وانغ يي، في اجتماع مجلس الأمن الدولي من أجل وضع للتصعيد الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، إلى أربعة محاور رئيسية تتلخص في التأكيد على ضرورة وقف اطلاق النار، وتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين، والدعوة الى تحمل مجلس الأمن الدولي المسؤولية الرئيسية لصيانة السلام والأمن الدوليين، والحث على استئناف محادثات السلام على أساس “حل الدولتين”.
وخطب وزير الخارجية الصيني خلال ترؤسه، الأحد 16 ماي 2021، المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة بشأن “الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”، إن الصين تطرح اقتراحًا مكونًا من “أربع نقاط” في ما يتعلق بِ”الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد”.
ووصف وانغ يي الوضع المتشكل حاليًا على الأرض في فلسطين بِ”الحرج والخطير للغاية”، بعد وقوع عدد كبير من الضحايا، من بينهم نساء وأطفال، في “الصراع المتصاعد بين إسرائيل وفلسطين”، مشددًا على “الحاجة الماسة إلى وقف اطلاق النار ووقف العنف”، وعلى وجوب تحرك المجتمع الدولي للحيلولة دون مزيد تدهور الأوضاع بالمنطقة ولحماية أرواح السكان المحليين.
واعتبر ان تحقيق السلام الدائم والأمن الشامل في (الشرق الأوسط)، يبقى رهين حل القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل ودائم، لانها تظل”لُبّ قضايا الشرق الأوسط”، وفقًا لوصفه.
ويتصدر وقف اطلاق النار والعنف قائمة الأولويات الراهنة، حسب ما أكده وانغ يي مضيفًا، ان الصين تدين بشدة أعمال العنف ضد المدنيين وتحث على الوقف الفوري للأعمال “العسكرية والعدائية، ووقف الأعمال التي تؤدي إلى تدهور الوضع، بما فيها الغارات الجوية والهجمات البرية واطلاق الصواريخ”.
وطالب رئيس الديبلوماسية الصينية الجانب الإسرائيلي بالتحلي بضبط النفس والالتزام الجدي بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ووقف هدم منازل الفلسطينيين وطردهم، ووقف توسيع المستوطنات، ومنع أعمال العنف والتهديد والاستفزاز ضد المسلمين، وصيانة واحترام الوضعية التاريخية للمقدسات الدينية في القدس”.
وتدعو الصين المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة الإنسانية إلى فلسطين والأمم المتحدة إلى لعب دور تنسيقي لتجنب وقوع كوارث إنسانية الخطيرة، كما تحث ا(ٕسرائيل) على الوفاء بالتزاماتها بجدية بموجب المعاهدات الدولية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل شامل في أقرب وقت ممكن، وضمان سلامة المدنيين وحقوقهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتسهيل الوصول إلى المساعدة الإنسانية.
ولفت وزير الخارجية الصيني إلى ان الدعم الدولي أمر واجب، وعلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ اجراءات قوية بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإعادة تأكيد دعمه لـِ “حل الدولتين” باعتباره “المخرج الأساسي”، وفق تعبيره.
وتدعم الصين استئناف محادثات السلام على أساس “حل الدولتين” في أسرع وقت ممكن، لإقامة دولة فلسطين المستقلة التي تتمتع بسيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل بشكل جوهري، وتحقيق التعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية وتحقيق السلام الدائم في (الشرق الأوسط)، حسب ما جاء في كلمة وانغ يي، متابعًا أن “الصين ستواصل جهودها المكثفة لدفع محادثات السلام والوفاء بواجباتها كرئيس دوري لمجلس الأمن الدولي”
وقال إن “الصين تكرر دعوتها لصانعي السلام من فلسطين وإسرائيل إلى اجراء حوار في الصين، وترحّب بالمفاوضين من البلدين لاجراء محادثات مباشرة في الصين”.
في المقترح الصيني نقرأ روح صينية وثابة للعمل في المنطقة العربية وعلى مساحة فلسطين التاريخية، لأجل احلال السلام الشامل والعادل والناجز للشعب العربي الفلسطيني المعذب، وذلك وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة، ولإيجاد مساحة كافية للاتفاق على تحقيق الخطة الصينية ذات الأربع نقاط، والتي تعتبر بعين جميع المتخصصين بشؤون منطقتنا والسياسة الدولية، مهمة للغاية وقادرة على العمل لتفعيل قرارات الشرعية الدولية بعد عشرات السنين من تجميدها، بجريرة الرفض الإسرائيلي المتواصل منعًا لاحلال سلام شامل مع ما يرافقه من تحديد الحدود لكل طرف من الأطراف.
تعمل الصين على استعادة مكانتها التاريخية مع الأمة العربية في كل دولها في آسيا وأفريقيا، والمدخل إلى ذلك إنما هو أيضًا الجهود الصينية لاحلال السلام في فلسطين من خلال المقترح الصيني الأنسب حتى الآن لكل الأطراف التي تعمل على أجندة نصرة السلام السامل والكامل والناجز، ووقف الحروب التي جرّت للمزيد من الويلات والقتل وتدمير البُنى التحتية، وقد لحق بالأمة العربية أكثر من غيرها ويلات وموات متواصل سببه العدوان الإسرائيلي المدعوم دوليًا، والذي لا يرحم طفلًا ولا عجوزًا في سبيل انجاز تطلعات تل أبيب للتوسع المتواصل على حساب الحقوق العربية التاريخية والشرعية التي تقرها كل القوانين الأرضية والسماوية.
ـ خطة / مقترح وانغ يي، المكون من أربع نقاط (عن وكالة الأنباء الرسمية الصينية شينخوا، بتاريخ 17 مايو / أيار 2021)، تاليًا:
أولًا، يأتي وقف اطلاق النار ووقف العنف على رأس الأولويات. وتدين الصين بشدة أعمال العنف ضد المدنيين وتحث مرة أخرى الجانبين على الوقف الفوري للأعمال العسكرية والعدائية ووقف الأعمال التي تؤدي إلى تدهور الوضع، بما فيها الغارات الجوية والهجمات البرية واطلاق الصواريخ. ويجب على (إسرائيل) ممارسة ضبط النفس على وجه الخصوص.
ثانيًا، ثمة حاجة ملحة إلى المساعدة الإنسانية. وتحث الصين (إسرائيل) على الوفاء بالتزاماتها بجدية بموجب المعاهدات الدولية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل شامل في أقرب وقت ممكن وضمان سلامة المدنيين وحقوقهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسهيل الوصول إلى المساعدة الإنسانية. ويجب على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدة الإنسانية إلى فلسطين وعلى الأمم المتحدة أن تلعب دورا تنسيقيا لتجنب وقوع الكوارث الإنسانية الخطيرة.
ثالثاً، الدعم الدولي أمر واجب. ويجب على مجلس الأمن الدولي اتخاذ اجراءات قوية بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وإعادة تأكيد دعمه لـ “حل الدولتين” ودفع تهدئة الوضع في وقت مبكر.
وفشل مجلس الأمن في اصدار تصويت بالاجماع بسبب عرقلة دولة معينة. وتدعو الصين الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها المناطة بها واتخاذ موقف عادل ودعم مجلس الأمن للعب دوره المناسب في تهدئة الوضع واعادة بناء الثقة ودفع التسوية السياسية.
كما تدعم الصين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والدول الأخرى التي تتمتع بتأثير هام على المنطقة للعب دور أكثر نشاطا.
رابعًا، “حل الدولتين” هو المخرج الأساسي. وتدعم الصين الجانبين لاستئناف محادثات السلام على أساس “حل الدولتين” في أسرع وقت ممكن، لإقامة دولة فلسطين المستقلة التي تتمتع بسيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين و (إسرائيل) بشكل جوهري وتحقيق التعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية وتحقيق السلام الدائم في (الشرق الأوسط).