قام وفد من الحزب الشيوعي الصيني برئاسة تشيوى تشينغ شان، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس معهد تاريخ وأدبيات الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بزيارة إلى مصر من السبت إلى يوم (الاثنين)، بدعوة من حزب الشعب الجمهوري المصري.
وعقد الوفد، خلال الزيارة، عددا من اللقاءات، وأجرى حوارا سياسيا مع سياسيين وقادة أحزاب مصرية.
والتقى تشيوى، خلال الزيارة، رئيس مجلس الشيوخ المصري رئيس حزب مستقبل وطن عبد الوهاب عبد الرازق، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، من بين آخرين، وأجرى نقاشات مع أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
كما حضر تشيوى فعالية “الحوار بين سور الصين العظيم والأهرامات” التي عقدت في القاهرة، وركز فيها على تقديم المبادئ الاسترشادية للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني للحضور.
وشارك في الفعالية أيضا كل من سفير الصين في القاهرة لياو لي تشيانغ، ورئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف، ووزير خارجية مصر الأسبق رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد العرابي.
كما شارك في الفعالية عدد كبير من قادة الأحزاب والبرلمانيين والدبلوماسيين والإعلاميين المصريين، وممثلي مراكز الفكر والمهتمين بالشأن الصيني.
وألقى تشيوى محاضرة في فعالية “الحوار بين سور الصين العظيم والأهرامات”، تناولت موضوعين رئيسيين، هما التحديث الصيني النمط وكيفية تحقيقه، وسبل بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك.
وقال تشيوى إنه بعد نجاح الصين في استكشاف طريق التنمية بدأت في التحديث الصيني النمط للإعلان عن التقدم نحو النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل.
ولفت إلى أن التحديث الصيني النمط هو تحديث يغطي حجما سكانيا هائلا، وسوف يضخ الديناميكية الأقوى لانتعاش العالم، حيث أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي لنحو 140 دولة وإقليما، ويتدفق 340 مليون دولار من الاستثمارات الصينية المباشرة إلى العالم يوميا، وتبلغ مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي نحو 34.9 بالمائة عام 2023.
وأوضح أن التحديث الصيني النمط هو تحديث يتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك، وسوف يشق طريقا أوسع للتطور المشترك لمختلف دول العالم.
وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة الحزام والطريق التي تضمنت أكثر من 3 آلاف مشروع للتعاون، مما يساهم في تحريك قرابة تريليون دولار من الاستثمارات، وخلق قرابة 4.2 مليار فرصة عمل، وتخليص قرابة 40 مليون نسمة حول العالم من الفقر.
وأضاف أن التحديث الصيني النمط تحديث يحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية، بما يفتح آفاقا أرحب لتقدم المجتمع الإنساني، كما أنه تحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام، وسوف يوفر حلا أكثر قابلية للتنفيذ لبناء عالم نظيف وجميل، وهو أيضا تحديث يسلك طريق التنمية السلمية، والذي سيأتي بمزيد من العوامل المؤكدة للسلام والاستقرار في العالم.
وفيما يتعلق ببناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، أكد تشيوى أن الصين تدعم الجانب المصري ليسلك طريق التحديث الذي يتناسب مع ظروفه الوطنية، حيث تحرص الصين على السير مع الجانب المصري لاستكشاف طريق التحديث وتبادل الخبرات.
وشدد على التمسك بالدعم المتبادل لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك المتسم بالاحترام والثقة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك لبناء مجتمع التنمية والازدهار.
وأشار إلى أهمية التمسك بالانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والاستفادة المشتركة لتحقيق الإنصاف والعدالة لحفظ السلام في العالم.
من جهته، أكد الدكتور عصام شرف أهمية التوجه الصيني إلى اتباع التحديث الصيني النمط، لافتا إلى أن قيمه الأساسية تتمثل في التعاون والتناغم والسلام والتنمية.
وقال شرف في كلمة ألقاها خلال الفعالية، إن الصين طرحت في السنوات الأخيرة عددا من المبادرات التي من شأنها أن تؤدي إلى تطوير وتحديث النظام العالمي حيث إنسانية واحدة وقيم وحضارات مختلفة، من خلال مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الأمن العالمية، ومبادرة التنمية العالمية.
وأشار إلى أن هذه المبادرات العالمية التي أطلقتها الصين من شأنها أن تفضي في النهاية إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وتحقيق الرفاهية للجميع.
واعتبر أن مبادرة الحزام والطريق تعد منصة للتعاون الدولي من خلال التواصل الذي يتم سواء من خلال مشاريع البنية التحتية في مجالات النقل والطاقة والاتصالات وغيرها، أو من خلال التواصل بين الشعوب عبر التناغم الثقافي ودعم الثقة المتبادلة.
وأضاف أن المبادرة تعد منصة للتعاون الدولي أيضا من خلال الشراكة التي تعد هي صلب الثقافة الصينية القائمة على التعاون والفوز المشترك للجميع ودون هيمنة من طرف على طرف آخر.
وأشار رئيس وزراء مصر الأسبق إلى ما حظيت به مبادرة الأمن العالمي من ترحيب كبير من دول العالم، لافتا إلى أن المبادرة تهدف إلى تجنب العودة إلى أجواء الحرب الباردة ومواجهات التكتلات التي يسعى إليها البعض.
كما نوه بما حظيت به مبادرة التنمية العالمية من تقدير عالمي واسع، حيث قدمت الكثير من المفاهيم والأولويات التي جعلتها بمثابة خارطة طريق للتنمية العالمية، ولذا تبنتها الأمم المتحدة وأطلقت نحو 100 دولة ومنظمة مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية.
بدوره، أكد السفير محمد العرابي أهمية العلاقات المصرية الصينية، لافتا إلى ما شهدته من تطور كبير في السنوات الأخيرة في جميع المجالات، وهو ما انعكس إيجابا على تعزيز التعاون بين البلدين.
وقال العرابي في كلمته خلال الفعالية، إن الصين حققت خلال السنوات الأخيرة بشكل خاص تقدما مذهلا وأصبحت نموذجا لافتا، وسجلت نجاحات باهرة في مختلف المجالات خاصة الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية والتكنولوجية.
وأشار إلى المبادرات العالمية التي أطلقتها الصين خاصة في السنوات العشر الأخيرة، وما يمكن أن تحققه من تطور لافت في العلاقات الدولية، وفي تعزيز العلاقات الصينية مع دول العالم.
وفي السياق، أكد الأمين العام لحزب حماة الوطن اللواء طارق نصير في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الحوارية، أن الحزب الشيوعي الصيني حقق معجزة متكاملة في تحقيق النهضة الصينية، التي بذل فيها الشعب الصيني الكثير من التضحيات والجهود نتيجة الثقة المتبادلة بين الشعب والحزب الشيوعي الصيني وقيادته.
وشدد على الحرص على دراسة النموذج والتجربة الصينية للاستفادة منها ونقل ما يتناسب مع الأوضاع في مصر.