نشر موقع مجلة ((ناشيونال إنترست)) الأمريكية التي تصدر كل شهرين مقالًا بعنوان ” الولايات المتحدة فقدت بالفعل المنافسة الاستراتيجية مع الصين” في الـ4 من نوفمبر. بعض التفاصيل فيما يلي:
عملت إدارة بايدن بجد لإعادة تعريف المنافسة مع احدي القوى الكبرى – الصين على أنها منافسة استراتيجية، فإذا كانت هذه الاستراتيجية تعطي الأولوية للمنافسة والاحتواء، وبالتالي تقتصر العلاقة بين البلدين على موقف عدائي، فإن هذا النهج غير مناسب. يجب على الولايات المتحدة إعادة بناء علاقاتها العالمية، لكنها لا تستطيع استخدام المنافسة مع الصين كأساس لهذه الإجراءات.
أصبحت الصين قوة لا غنى عنها
كانت المخاوف بشأن صعود الصين موجودة منذ فترة طويلة. خلص ((دليل تخطيط الدفاع)) لعام 1992 إلى أنه من الضروري الحفاظ على وجود قوي في منطقة المحيط الهادئ لمنع أي قوى معادية تهيمن على المناطق الحيوية لمصالح الولايات المتحدة، بما في ذلك شرق آسيا.
لقد أدي الهجوم الإرهابي في الـ11 من سبتمبر عام 2001 إلى احتلال الموقع الرئيسي في الحرب ضد الإرهاب. بينما تجاهلت الولايات المتحدة أي شيء لا علاقة له بالإرهاب، أصبحت الصين لا غنى عنها بطريقتها الفريدة، وفعلت ذلك دون التدخل في السياسة المحلية.
أظهرت الأحداث الأخيرة أن الإجماع المناهض للولايات المتحدة في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية آخذ في الازدياد. أعلنت إيران أنها ستعقد اجتماعات قمة متعددة الأطراف مع الصين وروسيا وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان لمناقشة كيفية التعاون لتعزيز إقامة حكومة شاملة في أفغانستان. وتستثني إيران في هذه الاجتماعات الولايات المتحدة لأن إيران تعتقد أن الأمريكيين هم المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والعنف في أفغانستان.
الاحتواء العسكري جاء بنتائج عكسية
قد يؤدي تحويل الولايات المتحدة تركيزها إلى “منطقة المحيطين الهندي والهادئ” إلى مزيد من الانقسام في العالم. لبعض الوقت، كان إطلاق الإشارات والردع هو المحتوى الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية. توصلت الحكومات الأسترالية والبريطانية وبايدن إلى اتفاق بشأن التحالف بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لبيع الغواصات النووية لأستراليا. وقد مثل هذا التحرك التزام الجيش الأمريكي بتعهد لـ”منطقة المحيطين الهندي والهادئ” وما يسمى بضوابط وتوازنات الصين.
إن المواجهة بين الولايات المتحدة والصين هي منافسة بين القوى الكبرى ومنافسة استراتيجية، وان “حرب باردة جديدة” خاطئة. في الوقت الحالي، لا تزال للولايات المتحدة اليد العليا فيما يتعلق بالقوة العسكرية، لكن العالم المستقبلي سيكون متعدد الأقطاب وليس ثنائي القطب، وهذا يتفق مع مصلحة الولايات المتحدة، وسيؤدي الاحتواء العسكري إلى نتائج عكسية، مما يعني أنه من الضروري التخلي عن المنافسة الاستراتيجية.