إذاعة الصين الدولية أونلاين/-
بعث بعض السياسيين الأجانب مؤخرا رسالة إلى الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، يشككون فيهافي مصداقية قوة شرطة هونغ كونغ ويتحاملون عليها، فهذه الشرطة هي التي تكرس جهودها للحفاظ على النظام الاجتماعي، وحماية الحرية وسيادة القانون في هونغ كونغ .
وقدمت الرسالة مطالب فاقدة للمنطق بإنشاء “آلية تحقيق دولية مستقلة” لشؤون هونغ كونغ، وردا على ذلك ، أصدرت حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بيانًا في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء(1 يناير) نفت فيه تلك الإدعاءات، مشيرةً إلى أن الرسالة كانت مليئة بالتعليقات المضللة، حيث يستخدم بعض الناس في المجتمع الغربي هونغ كونغ كأداة لتحقيق أهدافهم.
من أجل تعطيل هونغ كونغ لاحتواء التنمية في الصين، استخدم بعض السياسيين الأجانب أساليب مختلفة، وتعتبر هذه الرسالة طريقة جديدة لممارسة الضغط على حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة والتدخل في الشؤون الداخلية للصين، وإنشاء ما يسمى ب”الضغط الدولي”.
إن الادعاءات التي تحملها هذه الرسالة خاطئة. على سبيل المثال، ذكرت أن “هناك قلقًا كبيرًا من تصاعد وحشية الشرطة خلال عيد الميلاد”، لكن في الحقيقة، خلال عطلة العيد، ألقى مثيروا العنف قنابل الطلاء من أعلى إلى أسفل، مما تسبب في أضرار جسيمة في مراكز التسوق ومضايقة المواطنين والتأثير على التشغيل العادي للمتاجر.
في الحقيقة شرطة هونغ كونغ كانت تحافظ دائمًا على ضبط النفس واضطرت إلى استخدام القوة بالحد الأدنى في سبيل استعادة النظام الاجتماعي، ولن تتخذ إجراءات استباقية ضد “المتظاهرين” إلا في حالة تورط “المتظاهرين” في أنشطة غير قانونية، ما يعد توافقا تاما مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان. منذ اندلاع التظاهرات الناتجة عن التعديلات القانونية في هونغ كونغ وحتى الآن ، لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا من المتظاهرين نتيجة مباشرة عن عمليات الشرطة، بل أصيب 520 من رجال الشرطة أثناء تأديتهم لواجبهم. لذا فمن السهل التمييز بين الصواب والخطأ بخصوص “المتظاهرين” والشرطة.
العنف هو العنف الذي لا يمكن لأي بلد أن يتسامح معه. فخلال احتجاجات “احتلوا وول ستريت” في عام 2011 ، كانت الشرطة الأمريكية قد أطلقت رذاذ الفلفل الحار والرصاص المطاطي على المتظاهرين. وفي العام نفسه، استخدمت الشرطة البريطانية مدافع المياه ذات الضغط العالي لتفريق الجماهير خلال أعمال الشغب في لندن وأماكن أخرى. وعلى الرغم من أن مجلس النواب في البرلمان البريطاني كان في عطلة في هذه الفترة، إلا أن رئيس المجلس جون بيركو استدعى النواب لبحث سبل المعالجة بناءً على طلب رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون. في الوقت ذاته، أشاد سياسي بريطاني مشهور آخر اسمه مالكولم ريفكيند،أشاد بأداء الشرطة البريطانية، قائلاً إن الأخير أظهر شجاعة استثنائية وعزيمة كبيرة.
من سخرية القدر ، عندما وقع نفس الحادث العنيف في هونغ كونغ ، غير هؤلاء السياسيون الأجانب وجوههم ، واتهموا شرطة هونغ كونغ بعمليتهم لإنفاذ القانون بشكل عقلاني، ودعموا المجرمين مستخدمي العنف، و يرسل هذا السلوك المزدوج المعايير إشارة خطيرة للغاية، حيث سيهدد السلام والاستقرار العالميين.
في هذه الرسالة المفتوحة ، ألقى بعض السياسيين الأجانب باللوم على فظائع الغوغاء و “رفض الحكومة الاستماع إلى مخاوفهم” لأكثر من ستة أشهر ، وهو أمر لا أساس له من الصحة. منذ 9 يونيو ، كان هناك أكثر من 1000 مظاهرة في هونغ كونغ ، والتغطية الواسعة للمظاهرات لم يسبق لها مثيل في تاريخ هونغ كونغ ، وهذا يثبت في حد ذاته أنه يمكن لمواطني هونغ كونغ المشاركة بحرية في المظاهرات السلمية المشروعة للتعبير عن آرائهم. وبدلاً من ذلك، قام الغوغاء بتدمير المرافق العامة والمتاجر، وأشعلوا النيران، وألقوا قنابل حارقة في كل مكان، وهاجموا ضباط الشرطة والمواطنين، مما أدى إلى وفاة مواطن بريء وحروق شديدة لمواطن آخر، مما تسبب في خوف كبير لمجتمع هونغ كونغ!
وهاجم السياسيون الأجانب في الرسالة الحرية والادارة القانونية في منطقة هونغ كونغ، وهي أمور لا أساس لها من الصحة. تعد الحرية والادارة القانونية قيم جوهرية لمنطقة هونغ كونغ، وهما حجر الأساس للإستقرار والازدهار الطويل الأجل في المنطقة. وبعد عودة منطقة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، تمتع أبناء المنطقة بحقوق وحرية لا مثيل لها من قبل، حيث ارتفع التصنيف لمؤشر الادارة القانوية في المنطقة من أكثر 60 في عام 1996 إلى 16 بعام 2018، وهو أعلى من التصنيف العالمي للولايات المتحدة.
وحققت منطقة هونغ كونغ تقدما ملحوظا في اطار سياسة “دولة واحدة ونظامين” بعد عودتها إلى الوطن الأم قبل 22 سنة. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال خطاب التهنئة بمناسبة السنة الجديدة لعام 2020 : “أتمنى من صميم قلبي الخير لهونغ كونغ وأبنائها” .
هناك تطلع مشترك لجميع الصينيين الذين يبلغ عددهم 1.4 مليار نسمة، أن تواصل الصين القدرة في الحفاظ على الاستقرار والرخاء في منطقة هونغ كونغ الادارية الخاصة في الصين، و يتعين على بعض السياسيين توضح الأوضاع الراهنة والتوقف عن التدخل في شؤون منطقة هونغ كونغ.