CGTN العربية/
تعد شركة كولونيال بايبلاين إحدى أكبر مشغل لأنابيب النفط في الولايات المتحدة التي تأسست في عام 1961 ومقرها في ولاية جورجيا الأمريكية، ويبلغ الطول الإجمالي لنظام خطوط الأنابيب التي تشرف عليه 8851 كيلومترا، حيث تنقل الخطوط أكثر من 2.5 مليون برميل من النفط المكرر يوميا على الساحل الشرقي، مما يوفر نحو 45% من الوقود الذي تستهلكه المنطقة، ويطلق عليه أهم شريان لنقل النفط في شرق الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أجبر خط الأنابيب على تعليق جميع العمليات بسبب الهجوم إلكتروني في 7 مايو، هكذا وقع أكبر الهجوم إلكتروني ضد أهداف للبنية التحتية النفطية في تاريخ الولايات المتحدة. وأعلنت الشركة يوم 12 مايو أنها أعادت تشغيل النظام، وحتى الآن لم يتم تخفيف النقص في الوقود في جنوب شرقي الولايات المتحدة بشكل كامل، ولا تزال العديد من محطات الوقود خالية من الوقود.
تسبب الهجوم إلكتروني الواحد بالشلل في نظام الوقود في شرق الولايات المتحدة بالكامل، وهو ما يتعارض مع الوضع الذي يجب أن تكون عليه مع ما تسمى “أقوى دولة في العالم”.
لم تشرح شركة كولونيال بايبلاين ومسؤولو الحكومة الفيدرالية الأمريكية السبب الذي اقتحم المهاجم شبكة الشركة من أجله دون أن يتم اكتشافه. يعتقد خبراء أمن الشبكات أن شركة كولونيال قد لا تستخدم أحدث تقنيات الدفاع مثل مراقبة الظروف غير الطبيعية في الشبكة بشكل نشط من خلال وكلاء البرامج، ولا اكتشاف التهديدات المعروفة بواسطة البرامج المخصصة.
قالت إليزابيث شيروود راندال، مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، إن حادثة القرصنة كشفت عن ضعف البنية التحتية للطاقة الحيوية في الولايات المتحدة التي يمتلكها ويديرها بشكل أساسي القطاع الخاص. أي يعتمد أمن البنية التحتية الحيوية على القطاع الخاص، وما إذا كانت الشركة قادرة على مقاومة هجمات القراصنة أم لا بشكل فعال.
كشف هذا الهجوم عن القضايا التنظيمية الأمريكية بشأن البنية التحتية للطاقة. إدارة أمن النقل الأمريكية هي الوكالة التنظيمية الفيدرالية لأمن خطوط الأنابيب. اعتبارا من السنة المالية 2018، وظفت الوكالة ما يقرب من 50 ألفا من أفراد الأمن، لكن كان لدى قسم أمن خطوط الأنابيب 6 موظفين فقط بدوام كامل. في نفس العام، أصدر مكتب مساءلة الحكومة الأمريكية تقريرا أعرب فيه عن مخاوفه بشأن مستوى التوظيف وخبرة الأمن السيبراني المحدودة لقسم أمن خطوط الأنابيب التابع للإدارة. يعتقد النقاد بأن موظفي الإدارة يفتقرون إلى الخبرة الكافية لحماية خط الأنابيب.
كما حذر خبراء الأمن السيبراني من أن الحكومة والشركات الخاصة فشلت في حماية البنية التحتية للطاقة الحيوية في أمريكا بشكل كاف، و يمكن أن يعطل أو يدمر المنشآت في غضون أسابيع أو شهور اذا حدث الهجوم من قبل قراصنة الانترنت.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، قامت اللجنة الفيدرالية الأمريكية لتنظيم الطاقة بصياغة وتنفيذ معايير الأمن السيبراني الإلزامية لأنظمة الطاقة واسعة النطاق، ولكن لا يوجد نهج مماثل لما يقرب من 4.828 ملايين كيلومتر من خطوط الأنابيب للغاز الطبيعي والنفط والسوائل الخطرة التي تمتد عبر أراضي الولايات المتحدة.
فمن ناحية، يتحكم القطاع الخاص في البنية التحتية الحيوية واسعة النطاق، لكن استثماراته في الأمن السيبراني لا تكفي، لذا لا تستطيع الحكومة الفيدرالية الأمريكية التحكم بها بكفاءة، من ناحية أخرى، فإن الهجمات الإلكترونية المتكررة وواسعة النطاق قد أثرت بشدة على سير العمل الطبيعي للدولة الأمريكية. لذا وعلى ما يبدو فقد أصبحت تلك نقطة هشة في النظام الأمريكي.