CGTN العربية/
بدأ بعض السياسيين الأمريكيين بنشر “نظرية التهديد الصيني” مع قرب حلول الانتخابات الأمريكية. على سبيل المثال، بعث مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين بخطاب في ولاية أريزونا يوم 23 يونيو مدعيا أن الحزبين انتقصا أهمية “التهديد الصيني” منذ عقود، ما يمثل أكبر فشل للسياسات الخارجية الأمريكية منذ عام 1930. في اليوم نفسه، قام مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر بقذف الصين في برنامج فوكس نيوز قائلا أنها شكلت تهديدا شاملا وواسعا في مجالات الإبداع والأمن الاقتصادي والديمقراطية الأمريكية.
في السنوات الأخيرة، أصبح الموقف المتشدد من الصين وسيلة تمثل “صوابية سياسية”. خلال الأيام القليلة الماضية، اتخذ كبار المسؤولين في البيت الأبيض مواقف متشددة تجاه الصين لكسب أصوات الناخبين. علقت شبكة أكسيوس الإخبارية أن إدارة ترامب تعتبر الصين موضوعا أساسيا في الانتخابات، كما يعكس قلق الحزبين تجاه قوة الصين المتنامية.
سبق لموقع “Grey Zone” وهو موقع استقصائي إخباري مستقل في الولايات المتحدة، نشر مقالات عديدة كشفت أن الصحفيين والسياسيين الأمريكيين اختلقوا نظريات المؤامرة بشكل مشترك، وقاموا بتشويه الصين من خلال الاتهامات الكاذبة ونشر الخوف وقذف المسؤوليات على الآخرين لتقليل مصداقية خطاب الخصم وزيادة العداء بين الجانبين مما أدى إلى “الحرب الباردة الجديدة” في النهاية. لذا لم تظهر الآراء العامة السلبية تجاه الصين بلا أساس، بل تعد مواصلة للسياسات العدائية طويلة الأمد التي اتخذتها الحكومة الأمريكية تجاه الصين.
أشارت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إلى أن اعتبار الصين موضوع البحث في الانتخابات الأمريكية هو أمر له تاريخ طويل. وفيما يخص مرشحي الرئاسة، فمن عادتهم الدعوة إلى التمسك بموقف قوي من الصين في الانتخابات، ثم تميل مواقفهم إلى الأسلوب المعتدل بعد تولي المناصب ويأملون التعاون مع الصين.
ترتبط عودة “التهديد الصيني” ارتباطا وثيقا بمنطق الهيمنة وفكرة الحرب البادرة الراسخة وسط السياسيين الأمريكيين. يعتقد بعضهم أن نجاح النموذج الصيني يعني فشل بلادهم في الحوكمة، ونهوض الاقتصاد الصيني يمثل تدهور الاقتصاد الأمريكي. أصدر البيت الأبيض يوم 20 مايو “السياسة الاستراتيجية الأمريكية تجاه الصين” التي تتكون من 16 صفحة وتنقل خيبة أمل الولايات المتحدة في الصعيدين، واحدة منهما هي أن الصين لم تتوجه نحو “الديمقراطية” على النمط الغربي، الأخرى هي أن الصين لم تصبح “تابعا” للولايات المتحدة. أشارت هذه الوثيقة إلى أن الصين أثارت تحديات كبيرة تجاه الولايات المتحدة في مجالات الاقتصاد والقيم والأمن الوطني.
الولايات المتحدة قلقة للغاية من أن دعوات الصين ستحل محل “القيم العالمية” للغرب. في السنوات الأخيرة، بدأت أنظمة الحوكمة الصينية تظهر مزاياها وتعمل بشكل أفضل من الدول الغربية المتقدمة في العديد من النواحي وخاصة منذ تفشي وباء فيروس كورونا الجديد. يعتقد بعض الخبراء أنه لا يوجد تقييم أفضل للأنظمة الصينية والغربية إلا في أوقات الأزمة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: “نهوض الصين يجلب الفرص لدول العالم ولن يشكل تهديدا لأي دولة أو مؤسسة أو فرد. آمل أن تنظر الدول الأخرى إلى التنمية الصينية بطريقة عادلة ورشيدة، وتظهر المزيد من الآراء التي تساعد على السلام الدولي والقليل من الافتراء والوشاية الكاذبة.”