أثبتت الممارسات التي استمرت لأكثر من نصف قرن أن نظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات العرقية في الصين كان ناجحا للغاية، مما يعزز بشكل فعال الرخاء والتقدم المشترك لجميع المجموعات العرقية في البلاد.
وإن الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات العرقية هو نظام سياسي أساسي تبناه الحزب الشيوعي الصيني لحل القضايا العرقية في الصين من خلال تطبيقه للمبادئ الأساسية للماركسية. ويتماشى مع الظروف الفعلية للصين والمصالح المشتركة لجميع المجموعات العرقية. وتم تصميم النظام من قبل الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ في عام 1936.
وقال ما تشان تشن، المدير السابق لمكتب تاريخ الحزب الشيوعي الصيني في محافظة تونغشين بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين: “كان النواب من المزارعين والتجار والحرفيين والشخصيات الدينية. لذلك كان هناك تنوع كبير في النواب، وكانت الانتخابات ديمقراطية بالكامل. وكان الأمر بسيطا للغاية، حيث وضع الجميع بازلاء في وعاء، وأظهر عدد البازلاء نتيجة الانتخابات”.
وانتخب ما خه فو، وهو مزارع من أقلية هوي العرقية، رئيسا لحكومة ذاتية الحكم لقومية هوي لمحافظة يويهاي، التي تعد أول نظام حكم ذاتي لقومية هوي في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، تم إدراج نظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات العرقية في الدستور باعتباره أحد الأنظمة السياسية الأساسية للصين.
وحتى الآن، أنشأت الصين خمس مناطق ذاتية الحكم و30 ولاية ذاتية الحكم و120 محافظة ذاتية الحكم. ولأكثر من 70 عاما، نفذ الحزب بشكل كامل السياسات العرقية، والتي عززت بشكل كبير المساواة والتضامن والازدهار بين جميع المجموعات العرقية.
وقال هاو شي يوان، عضو الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “يتعين تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية في مرحلة جديدة من التطور التاريخي، مع جميع المجموعات العرقية في إطار مفهوم المجتمع المشترك للأمة الصينية. ومن هذا المنظور، يعتبر نظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات العرقية ضمانا للتنمية المشتركة لجميع المجموعات العرقية، وترسيخ الوعي بالمجتمع المشترك للأمة الصينية”.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.