الأنباط-الاردنية/
بقلم: يلينا نيدوغينا*
هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة بالتأكيد التي يَستقبل الأردن فيها تبرعات سخية جدًا على شكل مطاعيم صينية فعّالة، قادرة على إبادة كوفيد/19، الذي يُهاجم مواطنينا بدون شفقة منذ تفشيه في بلدان العالم. قبل أيام قليلة، تلقت بلادنا دفعة جديدة من لقاح سينوفارم (صينوفارم) الصيني الشهير عالميًا والنافذ المفعول، حملتها طائرة خاصة، في لفتة دعم ومساندة مجانية من الحكومة الصينية والشعب الصيني الشقيق للحكومة الأردنية والشعب الأردني، ما يعكس عُمق ومتانة وصلابة العلاقات الأردنية الصينية في شتى المجالات، وتقاطعها في الكثير من القضايا التي تحتاج إلى تعاونهما المتواصل والعميق للمساهمة في حلحلة الاحتقان الذي يُخيّم على الأجواء العالمية ويُنذر بمواجهات دولية حارة. التعميق المتواصل للصِلات والتنسيقات بين عمّان وبكين ضرورية، ودورهما كبير على مختلف الساحات الدولية وفي إقليميهما.
تُدرك القيادة الصينية تمام الإدراك وتتفهم المَشهد الدولي على اتساعه، ذلك لأنها نابهة وذات خبرات متراكمة، فقائدها الرفيق (شي جين بينغ)، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، يُدير دفة الحزب والدولة بكفاءة منقطة النظير، ويَشحذ الهمم بجدٍ وحِكمة للقضاء على كوفيد/19 وتحوراته في مختلف رياح الدنيا، بعدما تم تحييد الفيروس داخل الصين وهزيمته، فتحققت بسرعة قياسية مُعجزة جديدة من معجزات الصين المتلاحقة لوقف تقدم هذه الآفة الأخطر، ونقلت الصين خبراتها في هذا الحقل لدول أخرى، لتحذو حذوها وتنقذ مواطنيها.
ولهذا، نقرأ في فِكرِ وعقيدة الرئيس (شي) الخاصة بخدمة الإنسانية، أن هذه الأفكار إنما أصابت النجاح لكونها تتزنر بالوعي الجَمعي وبالتالي هي قادرة على توليد النجاحات من خلال التعاون الدولي الشامل والكامل سويًا مع الصين، وعلى قاعدة أخوية رفاقية متساوية دون تفرقة بين صغير وكبير، والأردن هو جزء فاعل من هذا التعاون الأممي على المسرح العالمي، إذ ما انفك الأمين (شي) يدعو بلا كلل ولا ملل إلى ضرورة الوصول بالبشرية إلى مجتمع المصير الواحد الآمن، لتشد الشعوب والأمم أزر بعضها بعضًا ككلٍ واحدٍ، وككلٍ متناغمٍ ومتضامنٍ حول المشتركات الإنسانية، التي تُفضي حُكمًا إلى سلام عام للبشرية، وتأخذ بأيدي أبنائها نحو التعاون المتساوي في نتائجه، لتذليل كل الصِعاب والمشكلات التي لن يكون لها مكان في المجتمع الواحد والموحَد والموحِد للبشرية، والساعي للارتقاء بالإنسان كمُمَثل للكونية إلى رِحاب العالمية، وللانشغال الواعي بتوظيف مصالح الكل في وحدة الكل في واحدٍ.
سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، تشن تشوان دونغ، أكد وحدة المصير الإنساني في التصدي لكورونا، ونستشهد بتصريحاته وهي: “إننا نحتفل اليوم بتضامننا جميعًا في محاربة كوفيد/19، مُشيرًا إلى استذكار الصينيين التعاطف والدعم القيّم الذي قدمه الشعب الأردني للصين في بداية الوباء، وفي الوقت ذاته قدّمت الصين العديد من المساعدات إلى الأردن، بما فيها المواد الطبية، وهذا إن دلَ على شيء فإنه يَدل على عمق الصداقة التي تجمعنا، والتي أعتز بها كثيرًا”. وأكد السفير تشن تشوان دونغ وقوف الصين إلى جانب الأردن في معركته ضد كوفيد/19، وأن اللقاحات أصبحت سلاحًا قويًا لهزيمة الفيروس واستعادة الاقتصاد والحياة الطبيعية للناس.
ويسترسل الرفيق السفير تشن تشوان دونغ: و “على الرغم من الطلب الهائل على المطعوم في الوطن الأم الصين، فقد تغلّبت الحكومة الصينية على صعوبات كبيرة لتزويد الأردن باللقاح، حيث قمنا منذ 3 أسابيع بتسهيل شراء مجموعة من اللقاحات بسعر تفضيلي، ويُسعدنا اليوم التبرع بدفعة أخرى من اللقاحات للشعب الأردني”.
ويَزيد: “إن الأردن من الدول التي سارت في طليعة هذا المَسعى العالمي، حيث كانت الأولى التي قدمت اللقاح للاجئين على أراضيها، بالإضافة إلى مشاركتها في التجارب السريرية للقاح (سينوفارم)”. وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، أكد بعد تسلّم الأردن اللقاحات الصينية، على “الفعالية العالية للمطعوم الصيني”، وبأنه “من أكثر المطاعيم استخدامًا في العالم”، وأكد بأنه “آمن وفعّال”، ويَستطرد بتصريحه كذلك: “تم تطعيم 200 مليون شخص منه في الصين”، داعيًا المواطنين الأردنيين والمُقيمين إلى عدم التردد في أخذ هذا اللقاح”.
وتحدث السيد وزيرنا النابه، خلال لقائه سفير جمهورية الصين الشعبية، الرفيق تشن تشوان دونغ، واستلام دفعة جديدة من لقاح (سينوفارم) تبرعًا للأردن من الحكومة الصينية، عن قوة العلاقات بين الأردن والصين وجهودهما في مكافحة الوباء من خلال الإجراءات وإعطاء المطاعيم.. وأشار إلى أن الحكومة الأردنية تسعى لإعطاء اللقاح الواقي من الفيروس لأكثر من 70 بالمئة من عدد المواطنين، حيث أثبتت التجربة أن الموجة الوبائية لن تنحسر إلا إذا انتصر الجميع، ومؤكدًا في الوقت نفسه بأن “فعالية اللقاح الصيني حسب الأرقام الأولية أظهرت أنها تقترب من ٨٠٪، وقد كانت ٩٧٪ تقريباً، وبالتالي هو لقاح فعّال”، ونوّه إلى أنه شخصيًا تلقى اللقاح الصيني منذ فترة حتى يطمئن الناس. شكرًا للصين الصديقة والحليفة رئيسًا ودولةً وشعبًا، وشكرًا لسعادة السفير الصيني الجديد والصديق، تشن تشوان دونغ، وللحديث بقية.
*إعلامية وكاتبة أردنية.