شبكة طريق الحرير الإخبارية/
مَرةً أُخرى: الأرُدُن ومَاليِزيَا وتَعظِيِمِ المُشْترَكاتِ الرَاسِخَة
ـ بقلم: يلينا نيدوغينا:
أكاديمية، متخرِّجة من جامعتين: روسية (تخصص هندسة كيمياء وتكنولوجيا)؛ وأُخرى أردنيَّة (تخصص سياحة)؛ وكاتبة، ومواطنة ثنائية الجنسية – الروسية والأُردنية، وتحمل أوسمة وتقديرات سياسية عالية من عددٍ من الدول الحليفة والصديقة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح:
كاتب وصحفي أُردني، وعضو قديم في “نقابة الصحفيين الأُردنيين”، ورئيس منظمات دولية، ومتخصص في الشؤون الكورية، وعضو فخري في “اتحاد الصحفيين الكوريين”، وحامل الأوسمة والشهادات الفخرية من القيادات السياسية لعدد من الدول الحليفة والصديقة، ومواطن روسي الجنسية.
لا بد في البداية، أن نعود، ولو سريعاً، لاستعراض عملية بدء العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين الأردن وماليزيا، إذ إنها كانت قد تأسست في عام 1965، على مستوى التمثيل غير المقيم للسفراء، بينما شهد العام 1995 افتتاح ماليزيا أول سفارة لها في الأردن، وتم بعدها إفتتاح السفارة الأردنية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بتاريخ 18/12/1997، وما تزال هذه العُروة الوثقى قائمة على أسس صَلدة من الأخوّةِ والتعاون والتضامن الثنائي بين البلدين، وفي نمط الدبلوماسية الشعبية الشاسعة، التي تستمر أيضاً باستعراض المهام المُضيئة للرِباط القائم بين العاصمتين، وبالتالي الدفع بها إلى رحاب أوسع، يؤكد ما تتسم به الشراكة والتعاون والتنسيقات الأردنية – الماليزية من مشاعر جياشة، تعكس الكثير من مشتركاتهما الشاملة، التي تتفق على حفظ كرامة الإنسان وإعلاء قدره ومكانته التي يحميها البلدان الشقيقان، ويتم تطويرها على أرضية الواقع اليومي المُعَاش، لأجل تجذير الدبلوماسية الشعبية بينهما، لِمَا لهذه الدبلوماسية؛ التي تُعتبر من أهم مجالات الدبلوماسية؛ من ضرورة تدعيم وترسيخ مكانة هذه الصِلات بين الشعبين والدولتين، إذ تُعتَبَر الدبلوماسية الشعبية رافعة غاية في الأهمية والمِقدار العالي لكل البلدان في معمورتنا ولرؤساء الدول، إذ إنها تعمل على تعزيز وشائج المحبة بين الشعبين وتجذيرها، واكتشاف الجديد من المشتركات التي تؤدي بدورها إلى خطوات تعمل على صمود الوِداد، وآصِرَة القُربى والتَّرابُط، بغية الدفع للمزيد من التقارب، والمصاهرة، والمشاركات الحكيمة في شتى المناحي بين الجانبين.
لذلك، وانطلاقاً من هذه الأرضية الزاخرة بالحِكمة للقيادتين السياسيتين لبلدينا، نشهد الثبات على تواصل نجاح القفزات الحكيمة للدبلوماسيتين الرسمية والشعبية لقطرينا المحبين لبعضهما بعضاً، إذ نجحت هذه الجهود إيُّما نجاح في تعزيز المَودَّة والتواصل بينهما، وكذا يَلعب ناس البلدين في هذا الشق دوراً واسعاً، سيَّمَا حِيال أمر تكثير عديد الزواجات بين شبيبة البلدين، وهذه إنَّمَا يعمل “بسرعة البرق” على مهمة توثيق التآخي بين شعبينا وتواصلهما الذي لا فكاك منه، فتأصيل ذلك، إضافة إلى التقارب في وجهات النظر، وهو أحد أهم العوامل في تَآزَفَ واجتماع الشعوب وشراكتها، لا سيَّمَا وأن الاعتدال السياسي هو الشعار الأساسي الذي تتبناه عَمَّان وكوالالمبور، بخاصة إزاء القضايا الدولية، ولأجل العمل الضامن خصوصاً في القضايا الرئيسية التي تزخر بها الرحاب الآسيوية لمجتمعينا الإثنين، الآسيوي الشرقي الذي تَقوم فيه المملكة الماليزية الشقيقة، وتلكم الجزء الغربي من آسيا الذي يَضم المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة.
وليس ختاماً، من الضروري هنا الإشارة إلى تسارع ازدياد عديد الطلبة الجامعيين الدارسين في بلدينا سنة بعد أُخرى، وإن ما يؤكد ذلك هو قوَّة وعُلو شأن التعليم والتدريس والعلوم في ماليزيا الشقيقة والأردن – الجمهرة الكبيرة من الطلبة الماليزيين الدارسين في الجامعات الأردنية، والعديد الواسع من الأردنيين الملتحقين بالجامعات الماليزية، وهذا إنَّمَا يُؤشِّر بوضوح على نجاح النهج الذي يتمسك به بلدينا المتفاهمين على كل شيء بينهما، في سبيل المزيد والمزيد من تعظيم قواعد البُنيان الثنائية بينهما، والمحبة والتقدير العالي لبعضهما البعض، وهو ما جعل السلك التعليمي للبلدين، منذ عهد بعيد، تجربة دولية يتم الاحتذاء بها على صعيد أُممي وإقليمي وقاري.