حصلت مدينتا بكين وتشانغجياكو بشمالي الصين، على حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية لعام 2022 خلال اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في يوم 31 يوليو 2015. وبعد عام من الآن، ستضيء شعلة الألعاب الأولمبية الشتوية الصين. وباعتبارها المدينة الوحيدة في العالم التي استضافت الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، تقدم بكين مساهمتها الفريدة في تاريخ الألعاب الأولمبية.
تمثل استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية نتيجة للتنمية الخضراء في الصين. فقد اعتبرت وسائل الإعلام الأجنبية “الضباب الدخاني” أحد أكبر التحديات التي قد تواجه بكين في المنافسة على استضافة هذه الدورة. ومع ذلك، وصل متوسط التركيز السنوي للجسيمات الدقيقة العالقة (PM2.5) في المدينة إلى مستوى منخفض قياسي في العام الماضي. وتم إيقاف عمل منطقة شوقانغ الصناعية الواقعة بغربي المدينة، وتم تحويلها إلى مقر للجنة المنظمة للدورة.

وتمثل دورة بكين حدثا رياضيا من المتوقع أن يتابعه جميع أبناء الشعب الصيني. فقد طرحت الصين هدفا يتمثل في ممارسة 300 مليون صيني للرياضات الشتوية. وستمكّن استضافة بكين لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية من تعميم الرياضات الشتوية في الصين بشكل شامل. وبدأ المزيد من الشباب الصينيين يشعرون بجاذبية الرياضات الشتوية، ويزداد انتشارها يوما تلو الآخر.
وتمثل دورة بكين منصة للتبادلات المفتوحة بين دول العالم. وتمثل الحلقات الخمس في شعار الألعاب الأولمبية قارات العالم، وهي متشابكة ومترابطة. وبسبب الاختلافات الثقافية والاجتماعية، لا يزال لدى بعض الناس سوء فهم كبير حول الصين. ودورة بكين ستجعل العالم يتعرف عن قرب على الصين “الدولة المتقدمة صاحبة التاريخ الممتد”.

وتمثل دورة بكين مزيجا من الرموز الصينية والتقنيات المتقدمة. فتصميم المبنى الرئيسي للمركز الوطني للقفز على الجليد مستوحى من الزخرفة الصينية التقليدية “رويي”، وستصبح قاعة التزلج السريع الوطنية، المعروفة باسم “شريط الجليد”، أول “ملعب ذكي” في العالم. وسيتم استخدام 11 ملعب لدورة “بكين 2008” خلال الدورة، لاستضافة حفل الافتتاح والعديد من الفعاليات الرياضية.
وبعد التغلب على تأثير وباء “كوفيد-19″، تم الانتهاء من بناء جميع الملاعب في مناطق المنافسة الرئيسية الثلاث لدورة أولمبياد بكين الشتوية (بكين وحي يانتشينغ الشمالي الغربي ومدينة تشانغجياكو) في نهاية العام الماضي، وتم الانتهاء من البنية التحتية المعنية في الفترة نفسها.
وخط السكك الحديدية فائق السرعة الذي يربط بين بكين وتشانغجياكو “الذكي” والذي تم تصميمه وتنفيذه بأياد صينية مائة بالمائة، ويربط بين مناطق المنافسة الثلاث للدورة. وقد نقل أكثر من 6.8 مليون مسافر منذ افتتاحه قبل عام، ويختصر الخط الرحلة بين بكين وتشانغجياكو من ثلاث ساعات إلى 47 دقيقة.

ويعد الرئيس الصيني شي جين بينغ واحد من عشاق الرياضات الشتوية أيضا، فقال في مناسبات مختلفة إنه كان يعتاد التزلج في بحيرة شيتشاهاي في بكين عندما كان صغيرا، وكان يحب أيضا مشاهدة هوكي الجليد والتزلج على الجليد. لذلك فإنه يولي أهمية كبيرة لنشر الرياضات الشتوية في الصين.
وقام شي الذي كان يشغل منصب مدير المجموعة الرائدة للأعمال التحضيرية لدورة “بكين 2008″، بأربع جولات تفقدية للأعمال التحضيرية لأولمبياد بكين الشتوية. وقبل أسبوع، أكد شي خلال محادثة هاتفية مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، أن الجانب الصيني، وبدعم قوي من مختلف الأطراف، يعتزم إتمام جميع الأعمال التحضيرية في الموعد المحدد، من أجل ضمان نجاح استضافة دورة الأولمبياد الشتوية.
ولا يزال الكثيرون يتذكرون الدعوة التي وجهها الرئيس شي إلى العالم في الحفل الختامي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018: “مع كل الصينيين، أرحب بالأصدقاء من جميع أنحاء العالم. موعدنا في بكين 2022!”
*المصدر: سي جي تي إن العربية.