شبكة طريق الحرير الإخبارية/
تم إجراء الحوار الناجح بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بكين قبل أيام تحت رعاية الصين، حيث تم الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الأمر الذي لاقى تقديرا عاليا وواسع النطاق من دول الشرق الأوسط، إذ أن “إعلان نواكشوط” الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد في موريتانيا، تم الإعراب فيه بشكل خاص عن الترحيب بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية و إيران تحت رعاية الصين.
وعلق وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كيسنجر قائلا “إن المصالحة بين السعودية وإيران تغير المعادلة الاستراتيجية في #الشرق_الأوسط، ولا تقل أهميتها عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة”. في الوقت الحالي، تتجلى “فوائد السلام” التي أتى بها الحوار بين السعودية وإيران في بكين تدريجيا في المنطقة. فإن منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها من أكثر المناطق تعقيدا جيوسياسيا في العالم، تشهد الآن “موجة الصلح”.
تنتهز السعودية وإيران هذه الفرصة لإظهار حسن النية في المصالحة، حيث وجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز دعوة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة السعودية، وأجرى وزيرا الخارجية السعودي والإيراني مكالمة هاتفية، واتفقا على عقد اجتماع قريبا، وأشار الجانب السعودي إلى أن المملكة ستستثمر في إيران قريبا. وزار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السيد علي شمخاني الإمارات والعراق على التوالي، واتصل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان هاتفيا بوزيري الخارجية التركي والكويتي، وهو بدأ التفاوض مع البحرين بشأن استئناف العلاقات بين البلدين، وقال لمصر إن “المنطقة بحاجة إلى التضامن بين إيران ومصر”.
يتسارع ذوبان الجليد للعلاقات بين سورية والعالم العربي، ويتعالى الصوت الداعي لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية. كانت سورية معزولة في المنطقة بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، وتم تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية. قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى الإمارات في الأيام الأخيرة، ورحب الجانب الإماراتي به ترحيبا حارا. وقال الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد إن “غياب سورية عن أشقائها قد طال، وحان الوقت إلى عودتها إليهم وإلى محيطها العربي”. كما أعلنت تونس أنها تعتزم استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سورية وتبادل السفراء معها. وأفادت الأخبار أن سورية والسعودية تتفقان على إعادة فتح سفارتي البلدين، الأمر الذي يسهم في تسريع خطوات عودة سورية إلى جامعة الدول العربية.
يتكسر الجليد للعلاقات بين تركيا ومصر. زار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مصر مؤخرا وأجرى محادثات مفتوحة وصادقة وممتعة مع نظيره المصري سامح شكري، وتعتبر هذه الزيارة أول زيارة قام بها مسؤول تركي على مستوى وزير لمصر منذ تدهور العلاقات بين البلدين عام 2013. قد اتفق الجانبان على تطبيع العلاقات بين البلدين في أقرب وقت ممكن، واستئناف العلاقات الدبلوماسية على مستوى سفير، والعمل بنشاط على عقد لقاء بين رئيسي البلدين خلال العام الجاري.
علق عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي على الحوار بين السعودية وإيران في بكين، قائلا إنه انتصار للحوار وانتصار للسلام. يعد هذا الحوار بداية جيدة لحل النزاعات وتحسين العلاقات لدول الشرق الأوسط. وفي الوقت الحالي، أصبح كسر المواجهة بين المعسكرات وتخفيف حدة توتر الأوضاع والسعي لتحقيق السلام والتنمية محل التطلعات لشعوب دول الشرق الأوسط. إن شعوب الشرق الأوسط هم أسياد لحل القضايا في الشرق الأوسط، ولا يوجد “فراغ السلطة” في الشرق الأوسط، ولا تحتاج المنطقة إلى “أولياء الأمور من الخارج”، وينبغي للمجتمع الدولي أن يدعم دول الشرق الأوسط في تقرير شؤون المنطقة بشكل مستقل.
نجحت الصين في الوساطة للحوار بين السعودية وإيران، مما أطلق “موجة الصلح” في الشرق الأوسط. وذلك يعكس ثقة الدول المعنية بموقف الصين الصديق والمتوازن، ويظهر النية الصادقة للصين ومسؤوليتها في الشؤون الدولية لدول الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يعد ذلك أيضا ممارسة ناجحة للصين في تنفيذ “مبادرة الأمن العالمي”، وهي فتحت طريقا جديدا لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ونصبت قدوة لتسوية الصراعات والخلافات بين الدول من خلال الحوار والتشاور.
إن القضايا في الشرق الأوسط معقدة ومتشابكة، قد يكون الطريق إلى السلام والتنمية في المنطقة صعبا وطويلا. على الرغم من ذلك، طالما تواصل الدول المعنية تعزيز ثقتها وإجراء حوارات ودية واتخاذ خطوات عملية من أجل “تحويل العداء إلى الصداقة”، فيكون الأفق الجميل للشرق الأوسط نحو التنمية والازدهار قابلا للتوقع والتحقيق. ستواصل الصين المساهمة بالحكمة الصينية والحلول الصينية والتحركات الصينية في تحقيق السلام والأمان في الشرق الأوسط، وهي تكون من يعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ومن يتعاون مع دول المنطقة في تحقيق التنمية والازدهار، ومن يدفع بالتضامن وتقوية الذات للمنطقة.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.