Wednesday 27th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

من يدمر القوة العظمى في العالم؟

منذ 4 سنوات في 30/يوليو/2020

CGTN العربية/

نشر موقع “فورين بوليسي” الأمريكي الذي يصدر كل شهرين مقالا يوم الخميس الماضي بعنوان “كيفية تدمير القوة العظمى في العالم” بقلم ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، والمحتوى كما يلي:

على مدى السنوات الـ 35 الماضية، تلقت التحذيرات بشأن التدهور الوشيك للولايات المتحدة القليل من الاستجابة. يشير الكتاب “صعود وسقوط القوى العظمى” الذي يحظى بشعبية بقلم بول كينيدي، أستاذ التاريخ في جامعة ييل، إلى أن “الإمبراطورية الغارقة” قد يقود الولايات المتحدة إلى طريق التدهور الذي وصلت إليه بريطانيا. هذا التنبؤ متشائم على نحو ما، وتبين أن التنبؤ متسرع للغاية في مضمونه حتى لو كان أفضل. يري بعض العلماء الآخرين المشهورين أن الولايات المتحدة تصبح “دولة عادية” حاليا وتتجه نحو عالم “ما بعد الهيمنة”. عندما انهار الاتحاد السوفييتي وأصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة المتبقية، يندهش هؤلاء العلماء كثيرا تجاه ذلك. فهذا قد شكل الظروف المثالية للغطرسة والرضا عن النفس.

قبل إدارة ترامب، كان يمكن تقسيم أخطاء أمريكا في عهد القطب الواحد إلى ثلاثة مواضيع. الخطأ الأول هو تبني الإستراتيجية الكبرى لهيمنة الحرية، التي تسعى لنشر الديمقراطية والأسواق ومفاهيم القيم الحرية الأخرى على نطاق واسع، وتهدف إلى إدخال العالم كله في نظام حر صممته وقادته الولايات المتحدة. تسببت هذه الإستراتيجية الطموحة في مقاومة قوية في العديد من المناطق، مما أدى إلى حروب غير ضرورية وغالية كلفت تريليونات الدولارات ودمرت الصناعات الرئيسية في الاقتصاد الأمريكي.

الخطأ الثاني هو إضعاف المؤسسات العامة برفض تزويدها بالموارد ثم إلقاء اللوم عليها بشأن جميع مشاكلنا.

الخطأ الثالث هو تسليح السياسات الحزبية، التي بدأت بحملة الإصلاح التي كانت يقودها نيوت جينجريتش في الكونغرس الأمريكي. 

أدت تبعات هذه الأخطاء الثلاثة إلى أنه سمح لترامب بدخول البيت الأبيض. ومنذ دخوله البيت الأبيض، قلل ترامب من تأثير الولايات المتحدة في العالم إلى مستوى تاريخي منخفض وأجبر إيران على الاقتراب من صنع قنبلة نووية.

ثم اندلعت جائحة “كوفيد-19” في العالم.

تم تسجيل وضع استجابة إدارة ترامب الكارثية لجائحة “كوفيد-19” في مكان آخر، وليس هناك حاجة لتكرار هذا الحدث المحبط. على العكس من ذلك، أود أن أشدد على التبعات بعيدة المدى التي قد يكون لها هذا التأثير على المكانة العالمية للولايات المتحدة.

أولا، كما قلت من قبل، فإن تصرفات ترامب حول التخلص من المشكلة بمفردها أضرت بسمعة أمريكا المتدهورة.

ثانيا، سيترك الكساد الاقتصادي الناجم عن جائحة “كوفيد-19” جرحا عميقا على الاقتصاد الأمريكي، وكلما طال أمد الأزمة، زاد الضرر.

ثالثا، اشتدت تدابير الحصار وأدت إلى سوء لدى الشركاء والأطفال، وفي الوقت نفسه زادت صعوبة اكتشاف هاتين الحالتين. على سبيل المثال، عادة ما يجد معلمو المدرسة حالات إساءة معاملة الأطفال ويبلغون عنها، ولكن عندما لا يذهب الأطفال إلى المدرسة، فمن غير المحتمل أن يجد المعلم مشاكل ذات صلة، الذي يؤدي إلى أن معدل حدوث مشاكل الصحة العقلية في الولايات المتحدة في المستقبل سيكون أعلى من المتوقع، وستكون هذه مأساة للضحايا وستستهلك المزيد من القوة الوطنية للولايات المتحدة.

رابعا، على الرغم من أن إغلاق المدارس العامة ضروري للسيطرة على الوباء، إلا أنه سيكون له حتما تداعيات سلبية على التعلم، مما يتسبب في تأخر الأطفال الأمريكيين وراء شركائهم الأجانب في التعليم. حيث يتأثر التعليم في جميع المناطق بالوباء، لكن الضرر سيكون أكبر للدول التي لم تستجب للوباء بنجاح ولا تزال حالات الإصابة المؤكدة الجديدة في تصاعد.

خامسا، سوف يتضرر التعليم العالي بشدة. الجامعات الأمريكية كانت الأفضل على مستوى التعليم في العالم منذ عقود وهي أيضا محرك ابتكار ضخم للاقتصاد الأمريكي. إنهم يتعرضون لإغلاق المدارس ولا سيما فقدان الطلاب الأجانب، الذين هم مصدر دخلهم وكانوا محرك التقدم التكنولوجي. وكلما طال تأخر الولايات المتحدة عن العالم في الاستجابة لوباء “كوفيد-19″، زادت الأضرار التي ستعانيها في هذا المجال.

أخيرا وليس آخرا، لم تمنع جائحة كورونا النساء من الإنجاب، لكن العديد من الأشخاص يواجهون حاليا حالة من عدم اليقين الاقتصادي الكبير وضغط معني بالمرض. وقد أظهرت المزيد من الدراسات أن الضغوط المختلفة على الأمهات لها آثار ضارة على الجنين ونمو الطفولة المبكرة، ولها تأثيرات طويلة المدى على الصحة البدنية للأطفال، والقدرة المعرفية، والنضج العاطفي، وفرص مدى الحياة.

أظهر الوضع في العقود الأخيرة أن الأمريكيين هم أسوأ عدو لأنفسهم. ترامب لا يدمر الولايات المتحدة عمدا، إنه لا يستطيع السيطرة على نفسه. وبالتالي سنكون نحن الذين سيعانون من تبعات ذلك.

التصنيفات: أخبار وتعليقات

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *