نمو منطقة الخليج الكبرى جنوبي الصين لتتحول من “مصنع عالمي” إلى منطقة خليج مدفوعة بالابتكار التكنولوجي من المستوى العالمي.
يعد الطريق السريع بين مدينتي قوانغتشو وشنتشن جنوبي الصين أحد أكثر الطرق السريعة ازدحاما في البلاد. وأقيمت على طول الطريق العديد من المختبرات الوطنية والمدن التكنولوجية وحاضنات رواد الأعمال. ومع تحسن السلسلة الصناعية بشكل متزايد، أصبحت مكانا رائدا في منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.
ومع ذلك، واجه التدفق الحر لعناصر الابتكار في المنطقة العديد من العقبات في السابق.
وقال تشان تشينغ تشون، الأستاذ الفخري بجامعة هونغ كونغ: “تقدمنا بطلب للحصول على مشروع علمي على المستوى الوطني، لكن الأموال لم تصل إلينا. ولابد من نقل بعض المعدات من هونغ كونغ إلى شنتشن، وكانت هناك بعض العقبات”.
تشكل لدى تشان الذي بلغ الثمانينيات من عمره، انطباع عميق عن المعوقات في التبادلات التقنية بين هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني.
وفي عام 2017، كتب تشان، إلى جانب 23 أكاديميا آخر من هونغ كونغ، رسالة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، يعبرون فيها عن رغبتهم في تقديم مساهمات للبلاد والإبلاغ عن مشاكل في استخدام صندوق العلوم في هونغ كونغ والتفضيلات التعريفية في نقل المعدات. واستجاب شي خلال وقت قصير، وحث هونغ كونغ على المشاركة في تنمية البلاد.
وفي غضون ذلك، تم طرح سلسلة من السياسات الجديدة. وفي مايو عام 2018، أصدرت وزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة المالية الصينية وثيقة لتسهيل استخدام أموال الحكومة المركزية في هونغ كونغ في شكل تمويل المشاريع العلمية. كما تخطط الصين لفتح البنية التحتية العلمية الرئيسية والمعدات الكبيرة في مقاطعة قوانغدونغ لعلماء هونغ كونغ وماكاو بطريقة منظمة.
وقال تشان: “في الماضي، كانت المختبرات التي أنشأتها البلاد في هونغ كونغ مختبرات شريكة. والآن بدون كلمة “شريكة”، يمكن أن نتحكم في شؤوننا الخاصة. وإن القوة الروحية التي يمنحها ذلك لنا أكبر بكثير من القوة المادية. لذلك يجب أن ننضم إلى تنمية منطقة الخليج الكبرى بأفضل أعمالنا”.
يحفز التدفق غير المقيد للعناصر الرئيسية التقدم العلمي في منطقة الخليج الكبرى. وسيختبر مستشفى نانفانغ روبوتا جراحيا للمعالجة التنظيرية، ضاعفت سرعته تقريبا سرعة الروبوتات المماثلة الأخرى في التطوير والبحوث.
وهكذا يتم تصميم واجهة وحوسبة الروبوت في هونغ كونغ، ليتم تطوير برامجه في شنتشن، في حين يتم إنتاج أجهزته في مدينة دونغقوان، ويتم اختبار المعدات الطبية وتسجيلها في مدينة قوانغتشو، وفي النهاية يمكن بيعها بسرعة كبيرة في المعارض في مدينة تشوهاي، وفقا لمطوره شيه تشي هنغ.
وأمست سلسلة التوريد الفائقة مدعومة بحقيقة أن هونغ كونغ تتمتع بخمس جامعات من أفضل 100 جامعة في العالم، وتشهد شنتشن 46 براءة اختراع كل يوم، وتسعى دونغقوان لتوفير 95% من المعدات الإلكترونية في غضون ساعة واحدة، وتتمتع قوانغتشو بأكبر عدد من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في البلاد، بينما تخلق تشوهاي بيئة مفتوحة للتقنيات.
وقال شيه: “ذهبت إلى كاليفورنيا وشيكاغو أثناء دراسة الدكتوراه، مما أثار إعجابي بشدة. ومع ذلك، ومنذ ظهور منطقة الخليج الكبرى، أعتقد أنه يجب علي اختيار منطقة الخليج الكبرى بدلا من الولايات المتحدة، لأنها المكان الذي سيتطور بقوة في السنوات العشر القادمة”.
توفر الخطة الخمسية الـ14 للصين (2021-2025) للتنمية الوطنية والأهداف بعيدة المدى لعام 2035، والتي تنص على بناء منطقة الخليج الكبرى لتصبح مركزا دوليا للابتكار العلمي، المزيد من الفرص للمنطق.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.