Monday 25th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

مقتل جورج فلويد يكشف عن حقيقة أن “مشكلات الولايات المتحدة لا علاقة لها بالصين”

منذ 4 سنوات في 31/مايو/2020

CGTN العربية/

ملاحظة المحرر: توم فودي محلل بريطاني للعلاقات السياسية والدولية، وخريج جامعة درم وأكسفورد. يكتب مقالات تحليلية فيما يخص الصين وكوريا الديمقراطية وبريطانيا والولايات المتحدة. يعكس المقال وجهة نظر كاتبه، وليس بالضرورة وجهة نظر شبكة سي جي تي إن العربية.

أدى مقتل مواطن أمريكي من أصول أفريقية أثناء اعتقاله بشكل عنيف من قبل الشرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية إلى تصاعد حدة الغضب والعنف والاضطراب في أنحاء البلاد. وتشهد بعض المدن تحول عدد من المسيرات والمظاهرات السلمية إلى أعمال الشغب على مستويات مختلفة.

على الرغم من أن السلطات الأمريكية قد فتحت تحقيقا حول ملابسات مقتل فلويد، إلا أن القيادة السياسية لم تكن على يقين من تمكن الحكومة من تهدئة الوضع، حيث حاول ترامب مواجهة تلك التظاهرات وأعمال العنف بالتهديد باستخدام القوة ونشر قوات الجيش، وتحميل مسؤولية الأوضاع الحالية للـ”ديمقراطيين” و “اليسار المتطرف” وكذالك “وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة” على حد زعمه.

مع اشتعال موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد، عقد الرئيس دونالد ترامب مساء الجمعة مؤتمرا صحفيا، لم يتطرق فيه لهذا الموضوع على الإطلاق. وأدلى ترامب بتصريحات يلوم فيها على الصين في عدة نقاط وكيف أنها “تمزق الولايات المتحدة”، وعاد مرة أخرى لإطلاق التصريحات التي قام بترويجها هو ومؤيديه دائما بأن بكين هي المتسبب في جميع الأمراض والأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها الولايات المتحدة.

مينيسوتا تعلن حالة الطوارئ بعد تحول احتجاجات على وفاة رجل أسود إلى أعمال شغب.

ترامب يزعم أن الصين خدعت بلاده بملايين الوظائف العملية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. من خلال التلويح بعصا “أمريكا أولا” السحرية أو كما يرجح بومبيو القول “مواجهة الاستبداد الشيوعي”، تزعم الإدارة الأمريكية أن السياسات الخارجية العدوانية المعدية للصين يمكنها أن تعيد كل شيء “إلى طبيعته” وتحل كل تلك الأزمات.

لكن كل تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة ومضللة للغاية. في مساعيهم لتشويه صورة الصين أمام المجتمع الدولي، فإن البيت الأبيض ومؤيديه يخدعون العامة ليس فقط فيما يتعلق بحقيقة جذور مشكلات الولايات المتحدة، ولكن أيضا فيما يتعلق بأن الولايات المتحدة كانت ولا تزال دولة تعاني من العنصرية والانقسام بفجوات مذهلة، وعدم التوازن في توزيع الثروات والموارد والعنصرية الهيكلية والفقر المدقع، وكل تلك المشكلات لم يكن لها مثيل في العالم المتقدم.

إن أحداث العنف الناجمة عن مقتل فلويد هي مضاعفات واضحة لتلك المشاكل “الجذرية”، وتظهر ما يشعر به الكثير من المواطنين الأمريكيين من إحباط ويأس. يريد ترامب، حرفيا، “تبييض” مشاكل أمريكا الحقيقية وجعل خصمه بكين هو المسؤول الأول والأخير عنها، ولكن كل تلك الادعاءات المناهضة للصين لا يمكنها إسكات أصوات الاحتجاجات في الشارع الأمريكي.

تؤكد الولايات المتحدة على أنها تقدر الحرية والديمقراطية، وعلى أنه يجب احترام إيمان الأمريكيين بهذه المبادئ بكل صدق وإخلاص. لكن يأتي السؤال: كيف يمكن قياس “الحرية”؟ كما تساءل المحلل السياسي إشعياء برلين، هل هي مجرد عدم الالتزام بضبط النفس؟ أم أنها إمكانية التصرف والسيطرة على أغراض الآخرين؟

اختارت السياسة الأمريكية استخدام الإجابة الأولي لفترة طويلة، ولكن ما هي قيمة الحرية إذا لم يستطع المواطن الاستفادة منها في أي شيء؟ قد يمنح الأمريكي من أصول أفريقية الحرية في الخطابات، ولكن كيف ينعكس ذلك على حياته؟ إذا كان حتى لا يستطيع أن يدبر مصاريف التعليم لأسرته، ولا يمكنه دفع فواتير الرعاية الصحية الباهظة، ولديه فرص محدودة للعمل وكسب الرزق؟ ويعاني باستمرار من تهديدات قوات الشرطة التي تجسد العنصرية المؤسسية؟

تلك هي الظواهر التي تسببت في إحباط الملايين من الأمريكيين في أنحاء البلاد، وكانت حادثة مقتل جورج فلويد “القشة التي قصمت ظهر البعير” وتسببت في انفجار موجة من الغضب أدت إلى اندلاع أعمال العنف. إن هذا ليس أمرا جديدا في الولايات المتحدة أو لم يسبق حدوثه من قبل، ولكنه يمثل طريقة تعامل الدولة مع هذا النوع من الأزمات.

تم تأسيس الولايات المتحدة على أساس مجموعة من القيم يرغب الكثيرون في الدفاع عنها، ومع ذلك لم يتمكنوا من مواجهة حقيقة أنها بلد عنصري بصورة جدرية وأن إدارتها تسعى لخدمة مصالح الأغنياء في المجتمع.

مع اختناق المواطن الأمريكي أفريقي الأصل “معنويا وحرفيا”، اتجه ترامب إلى مؤيديه، أصحاب الياقات الزرقاء الذين يشتكون من المشكلات الاقتصادية أيضا- ولم يكن ذلك بسبب العنصرية – وأخبرهم أن الصين هي المتسبب في مشكلاتهم، وأن الصين قامت بسرقة وظائفهم، وهي التي بنت مجتمعا تركهم في الخلف، فعليهم تنفيس غضبهم تجاه الصين، بدلا من السياسيين وشركائهم في الأعمال الذين يديرون الدولة بطريقة تتعارض مع مصالحهم الأساسية.

وهكذا، ومع معاناة بعض الجماعات والمجموعات، فإن الرئيس لا يمد يد العون، أو حتى يحاول إظهار التعاطف أو المصالحة أو إجراء حوار. ولكنه يدعم بكل ما لديه من سياسات التشتيت والانقسام.

في حين أن وضع الصين كـ”كبش فداء” هو أمر مضلل، إلا أن الكذبة لا يمكنها معالجة المشاكل الكامنة والتيارات التي تثير الاحتجاجات والتي ستستمر في إثارة مثل تلك التوترات الضخمة داخل المجتمع الأمريكي.

يجب على المواطن الأمريكي أن يدرك أن النظام الاجتماعي والاقتصادي غير العادل الذي تتبعه الإدارة الأمريكية حاليا هو مشكلتهم الحقيقية وأن العوامل التي تقف وراء ذلك لها جذور تاريخية عميقة ترجع إلى ما قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية!

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *