يقدم مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، الذي اقترحه الرئيس الصيني شي جين بينغ، إجابة صينية عن التحديات العالمية، ويضخ طاقة في حماية السلام والتنمية العالميين.
وقد شدد شي على مصطلح “المستقبل المشترك” في العديد من المناسبات، بما في ذلك حين ألقى كلمة رئيسية في مكتب الأمم المتحدة في جنيف في 18 يناير 2017، حيث أوضح بالتفصيل حل الصين للتحديات العالمية: بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتسم بالتعاون القائم على الفوز المشترك والتشارك.
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، تم دمج هذه العبارة في العديد من وثائق الأمم المتحدة، مما حول هذا المفهوم الصيني إلى توافق دولي.
وقد ذكّرت جائحة “كوفيد-19” العالم مرة أخرى بأنه في عصر العولمة، أصبحت مصالح جميع البلدان مترابطة بشكل وثيق، وأن المجتمع البشري يتمتع بمستقبل مشترك واحد. ومع استمرار تفشي الوباء، طرح شي اقتراحا لبناء مجتمع للصحة المشتركة للبشرية بشكل مشترك، داعيا إلى المشاركة النشطة في مكافحة الوباء بشكل مشترك وتعزيز إدارة الصحة العامة العالمية.
وفي العام الماضي، حشدت الصين أكبر جهودها الإنسانية العالمية في تاريخ البلاد، وقدمت مساعدات وقائية لأكثر من 150 دولة و13 منظمة دولية، كما أرسلت 36 فريقا من الخبراء الطبيين إلى 34 دولة.
وفي هذا السياق، قالت تاتيانا برازيريس، المستشارة الأولى السابقة للمدير العام لمنظمة التجارة العالمية: “أعتقد أن مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية الذي اقترحه الرئيس شي جين بينغ يذكّرنا بأننا جميعا معا على نفس الكوكب، وأننا بحاجة إلى التعاون لحل المشاكل العالمية، وأنه لا يوجد بلد واحد يمكنه بمفرده حل مشاكل مثل الوباء العالمي وتغير المناخ، أو حتى الحمائية التجارية”.
في عام 2020، ألقى شي كلمات في سلسلة من اجتماعات الأمم المتحدة رفيعة المستوى بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الهيئة. ودعا جميع البلدان إلى نبذ عقلية المحصلة الصفرية وتعزيز التعددية.
وحول ذلك، قال ديفيد تشيكفيدزه، رئيس ديوان المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف: “إن التعددية الحديثة هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك. لم يبق أمام القوى العالمية أي خيار سوى الجلوس والحوار”.
كما اتبعت الصين نهجا متعدد الجوانب لترجمة رؤيتها العظيمة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية إلى واقع ملموس. وتعد مبادرة “الحزام والطريق” مشروعا مميزا يظهر مثل هذه المساعي.
ومن جهتها أكدت بيات ترانكمان، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصين: “على الصعيد العالمي، وهنا الصلة بالتعددية، يمكن للصين أيضا أن تدعم التنمية العالمية المستدامة، وتصبح بالفعل لاعبا متزايد الأهمية”.
من ناحية أخرى، تم تشغيل 12.4 ألف رحلة قطار شحن بين الصين وأوروبا في العام الماضي، بزيادة قدرها 50% عن العام السابق.
وفي الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي، زادت الشركات الصينية من استثماراتها في البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق”، حيث ارتفع الاستثمار المباشر غير المالي للبلاد بنسبة 29.7% على أساس سنوي ليصل إلى 13.02 مليار دولار أمريكي. وتثبت هذه البيانات أن مبادرة “الحزام والطريق” يمكن أن تساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية لجميع البلدان.
وقال ديفيد بلير، باحث سابق في جامعة هارفارد: “يكمن جزء مهم من المستقبل المشترك للبشرية في الحد من الكمية الهائلة من عدم المساواة في العالم، ليس فقط داخل البلدان ولكن عبر البلدان”.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.