أصبح معرض الصين الدولي للاستيراد بمثابة نافذة للصين لصياغة نمط تنموي جديد، ومنصة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى ومنفعة عامة دولية مشتركة خلال السنوات الخمس الماضية، مما يضيف قوة دافعة قوية لتنمية بلدان العالم وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CGTN العربية/
أصبح معرض الصين الدولي للاستيراد بمثابة نافذة للصين لصياغة نمط تنموي جديد، ومنصة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى ومنفعة عامة دولية مشتركة خلال السنوات الخمس الماضية، مما يضيف قوة دافعة قوية لتنمية بلدان العالم وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
أكدت الصين أن غرض المعرض يتمثل في توسيع انفتاح البلاد وتحويل السوق الصينية الواسعة إلى فرص هائلة للعالم. واختتمت الدورة الخامسة للمعرض مؤخرا، بصفقات أولية بلغ إجماليها 73.52 مليار دولار أمريكي لمشتريات السلع والخدمات لمدة سنة واحدة، بزيادة قدرها 3.9% عن دورتها السابقة.
وشهد الحدث مشاركة أكثر من 2800 شركة من 127 دولة ومنطقة، بما فيها 284 من أكبر 500 شركة في العالم والشركات الرائدة في صناعاتها. وكانت لجميع الدول الأعضاء في اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية شركات تعرض منتجاتها في المعرض، وزاد عدد العارضين من الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” وأعضاء منظمة شانغهاي للتعاون بشكل مطرد.
وجذب الانفتاح المستمر للسوق الصينية والآفاق الواعدة لاقتصاد الصين العارضين والمشترين من جميع أنحاء العالم. وخلال المعرض، وقع ما يقرب من 700 وفد تجاري أكثر من 600 اتفاقية تعاون في 82 حدث توقيع.
وأظهرت الصين مجددا للعالم عزمها الراسخ على تعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح. وتظل الصين مستعدة للعمل مع جميع الدول لممارسة التعددية الحقيقية، والتوصل الى المزيد من التوافق حول الانفتاح، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه النمو الاقتصادي العالمي، وتحويل الالتزامات بالانفتاح إلى آفاق واسعة للتنمية العالمية
وكجزء من جهودها لمواصلة توسيع الانفتاح في العصر الجديد، وسعت الصين المناطق التجريبية للتجارة الحرة، وأنشأت ميناء هاينان للتجارة الحرة، وعقدت معارض تجارية عديدة، بما فيها معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات ومعرض كانتون ومعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية.
وأصدرت الصين قانون الاستثمار الأجنبي وطبقته، واختصرت قائمتها السلبية للاستثمار الأجنبي لمدة خمس سنوات متتالية. وأصبحت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 دولة ومنطقة، وتتصدر العالم في الحجم الإجمالي لتجارة السلع. وبعد أن أصبحت وجهة رئيسية للاستثمار العالمي، تعمل الصين على الانفتاح على نطاق أوسع وبعمق أكبر.
وكان معرض الصين الدولي للاستيراد دليلا حيا على التزام الصين بالانفتاح رفيع المستوى. ومنذ دورته الأولى في عام 2018، أطلق العارضون من جميع أنحاء العالم ما يقرب من 2000 منتج وتقنية وخدمة جديدة، وتوصلوا إلى صفقات تزيد قيمتها الإجمالية عن 340 مليار دولار أمريكي في المعرض.
وقال سون تشنغ هاي، نائب مدير مكتب معرض الصين الدولي للاستيراد “يمثل المعرض محاولة فعالة بالنسبة لنا لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى، وأصبح منصة رئيسية للمشتريات الدولية وترويج الاستثمار والتبادلات الثقافية والتعاون المفتوح”.
في الوقت الحاضر، تعمل منصات خدمة المعاملات العابرة الحدود في إطار معرض الصين الدولي للاستيراد على مدار العام، وتستورد بضائع يزيد إجمالي قيمتها عن 323 مليار يوان (45.1 مليار دولار أمريكي).
ويأتي استيراد السجاد اليدوي من أفغانستان دخلا لأكثر من 2000 أسرة، ويظهر الحليب من نيوزيلندا على رفوف المتاجر في جميع أنحاء الصين. وقامت المزيد من الشركات بتوسيع أعمالها في السوق الصينية الضخمة من خلال حضور المعرض، وأصبحت رائدة في صناعتها.
وفي الأشهر العشرة الأولى للعام الجاري، ارتفع إجمالي التجارة الخارجية للصين بنسبة 9.5% على أساس سنوي إلى 34.62 تريليون يوان (4.83 تريليون دولار أمريكي)، مما يشير إلى نمو مستمر وثابت.
وقال روي فان دين هورك، المدير العام لمركز البحث والتطوير العالمي لشركة “Theland” النيوزيلندية للألبان “إننا ممتنون للغاية لمعرض الصين الدولي للاستيراد للمساعدة في بناء مثل هذه التجارة متعددة الأطراف. ويمثل المعرض منصة مربحة للجميع تكسر حالة عدم اليقين التي تسببها جائحة “كوفيد-19″ للاقتصاد العالمي، وتؤسس الثقة الصينية والتوقعات العالمية، وتظهر للعالم مرونة السوق الصينية”.
لتحقيق المزيد من الفوائد للناس في جميع الدول بطريقة أكثر إنصافا، يوفر معرض الصين الدولي للاستيراد أكشاكا مجانية للعارضين من الدول الأقل تقدما كل عام لمساعدتهم على الترويج لمنتجاتهم الخاصة وحرفهم التقليدية وسياحتهم وثقافتهم. واستقبل المعرض في العام الجاري شركات من ما يقرب من 30 دولة من أقل الدول تقدما.
وقدم العارضون من غينيا بيساو جوز الكاجو في كشك مساحته 18 مترا مربعا، وتلقوا 180 طنا من الطلبات.
وقال أنطونيو سيريفو إمبالو، سفير غينيا بيساو لدى الصين “ستشارك الصين فرصا مع سوقها الضخمة مع جميع البلدان. وإنه أمر مشجع للغاية وسيحفز المزيد من الشركات للمساهمة في هذا التقدم”.
أشار التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني إلى أن الصين تلتزم بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، وتنتهج بحزم إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وتم مؤخرا إصدار دليل جديد للصناعات التي تشجع الاستثمار الأجنبي، لتشجيع المستثمرين الأجانب على توسيع استثماراتهم.
وستتخذ الصين سلسلة من الإجراءات الملموسة والفعالة، بما فيها توسيع استيراد المنتجات عالية الجودة، وتعميق بناء مناطق نموذجية شاملة وطنية لزيادة انفتاح قطاع الخدمات، وتوسيع الشبكة العالمية لمناطق التجارة الحرة رفيعة المستوى. ويدل كل ذلك على تصميم الصين وعملها على تحقيق التنمية المشتركة مع بقية العالم.
وقال جينس هيلديبراندت، المدير التنفيذي للمناطق الشمالية والشمالية الشرقية للصين بغرفة التجارة الألمانية في الصين “ترى الشركات الألمانية في جميع الصناعات تقريبا، آفاق نمو السوق الصينية خلال العقد القادم. وإنه سبب حرص هذه الشركات على رؤية التنمية الصينية والمشاركة فيها”.
أصبحت الصين الآن أكثر انفتاحا لتزويد العالم بفرص جديدة، والمساهمة في بناء اقتصاد عالمي مفتوح، وتحقيق الفوائد لجميع الناس في جميع أنحاء العالم.