صحيفة الشعب اليومية أونلاين
(شينخوا) قال علاء الدين رواينية، مصمم جزائري للرسوم المتحركة ذات الأبعاد الثلاثية:” لم أفكر من قبل أبداً في القدوم إلى الصين للعمل… المستقبل للصين وأنوي البقاء فيها.” لكنه بدأ حياة جديدة في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين بعد مجيئه إلى الصين.
ينحدر رواينية من أسرة جزائرية متخصصة في الهندسة المعمارية، فوالده وأخوه مهندسان معماريان. وبدوره؛ سار الشاب على نهج عائلته ودرس الهندسة المعمارية في الجامعة بالجزائر. وبعد تخرجه، التحق بالعمل في شركة هندسية محلية.
خلال تلك الفترة، بدأ رواينية التعامل والتعاون مع عدد كبير من الشركات المعمارية الصينية. وقال:” إن معظم المشاريع الهندسية التي تقوم بها الشركات الصينية كبيرة للغاية، ولذا كنت أتطلع في ذلك الوقت إلى تعزيز التعاون مع الشركات الصينية للمشاركة في تصميم المزيد من المشاريع الهندسية”.
ولاحظ رواينية وجود عدد ضخم من السلع والبضائع اليومية صينية الصنع في السوق الجزائري، كما كان الناس في الجزائر يقولون إن الصين شهدت تطورات سريعة ستؤهلها لقيادة المستقبل، فتعززت لدى الشاب الجزائري الرغبة في زيارة الصين يوماً ما.
وبفضل مساعدة أصدقائه، جاء رواينية إلى الصين لدراسة اللغة الصينية في جامعة الشمال للقوميات بمنطقة نينغشيا في عام 2015. وانضم بعد سنة من تعلم اللغة الصينية هناك إلى شركة للإبداع الثقافي في مدينة يينتشوان حاضرة المنطقة عام 2016.
تقع الشركة المذكورة في مركز للإبداع في مدينة يينتشوان، يضم مجموعة من الموارد المبتكرة ويشكل منصة لتوفير الفرص لريادة الأعمال للشباب الصينيين والأجانب، ويقدم دعما قويا للشركات المتوسطة والصغيرة.
وفي هذا السياق؛ قال مو كانغ يوي، نائب مدير الشركة إن المدن الأقل تطورا في مناطق غربي الصين تفتقر عموما إلى المواهب الدولية، إلا ان رواينية يتمتع برؤية تجاه التصاميم الدولية التي تحتاج إليها الشركة، مضيفاً :” إن جوهر الصناعة الثقافية الإبداعية هو الإبداع، ونأمل في دمج الأفكار الصينية والأجنبية معاً، والمزج بين الأصالة والحداثة لخلق الأفكار المبتكرة.”
وخلال فترة وجيزة، حاز رواينية إعجاب زبائن الشركة بأفكاره الرائعة وتصاميمه التي تتحلى بالخصائص الثقافية الصينية، ما زاد من ثقته بإطلاق مزيد من أعمال التصميم ثلاثي الأبعاد.
وينوي رواينية البقاء في الصين بالنظر لحرص الحكومة الصينية على خلق ظروف مواتية لتعزيز بيئة ريادة الأعمال والتوظيف للشباب، حيث قال مؤكداً: ” إن المستقبل للصين”.
جدير الذكر أن منطقة نينغشيا كانت حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتمتع بمميزات فريدة لإجراء التبادلات الثقافية مع العالم الإسلامي.