*تقرير إخباري/شينخوا:
افتتح وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني يوم الجمعة معبدا يهوديا ومسجدا أثريا بعد ترميمهما، كما تفقد الكنيسة المرقسية بالأسكندرية شمال غرب القاهرة، في رسالة للعالم بأن مصر تحافظ على تراثها بمختلف حقبه التاريخية.
وافتتح العناني مسجد الفتح الملكي بحي عابدين في العاصمة القاهرة، والذي يعود إلى 400 عام، بحضور وزير الأوقاف مختار جمعة ومحافظ القاهرة خالد عبدالعال.
وقال رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار وعد الله أبوالعلا، إنه تم افتتاح المسجد بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، التي بدأت في عام 2017، بتكلفة نحو 16 مليون جنيه (الدولار الأمريكي يساوي 15.93 جنيه مصري)، حسب بيان رسمي.
وشملت أعمال الترميم كل من الحوائط والمنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية، والقباب والقباوات، إلى جانب تركيب أجهزة النظام الصوتي ووحدات الإضاءة الداخلية وكاميرات المراقبة.
وعقب ذلك، توجه العناني إلى محافظة الأسكندرية حيث تفقد الكنيسة المرقسية، التي تعد أول كنيسة في مصر وأفريقيا.
وترجع هذه الكنيسة إلى القرن الأول الميلادي، لكنها تهدمت وأعيد بناؤها أكثر من مرة على مر التاريخ.
وتم في عام 1870 إعادة بنائها على الطراز البيزنطي مع تزيينها بعدد كبير من الأيقونات الجميلة.
وتحتفل هذه الكنيسة، التي كانت مقرا لبابا الأقباط لمدة ألف عام قبل أن ينتقل مقره للقاهرة، هذا العام بمرور ١٥٠ عاما على إنشائها بوضعها الحالي.
ثم افتتح العناني معبد إلياهو هانبي اليهودي الموجود على بعد دقائق من الكنيسة المرقسية، والذي بني بعد أن تنازل بابا الكنيسة آنذاك عن قطعة أرض تابعة للكنيسة إلى اليهود من أجل بناء المعبد عليها.
وقال العناني في مؤتمر صحفي إن “اليوم يعتبر يوما استثنائيا، فخلال أربع ساعات فقط تم افتتاح مسجد الفتح الأثري في القاهرة.. وتفقدنا كنيسة القديس مرقس التى شهدت بداية المسيحية في مصر.. والآن نفتتح المعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبى الذى يبعد مسافة عشرة أمتار عن الكنيسة المرقسية”.
واعتبر أن ترميم هذا المعبد يبعث رسالة للعالم بأن مصر تحافظ على تراثها وآثارها التي تعود إلى حقب تاريخية متعددة، كما أنه رسالة بأن مصر تكفل للجميع إقامة شعائرهم في حرية.
وأضاف أن تفرد مصر في تنوع حضاراتها، مشيرا إلى أنه لا يوجد سنتيمتر في مصر إلا وفيه حضارة تعكس التسامح وقبول الآخر وقوة مصر كنسيج واحد.
وتابع أن “ما يحدث اليوم يوضح كم أن مصر غنية قوية متناغمة بكل أطيافهما”.
بدوره، قال مدير مكتبة الأسكندرية مصطفى الفقي إن “تدشين المعبد اليهودي برهان جديد على أن مصر دائما بلد الحضارة والثقافة والديانات.. وأنها لا تفرق بين أبنائها على اختلاف دياناتهم من مسلمين ومسيحيين ويهوديين”.
وأوضح أن “مصر على مر العصور لم تعرف التعصب والتشدد، وأن الوحدة الوطنية في مصر تعيش الآن أزهى عصورها”.
وينسب هذا المعبد إلى إلياهو هانبي أحد أنبياء بني إسرائيل، الذى عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، ويعد من أقدم وأشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية، حسب الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار.
وشيدت الجالية اليهودية المعبد في العام 1354 ميلادية، لكنه تعرض للتدمير على أيدي الحملة الفرنسية، ثم أعيد بناؤه في العام 1850.
وتبلغ مساحة المعبد 4200 متر، ويتكون من طابقين، أحدهما للرجال والثاني للسيدات، ويحتوي على مكتبة مركزية قيمة يعود تاريخها إلى القرن الـ15.
وبدأت أعمال ترميم المعبد في أغسطس 2017، بتكلفة 64 مليون جنيه.
وعبرت رئيس الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون عن سعادتها بافتتاح المعبد.
وقالت هارون، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش حفل الافتتاح، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، إن “افتتاح المعبد اعتراف بيهود مصر، الذين ساهموا في الحياة في مصر”.
وأضافت أن “هذا اليوم كنت اتمناه، وأن يأتي متأخرا أفضل من ألا يأتي”.
بينما اعتبر التسعيني ألبير أرييه أن افتتاح المعبد اليهودي حدث تاريخي.
وقال أرييه، وهو من أصول يهودية، إن الافتتاح يعكس صورة مصر الحقيقية، مؤكدا أن المعبد تراث للمصريين كلهم.